السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

هذا ما قاله وزير الشؤون الإسلامية في لقاء حاشد بالخرطوم (فيديو)

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل ـ بدر العبد الرحمن:

أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ، أن القضية الكبرى في الدعوة والدعاة وفي مسيرة الحراك الإسلامي كله هي القرب من المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالاتباع ونيل الشرف باتباع سنته وهديه ـ عليه الصلاة والسلام ـ مشددا على أهمية العلم في مسيرة الدعوة إلى الله.

اضافة اعلان

جاء ذلك في المحاضرة التي نظَّمها مجمع الفقه الإسلامي بالتعاون مع المجلس الأعلى للدعوة والإرشاد بولاية الخرطوم بجمهورية السودان، للوزير الشيخ صالح آل الشيخ، بعنوان: "تأملات في الدعوة الإسلامية المعاصرة" مساء الأحد الرابع من شهر شعبان 1438هــ، بقاعة الصداقة بالعاصمة السودانية الخرطوم.

وكانت جموع من الحاضرين قد شهدت لقاءً مماثلاً للشيخ صالح آل الشيخ، بمقر جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان. وقال آل الشيخ بقاعة الصداقة بالخرطوم : إن أعظم مِنَّة منَّ الله بها علينا هي بعثة محمد بن عبدالله الهاشمي القرشي ـ عليه الصلاة والسلام ـ سيدنا ونبينا وإمامنا وقدوتنا، منَّ الله به علينا إذ بعثه رسولا فينا، فالعرب كانوا ضعفاء العلم، والعقل، والإدراك، وضعفاء الفهم لما يجري في الدنيا، فجاء الله بهذا القرآن ليجعل لهم ذكرا، ويحيي لهم مجدا، ويبني لهم تاريخا، قال ـــ جل وعلا ـــ: {لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون} وفي أقل من ثلاثين عاماً تحوَّل هؤلاء العرب في بيوت الطين إلى أن تناولوا قصور فارس وحدود الروم؛ لأنهم استوعبت قلوبهم القرآن عقيدة، ومنهجاً، وسلوكاً، وهدياً، وأخلاقاً.

وتابع: إن تاريخ الأمة الإسلامية بُني على تلك النواة الصالحة التي أثمرت شجرة تاريخ الإسلام إذ كان ما جاء بعدها من فضل للدولة الأموية، والعباسية، وما بعدها من الدول كان نتيجة الغرس الأول فمن مستقل ومن مستكثر، ثم جاء العصر الحديث بمحاسنه وسيئاته، وبقربه من الحق، وبعده عنه جاء العصر الحديث في نحو الثلاثمئة سنة الماضية وجاءت أنواع من الصوارف لهذه الأمة عن مجدها وقوتها وإبعادها عن حقيقة اتباعها للقرآن وللسنة النبوية المطهرة، وجاء الاستعمار وما أدراك ما الاستعمار؟! والاستعمار في بعده الفكري والعقلي صَرَفَ الأمة عن مصدر قوتها وأصل عزتها إلى أنحاء شتى فتفرقت وضعُفت، وكان ما كان.

وأضاف آل الشيخ : تَنَادى المخلصون في المائة سنة الأخيرة بخصوصها في أنحاء كبيرة من العالم الإسلامي إلى القيام بواجبهم في وراثة النبوة يتقدمهم العلماء الربانيون الذين حمَلوا الكتاب خير حَمْل، وحمَلوا السنة خير اقتداء، وتأسوا بالماضين، وفهموا كلام العلماء الربانيين، تفهموا ذلك وتواردوا إلى النهضة بالأمة في عقيدتها، وتعليمها، وخلقها، وسلوكها، وفي استقلالها بالاتباع للرعيل الأول الذين شهد لهم الله ـ جل وعلا ـ بفضله، قال تعالى: {محمدٌ رسول الله والذين معه أشدّاء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً.. }الآية، والشعور بالمسؤولية يُنتج حراكاً، والشعور بالخوف من الآخرة يُنتج عملاً فعمل الإنسان يتبَع إرادته، والإرادة تتبع المحبة، فمن أحب شيئاً أراد طريقه، ومن أراد طريقَ ما أحبَّ عمل له بجد واجتهاد.

وتابع، جاءت مدراس دعوية كثيرة في العالم الإسلامي من شرقه من إندونيسيا إلى غربه إلى المغرب العربي إلى غرب أفريقيا، مدراس دعوية متنوعة مختلفة نوعاً، كلٌّ يريد الوصول إلى إعادة الأمة إلى ربها ـ جل وعلا ـ وإلى دينها، ونبيها ـ صلى الله عليه وسلم ـ، مبينا أنه لا غرابة في أن تكون هناك هذه المدارس الدعوية؛ لأن الحريق كان كبيراً وفي كل مكان، وإزالة الإيمان عن النفوس كان قوياً والإلحاد بالله ـ جل وعلا ـــ بعدم الإيمان به، ومهاجمة القرآن والسنة، ونزع الأمة من تاريخها كان شرساً قوياً عنيفاً، والحريق إذا انتشر لابد من إطفائه بين مقل ومستكثر.

وأكد الوزير آل الشيخ، أن أول واجب في معالم الدعوة الإسلامية هو أن يكون هناك شعور راسخ بشعائر الله ـ جل وعلا ـ والشعائر التي جاء ذكرها في آية سورة الحج: { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}، وقال العلماء: الشعائر: جمع شعيرة، وهي: كل ما أشعر الله ــ جل وعلا ــ أو رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بتعظيمه أو الأخذ به أو اتباعه في الأمكنة والأزمنة والأوامر والنواهي بعمومها، ومن أعظم ما أشعر الله بتعظيمه الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ، قال ـ تعالى ـ: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} أي: كنتم يا أمة محمد للناس خير أمة أخرجت، فهذه الأمة بأمرها بالمعروف، ونهيها عن المنكر، ودعوتها إلى الله تمارس هذه الخيرية والفضل للناس.وأضاف يقول: جَعَل الله ـــ تعالى ـــ الداعين إليه خير الناس كلمةً وقولا، قال تعالى: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً} فالدعوة هي مهمة الرسل ـ عليهم صلوات الله وسلامه.

وشدّد على أهمية اجتماع العلماء وضرورة الشورى، فقال: اليوم مع تعقد الزمان، وكثرة عناصر المعادلة، وكثرة الكيد من أعداء الإسلام له، لابد أن يكون الرأي، والقول، والقرار صادرًا عن جمع كبير من العلماء في أمر الدعوة إلى الله ــ تعالى ــ لذلك كلما كثر العلماء الذين أخذوا العلم بفقهٍ وعمقٍ وأصولٍ ووضوحٍ كانت براءة الذمة ـ في مسألة خطئهم ـ أكبر؛ لأن المنفرد لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على جلالته وعظمته ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان إذا حزَبه أمرٌ استشار، وأمرَهُ الله ـ عز وجل ـ بذلك، فقال ـ سبحانه: {وشاورهم في الأمر}، وقال: {وأمرُهم شورى بينهم} وأعظم ما تكون الشورى فيما يتعلق بمصير الدعوة إلى الله.

وحظيت المحاضرة بحضور الآلاف من العاملين في الحقل الدعوي من علماء، ودعاة، وخطباء، وأئمة، ومرشدين، ومرشدات، حيث اكتظت بهم قاعة الصداقة والطرقات المحيطة بها.وفي ختام المحاضرة، قدَّم رئيس المجلس الأعلى للدعوة والإرشاد بولاية الخرطوم الدكتور جابر عويشة لمعالي الوزير درعا تذكارية بهذه المناسبة.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook