السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

بين طموحين

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

في يوم واحد سمعت نصيحتين عن الطموح متناقضتين أولاهما قالتها لي أختي نقلا عن معلمتها التي قالت لها: ارفعي سقف طموحاتك فوق عنان السماء حتى يتجاوز كل التوقعات ويفوق كل التنبؤات . والنصيحة الثانية سمعتها من مفكر في التلفاز يتحدث عن التغيير والتأثير فقال: اخفض سقف طموحاتك واجعلها متناسبة مع امكانياتك حتى لا تقع في مستنقع الخيبة والانكسار .

اضافة اعلان

فوقعت في حيرة من أمري  يا ترى ماذا يختار مريدو النجاح ، خفض الطموح أم رفعه ، تضخيمه أم تحجيمه ؟

وبعد تمحيص وتدقيق ظهر لي أن مطلقي النظريتين - إن صح إطلاق مصطلح نظرية عليهما - بنوا نظرياتهم على فرضية معينة وتصور مسبق ومن ثم اختاروا لها منهج متناسبا معها .

فالنظرية الأولى : بنت تصورها على فرضية (وجود همة عالية وأمل متدفق)فكانت الطريقة المناسبة والمنهج المؤدي للهدف هو تعظيم الطموح وتضخيمه لأن الأمل أعظم والهمة أضخم ويمكنهما التغلب على اليأس ومقاومة العثرات حيث يصدق عليها قول المتنبي :

إذا كان النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام.

والنظرية الثانية : بنت تصورها على فرضية (خور الهمة وضعف الأمل) فكانت الطريقة المناسبة لها والمنهج المؤدي للهدف خفض سقف الطموح لسرعة الوصول إليه ولكي لا يتسلل للنفس اليأس والاحباط .

فمقدار الطموح متناسب مع ما لدى الفرد من عزيمة وهمة ولكي توجّه له النصيحة الملائمة لابد من سبر أغوار نفسه واستشفاف كوامنه بطرح العديد من الأسئلة عليه حتى يوجّه للمنهج المثمر . أما ما نراه من توجيهات موحدة ليست متسقه مع بواطن الأفراد فكثيرا ما تقتل أمال وهمم أشخاص بحثِهم على طموحات متواضعة أو ارهاق ضعيفي العزيمة بطموحات باذخة  "فكل مقام مقال" ..

كتبته: ريم بنت محمد الغويري.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook