تواصل - سامر محمد:

أَعْلَنَت القوات الأمريكية في العراق عن أنها بدأت في التحقيق في التقارير التي تحدثت عن مَقْتَل ما يصل إلى 200 مدني في ضربات جوية شَنَّتْها مُؤخَّرَاً في الموصل، وهي التقارير التي إذا تأكَّدَتْ، فسيتم تصنيفها ضمن الضربات التي تَسَبَّبَتْ في أعلى خسائر في صفوف المدنيين جراء عملية لسلاح الجوي الأمريكي، منذ الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق في 2003م، وذلك وَفْقَاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وأَشَارَت الصحيفة، إلى أن التقارير الخَاصَّة بمَقْتَل مدنيين في الموصل تأتي بعد تقارير عن وقوع حادثتين مُؤخَّرَاً في سوريا على يد سلاح الجو الأمريكي قتل خلالهما عشرات المدنيين أيضاً.

وذَكَرَتْ أن تلك الحوادث وزيادة حصيلة القتلى في صفوف المدنيين أثارت التساؤلات عما إذا كانت قواعد الاشتباك التي استهدفت الحد من سقوط ضحايا مدنيين قد خففت في عهد إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، رغم إصرار المسؤولين العسكريين الأمريكيين على أن قواعد الاشتباك لم تتغير.

وتحدثت "نيويورك تايمز"، عن أن العسكريين العراقيين كانوا ينتقدون بشكل كبير قواعد الاشتباك في عهد الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما"، وَأَكَّدُوا أَنَّ كَثِيرَاً مِن الطلبات لشن ضربات جوية لم تتم الموافقة عليها بسبب الخوف من سقوط مدنيين، لكنَّ مسؤولاً عسكرياً عراقياً أكد أنه بات من اليسير بشكل كبير الآن طلب الضربات الجوية الأمريكية.

ونقلت الصحيفة عن "كريس وودز" مدير مجموعة "آير وارز" التي تراقب سقوط القتلى في صفوف المدنيين في الضربات الجوية الأمريكية بسوريا والعراق، أن الشهر الجاري وحده شَهِدَ سقوط نحو 1058 مدنياً مقابل 465 في ديسمبر الماضي خلال فترة حكم "أوباما".

وأَضَافَ أنه لا يعرف سبب تلك الزيادة وما إذا كانت تتعلق باشتداد الحملة العسكرية، أو ما إذا كانت تعكس تغييرات في قواعد الاشتباك، مُشِيرَاً إلى أن الزيادة الأخيرة في عدد الضحايا المدنيين تُوحي بأن شَيْئَاً ما تغير.