تواصل - نايف الحربي:

رغم ولادته كفيفاً ومعاناته من مرض التأخر في الإدراك، إلا أنه قهر المستحيل وحقق مَا لَمْ يحققه الأصحاء الأكبر منه سناً، إنه الطفل محمد خالد بامسعود الذي لم يتجاوز الـ 10 سنوات، ورغم ذلك حفظ القُرْآن الكريم كاملاً بتقدير امتياز، في حلقات مجمع عبدالله بن عباس المسائي التابع لجمعية خيركم بجدة.

البداية، يرويها أحد أقربائه قَائِلاً: ‘‘اكتشف والدا محمد، قدرة ابنهما على الحفظ مُبَكِّراً رغم تأخر إدراكه، فأشرت عليهما بضرورة إلحاقه بحلقات تحفيظ القُرْآن في مجمع بن عباس بحي الكندرة، وبالفعل فاجأ الطفل معلميه بسرعة حفظه وإتقانه؛ لذا تم قبوله عَلَى الْفَوْرِ بعد اختباره، رغم أنه رُفض عند محاولة ضمه للمدرسة السادسة النموذجية من قبل‘‘، لكنه الآن من المتفوقين في المدرسة ونسبته في التقديرات لا تقل عن 97%‘‘.

وَفِي السِّيَاقِ ذَاتِهِ، أكَّدَ معلمه في الحلقة الأستاذ محمد لوكي، أن محمد كان يحفظ يومياً نصف صفحة عن طريق استماع الأشرطة التي تكرر الآيات، وذلك وَفْقَ خطة الحفظ الذي وُضعت له، مُشِيرَاً إلى أنه انبهر مما رآه من القدرات التي يتمتع بها.

أما مدير مجمع عبدالله بن عباس الأستاذ عبدالله بامؤمن، فقال: ‘‘إن هذا الطفل المعجزة بات قدوة لأقرانه من الأصحاء، فقد صار نموذجاً يُحتذى به، بعد أن لفت أنظار الجميع بما فيهم أَهَالِي الحي، وجرى تكريمه في المجمع؛ نظير تفوقه في الحلقات والمدرسة‘‘، بل إنه يملك صوتاً جميلاً، ويحب صوت الشيخ محمد المنشاوي رَحِمَهُ اللَّهُ وقراء الحرم.