السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الحيزان: أيام ويبدأ «الوسم».. فيه تعتدل الأجواء وتميل للبرودة ليلاً

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

‏‫تواصل - أحمد الرمال:

الوسم ليس نجماً ولكن هو عبارة عن صفة لمنطقة ما نزل عليها الغيث فوسمها بسمة الخضرة، وهو فترة زمنية من العام تتسمُ بهطول الأمطار في أنحاء واسعة من شبه الجزيرة العَرَبِيّة وبلاد الشام تمتد بين ١٦ أُكْتُوبَر وحتى ٦ ديسمبر لمدة ٥٢ يَوْمَاً، هذا ما بينه الباحث في علوم الطقس والفلك نزيه الحيزان.

اضافة اعلان

وأَضَافَ الحيزان، أن الفترة التي تسبق هذا التاريخ من الوسم تُعرف باسْم الثروي وهي الفترة التي تسبق دخول الوسم بعشرة أَيَّام تَقْرِيبَاً قبل أن نرى العلامة الدالة على دخول الوسم والمتمثلة في تعامد الشعرى اليمانية مع نجم سهيل فَجْرَاً في الجهة الجنوبية الشرقية من السماء.

وفي الوسم، تعتدل الأجواء وتميل للبرودة لَيْلاً خَاصَّة على مناطق شمال شبه الجزيرة العَرَبِيّة وبلاد الشام وتبدأ حركة المنخفضات الجوية بالتقدم نحو الجنوب لترتكز فوق حوض المتوسط بأمر الله وتتغير مع هذا التغير حركة السحب فنراها تتقدم من الغرب إلى الشرق تَبَعَاً لحركة التيار النفاث؛ وقد تبدأ بواكير الوسم في أعوام متقدمة وفي أخرى تتأخر حتى نهاية أُكْتُوبَر وبداية نوفمبر وهذا يعتمد بعد مشيئة الله على عوامل عِدَّة تحيط بمنطقتنا ويكون لها تأثير إِيجَابِيّ إما في التقدم أو يكون سَلْبِيّاً في التأخر.

وكشف أن للوسم في شبه الجزيرة العَرَبِيّة نكهة خَاصَّة وانْتِظَاراً طويلاً بعد عناء صيف لاهب، حيثُ تعتبر هذه الفترة من الفترات المحببة لِكَوْن الأجواء فيها معتدلة جميلة يبدأ فيها التهيئة للانْتقال من حدثٍ إلى حدث؛ حيثُ يبدأ موسم هطول الأمطار وتغير الأجواء وتكثر فيها الكشتات والسمر والالتفاف حول فاكهة الشتاء.

وأَضَافَ، الحيزان أن أمطار هذه الفترة تعتبر باعثة لكل جميل سواء في النفس أو سِمة وأثراً على الأرض فتنبت الأرض بعد أمطار الوسم من كل زوج بهيج، بِالإِضَافَةِ إلى أن مطر هذه الفترة المُبكر يساعدُ على ظهور الكمأ (الفقع) إن توالت الخيرات والرحمات بِفَضْل الله سبحانه وتعالى؛ حيثُ يَحْتَاج ظهور الكمأ على وجه الأرض لـ ٧٠ يَوْمَاً بعد أول وسمية مروية متتالية بمشيئة الله.

وَتَابَعَ، أن في هذه الفترة تتوالى بأمر الله النزولات العلوية والمتمثلة بالمنخفضات الجوية المباشرة، أو الأخاديد المنزلقة، أو موجات التبريد والتي يقابلها اندفاع الرطوبة البنائية والتي تلتقي بموجات التبريد العلوية فيحدث منها بعد أمر الله نشوء حالات عدم الاستقرار الجوي، بِالإِضَافَةِ إلى الرياح وهي العامل المهم في هذه العملية الديناميكية التي قيضها الله حيثُ تنقل الرطوبة من مكان لآخر وتتغير بذلك قيم الضغط الجوي من مكان لآخر حَسْبَ درجة الحرارة في تلك المناطق؛ وهنا إعجاز في منظومة الغلاف الجوي؛ فسبحان من هيأ ويهيئ هذه العوامل لتتواءم مع بعضها البعض فيكون بذلك الوسم وموسم الأمطار والذي تكتسي بعده الأرض حلة جديدة؛ فينبت العشب وتهنأ الأنفسُ بهذه الرحمة.

وَأَشَارَ الحيزان إلى أن المطر في هذه الفترة ينبت على إثره العشب سَرِيعَاً وتُربِّعُ الأرض مُبَكِّراً؛ كون الأجواء معتدلة تساعد على نمو الأعشاب البرية بكثافة قبل دخول المربعانية واشتداد بردها والذي بِدَوْرِهِ يؤثر على سرعة النمو ويُبطئه.

ولفت الحيزان إلى أن للوسم أربعةَ منازل؛ عدد كل منها ١٣ يوماً؛ تبدأ بمنزلة العواء في ١٦ أكتوبر، ثم السماك وذلك في ٢٩ أُكْتُوبَر ثم الغفر في ١١ نوفمبر، وتَنْتَهِي بمنزلة الزبانا وذلك في ٢٤ نوفمبر.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook