الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الموسى: القطاع الثالث له دور كبير جداً في منظومة الدول ويلامس احتياجات المواطنين

BatchImage0003
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

• القطاع الثالث ليس بديلاً للقطاعات الأخرى بل هو موازٍ لها. • تنظيم الأوقاف وتعزيز دورها التنموي واستدامتها مطلب رئيسي. • مؤسسة الراجحي الخيرية منذ انطلاقتها وهي امتداد للبذل والعطاء. • على الجهات الخيريـة أن تركـز على المتبرعين الأفراد وتتواصل معهم. • العلاقة بين القطاع الربحي والإعلام ينقصها التواصل الحقيقي والفاعل.

اضافة اعلان

تواصل – فريق التحرير

القطاع الثالث أو القطاع الخيري غير الربحي، كما يُطلق عليه البعض، يُعد من القطاعات شديدة الأهمية في المجتمع وفي مسار التنمية، والتي تحتاج إلى دراسة جيدة وتخطيط جيد حتى يؤتي هذا القطاع الثمار المرجوة منه، وكذلك حتى يتجاوز الصعوبات والتحديات التي تواجهه.

والقطاع الربحي شريك أساسي في التنمية ولا يمكن أن تتم التنمية في المجتمع بدون هذا القطاع الحيوي فهو ثالث قطاعات النمو والارتقاء والنهوض بالمجتمعات.

وللحديث عن القطاع الثالث وأهم التحديات التي تواجهه ووسائل الارتقاء والنهوض به كان هذا الحوار مع المهندس موسى بن محمد الموسى المدير التنفيذي لمؤسسة عبدالرحمن بن صالح الراجحي وعائلته الخيرية .. فإلى الحوار:

- كيف ترون إسهام القطاع الثالث في رؤية 2030 خاصة مع المتغيرات الاقتصادية؟

نطاق عمل القطاع الثالث محدد وواضح, وهو ليس بديلاً للقطاعات الأخرى بل هو موازٍ لها وله دور كبير جداً في منظومة الدول, ويحقق جانب مهم في جله يلامس احتياجات المواطنين, وبالتأكيد عند وجود رؤية واضحة ستكون مسيرة نجاحه أكثر هدى وتزيد من حدة بوصلته وسلامة اتجاهه.

وانطلاقة خطة التحول الوطني للوصول لرؤية 2030 فرصة مواتية ينبغي استثمارها وتفعيلها لتحقيق عدد من الجوانب المهمة, كانت ضعيفة في السابق وستزداد وتصبح حاضرة وقوية بعد توفيق الله في ظل وجود رؤية 2030, ومن أبرزها: تفعيل تنسيق تكامل كبير وشراكات أكثر واقعية ونضج ومساهمة في الجهات الخيرية وغير الربحية باحترافية ومنافسة أكبر.

- انتقال الإشراف على الأوقاف إلى هيئة مستقلة, كيف تقرأ ذلك ؟ وما هي عوامل نجاح الهيئة الجديدة في مهامها؟

تنظيم الأوقاف وتعزيز دورها التنموي واستدامتها مطلب رئيسي, لا زال القصور الكبير يحيط ببعض جوانبه وأدواره, وهيئة الأوقاف حال مزاولتها لمهامها بالإضافة إلى الهيئات القضائية في المملكة يتوجب عليهما إنجاح تلك الأدوار وعدم الانشغال بأدوار ليست رئيسية أو ذات أولوية أمام المسؤولية الكبرى والدور الأعظم للأوقاف, إن حجم الأوقاف التي يتم وقفها عن طريق الأفراد كبير جداً, فعندما يشعر الموقفون والراغبين في الوقف أن أوقافهم تستثمر فيما أبدوه من رغبات وعندما يرون أن الأوقاف أصبحت مستدامة ولديها استقلالية تحت رقابة متفهمة جل همها وحرصها استدامة الأوقاف وتنميتها وتفعيل دورها التنموي. وهذا الدور لهيئة الأوقاف ينسحب على جميع أنواع الأوقاف الأخرى من أوقاف الجهات الخيرية والدعوية والجهات غير الربحية وغيرها.

إن اتجهت هيئة الأوقاف لتزاول دوراً مشجعاً في المشاركة بالتنمية بفعالية سيشعر جميع القطاعات الثلاث في المملكة بأثر الوقف ودوره الحيوي وأنه ليس مكملاً اقتصادياً أو رفاهية مالية للمنظمات, عند هذا الحد تكون هيئة الأوقاف قد قامت بدور كبير.

- نود منكم تسليط الضوء على جهود مؤسسة عبد الرحمن بن صالح الخيرية وما هي أبرز أهدافها، وإنجازاتها ؟

مؤسسة عبد الرحمن بن صالح الراجحي وعائلته الخيرية منذ انطلاقها بحمد الله وهي امتداد للبذل والعطاء الذي يتم من خلال العائلة منذ سنوات طويلة, وأصبحت بعد توفيق الله أكثر مؤسسية واستدامة وتركيزاً للأثر.

فالمؤسسة بحمد الله من أوائل الجهات المانحة التي انطلقت وهي تحقق جانب التركيز في عطائها, ومن أبرز ما كان لها دور كبير فيه ثلاثة مسارات مهمة, المساهمة في تطوير القطاع, تطوير قيادات العمل الخيري, العمل في المساحات البكر والتي لم تطرق من قبل.

فخلال مسيرة المؤسسة أنجزت خطوات مهمة في عدد من الميادين على سبيل المثال, حققت نجاحات كبيرة في المجال التقني بالمساهمة بإنشاء كيان تقني متخصص بالقطاع وكذلك عنيت بالمساهمة في تأسيس كيان متخصص في الدعوة الإلكترونية, وقدمت أكثر من 800 مقعد للقيادات لتطويرها, أنضجت أكثر من 30 مشروعاً حيوياً في القطاع الخيري, وساهمت في تأسيس أكثر من بيت خبرة ومركز تميز جامعي يقوم بخدمة القطاع, أثرت القطاع بالجانب المعرفي, ساهمت في بناء أول شراكات حقيقية مع الجامعات, نفذت سلسلة ملتقيات للممارسات الناجحة, أسست عدداً من اللجان التنسيقية في القطاع.

ومن الكيانات التي نحمد الله ونشكره عليها أن كان للمؤسسة دور كبير في إنشائها مركز مثابة لدراسات وأبحاث الحج والعمرة, والذي منذ انطلاقته وهو يحقق خطوات متقدمة ونجاحات ملموسة حتى يصبح بيت الخبرة الأول في هذا المجال ومرجع متخصص لوضع حلول احترافية تتناسب مع هذا الركن العظيم وتعين في تحقيق مقاصده.

- كيف يمكن بناء التكامل بين المؤسسات المانحة وإدارات المسؤولية المجتمعية بدلًا من التكرار أو التنافس؟

لتحقيق التكامل على الوجه الصحيح ينبغي فهم دور التكامل بشكل واضح وسليم, لدينا قصور كبير في فهم هذا الدور والآليات الصحيحة والسليمة لتحقيقه.

التنسيق والتكامل والشراكات سيكون لهم دور فاعل وحقيقي إذا زادت الثقة بين الجهات, وتقديم مصلحة القطاع على مصالحها الخاصة والقائمين عليها, والعمل على نجاح التكامل فيما بين الجهات وفق منهجية صحيحة وسليمة توصل إلى تحقيق نتائج حقيقية وواقعية, تلتزم كل جهة بالاستحقاقات المترتبة عليها من هذه العلاقة وتستمر فيها حتى يتحقق الهدف.

فمن الملاحظ أن عدداً من العلاقات القائمة بين الجهات الخيرية وغير الربحية التي تصبوا إلى التنسيق أو التكامل أو الشراكات ونحوها لا تحقق أهدافاً ملموسة بسبب استعجال الجهات للحصول على النتائج ومحاولة حرقها لمراحل لا تحرق, بل ينبغي أن تأخذ هذه المراحل وقتها حتى يكون لتلك العلاقات التكاملية أثراً ملموساً.

- الجهات الدعوية وغير الربحية كثيرًا ما تعاني من ضائقات مالية بالرغم من تواجد عدد كبير من المؤسسات المانحة والأوقاف, إلى ماذا تعزو ذلك؟

الجهات المانحة والأوقاف هي أحد روافد الموارد المالية للجهات الخيرية, ومن وجهة نظري بل ومن دراسات عالمية أثبتت أن حجم ما تقدمه الجهات المانحة والوقفية للجهات الخيرية يتراوح ما بين 10 – 15 % , وأن الرافد الرئيسي هو تبرعات الأفراد, فهي الرافد الرئيسي والحقيقي للجهات الخيرية والتي ينبغي التركيز عليها.

وللتخفيف من تكرار هذه الأزمات والتخلص منها نحتاج من الجهات الخيرية أن تركز على المتبرعين الأفراد والتواصل معهم بشكل فاعل وفتح قنوات متعددة تتيح لهم الوصول بيسر للتبرع لها مع العناية بوجود الاستثمارات وتأسيس الأوقاف التي تحقق الاستدامة, وهذا لا يعني أن تغفل الجهات التواصل مع الجهات المانحة بشتى أنواعها للحصول على الدعم والتمويل منها في المجالات التي تتقاطع مع أهدافها حتى تتحول هذه العلاقة من تبرعات إلى شراكات حقيقة مستدامة, وهذه هي العلاقة والدور الأنسب بين الجهات الخيرة والجهات المانحة.

- في السنوات الأخيرة اتجهت كثير من الجهات إلى امتلاك أوقاف خاصة فيها, ما تقييمك لهذه الخطوات؟

خطوة مهمة وفقت فيها الجهات الخيرية وغير الربحية بل إنها تأخرت في القيام بها, أدعو الجهات إلى التقدم في ذلك والتحول إلى الاستثمارات الوقفية لأهميتها من عدة جوانب من أبرزها أن الاستثمارات الوقفية أكثر نمواً مالياً وأكبر في العوائد.

وتتعاظم من وجهة نظري أثر تلك الاستثمارات إذا عني بها أن تكون استثمارات اجتماعية لها دور كبير في الجانب التنموي, فإن هذه الأوقاف تكون حققت دوراً مصاحباً ومهماً في جانب تعزيز الدور التنموي للأوقاف ولم تقتصر على العائد المالي.

- ما الحلول في وجهة نظرك لاستدامة مالية لدى الجهات غير الربحية, وهل ترى بدائل مفيدة للأوقاف العقارية؟

إن حصر الأوقاف على وقف الأصول العقارية فقط, هذا يفوت فرص كبيرة في النجاح عندما نحصر النجاح في الجانب المالي فقط, تأسيس الأوقاف لدى الجهات الخيرية وغير الربحية من الواجب أن يعزز أدورها في عدة مجالات منها: في الدور التنموي الاجتماعي عن طريق الدخول في استثمارات اجتماعية تتناسب مع تخصص الجهة, تنويع مجالات الاستثمارات وآلياته, بحيث تكون هناك استثمارات تدار بشكل مباشر, واستثمارات أخرى تدار بوقف محافظ وصناديق مالية. ومن أهم الخطوات التي تأخرنا فيها هي الاستعانة بالمتخصصين في الإدارة المالية والاستثمار بعد توعيتهم بالشكل المناسب بالفرق بين الاستثمار في الأصول والأموال الوقفية وغيرها حتى نحافظ على استدامة الوقف وتنميته وعدم تعريضه لمخاطر قد تفقده.

- كيف تقيم العلاقة بين القطاع غير الربحي والإعلام؟

العلاقة ينقصها التواصل الحقيقي والفاعل على مستوى كل الشرائح, كما وينقصها تبادل الأدوار الإيجابية مما يزيد من وصول رسالة ودور القطاع بشكل جلي وواضح, نحتاج في المرحلة المقبلة لتفعيل دور التواصل على مستوى جميع الشرائح من كلا الجانبين والقيام بعدد من المبادرات التي ترفع الثقة والعمل بمهنية ومطالبة الجامعات التي لديها تخصصات إعلامية أن توجه طلابها وأساتذتها ومراكزها البحثية بتخصيص مساحة من دراستهم وأبحاثهما على القطاع والتفاعل معه وتقديم التوصيات والحلول التي تسهم في تحسنه وتميزه إعلاميا وإيصال رسالته باحترافية.

- هل هناك أدوار ترون من خلال موقعكم في العمل غير الربحي لم تجد ما يناسبها من مبادرات ومؤسسات تهتم بها؟

يوجد عدد من المجالات لا تزال بكر لم يتم العمل عليها أو طرقها بالشكل المناسب كالدراسات ومراكز الأبحاث والمراكز الإعلامية والتعليم والصحة والأمن الغذائي والمائي والتقنية والشباب والإسكان والظواهر الاجتماعية والريادة الاجتماعية, فهي ملفات لم تُعطَ حقها حتى الآن, ينبغي أن تكون هناك مبادرات حقيقية مدروسة في هذه المسارات, وتحقيق معالجات للقضايا المرتبطة بتلك المسارات.

وأوصي القائمين على القطاع بالتركيز على قيمة معينة وعدم التشتت عند التصدي لمعالجة القضايا والظواهر الاجتماعية حتى يتم الوصول إلى نتائج وصناعة نماذج يحتذى بها والعناية بالتدرج والمرحلية.

- هناك من يقول إن العمل الخيري يعمل في الهوامش ولا زال لم يدخل في عمق وصلب العمل التنموي .. ما تعليقك؟

هذا غير صحيح وغير دقيق .. ما ينقص العمل الخيري هي البوصلة على مستوى القطاع والجهات والأفراد, فما تم من مبادرات وإنجازات بالقطاع لا يمكن أن نطلق عليها بحال من الأحوال أنها هامشية.

تلك الإنجازات الكبرى والأدوار الرائعة التي تمت منها ما هو استحقاقات مرحلية, ومنها ما هو مهم لكنه لم ينضج ويستكمل, ومنها ما هو مكرر وليس أولوية, فلو كان هناك استثمار حقيقي لهذه المكتسبات للمحافظة عليها ومعالجة جوانب القصور, وأصبح للقطاع مستهدفات وفق بوصلة واضحة لاستطعنا رفع فاعليته ومساهمته ومشاركته في تقديم الخدمات وتحقيق دوره بشكل صحيح .

- شهدنا مُؤخَّراً إقامة مؤتمرات وملتقيات العمل الخيري بين فترة وأخرى.. هل ترى لها جدوى وفائدة ملموسة؟

المتتبع لعدد من المبادرات المؤثرة في القطاع والتي كان لها منعطفات إيجابية, يجدها مبادرات وليدة من رحم هذه المؤتمرات والفعاليات, شريطة أن تكون هذه الفعاليات مدروسة ولها أهداف محددة ترغب في تحقيقها.

فما ينتقد على مثل هذه الفعاليات ويقلل من أدوارها هو اقتصارها فقط على أهداف عامة وواسعة, كل فعالية ينبغي أن يكون لها أهداف عامة وأهداف خاصة ومحددة تسعى لتحقيقها من خلال تنفيذ هذه الفعاليات أياً كان نوعها ملتقيات مؤتمرات مخيمات ورش عمل وغيرها.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook