الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

حوادث السير.. خطر يحصد الأرواح حتى «منسوبي المرور»

C6tH0TgWcAATBbN
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

• 5.6 مليار دولار خسائر حوادث الطرق في المملكة سنويا 

اضافة اعلان

توجيهات عليا ببذل مزيد من الجهد للحد من الحوادث

تطوير مدارس تعليم القيادة ومحطات الفحص الدوري

تواصل ـ فريق التحرير:

تشير أرقام الضحايا البشرية للحوادث المرورية والخسائر المادية التي بلغت أكثر من ٥.٦ مليارات دولار سنويا، إلى حجم ذلك الخطر الذي يستوجب المواجهة من كافة مؤسسات المجتمع، وفقا لإحصائيات الإدارة العامة للمرور التي سجلت ست إصابات لكل ثمانية حوادث في المملكة، بينما النسبة العالمية إصابة واحدة لكل ثمانية حوادث.

وبالرغم من الحملات والخطط التوعوية للتحذير من حوادث الطرق، مازالت المملكة تتصدر المعدلات العالمية في الوفيات والإصابات حيث تقدر بأكثر من سبعة آلاف حالة وفاة سنويا، بحسب احصائيات سابقة للمرور.

ولعل اللافت في الأمر ـ هذه المرة ـ أن حوادث المرور لم تقتصر على جهل البعض بأنظمة السلامة المرورية أو تهور آخرين بطبيعة الحال، بل أصبحت خطرًا على أرواح من جندوا أنفسهم لخدمة الأمن والسلامة للحد من هذه الكوارث اليومية، حيث ظلت إدارات المرور ومنذ العام الماضي تُفجع في قياداتها بحوادث مماثلة تحت إطارات السيارات التي لم ترحم حتى من وظفوا أنفسهم لوضع اللوائح، لتأمين سلامة المواطنين والمقيمين على الطريق.

وفاة مدير مرور ضرما

بالأمس القريب حملت الأنباء وفاة مدير مرور محافظة ضرما المقدم عبد الرحمن عبد العزيز العريفي، وزوجته، وابنته، وخادمتهم، فيما أصيبت ابنتاه؛ إثر حادث مروري أليم، ؛ جراء دخول سيارتهم تحت إحدى الشاحنات على طريق "الرياض- حريملاء" قرب مركز صلبوخ، في استمرار لحصد الشاحنات للأرواح في الطرق شمال وغرب منطقة الرياض.

وتشير التفاصيل إلى طريق "حريملاء صلبوخ"، بعد تقاطع صلبوخ في تمام الساعة الثامنة والنصف من مساء (السبت)، حيث وقع الحادث الأليم بعد تصادم شاحنة من الخلف بقيادة سائق هندي الجنسية؛ إذ دخلت سيارة (مدير مرور ضرما) من نوع "باجيرو" تحت الشاحنة، مما نتج عنه وفاة المقدم العريفي وزوجته وابنته (سنتان) وعاملة منزلية، وإصابة ابنتاه (٨ سنوات) و(٦ سنوات).

وتم نقل المصابين والمتوفين إلى مستشفى حريملاء العام، فيما تعذر تحديد مسؤولية الحادث في الوقت الراهن؛ حتى التأكد من جميع ملابسات الحادث والتحقيق مع السائق.

وتجدر الإشارة إلى أن طرق شمال وغرب منطقة الرياض يشهد حوادث مميتة ومتكررة؛ بسبب كثرة الشاحنات، واستهتار قائديها، دون وضع حل جذري لها، حيث يشتكي، العديد من المواطنين من كثرة مخالفات قائدي الشاحنات، وتكرر اعتراضهم بشاحناتهم في وسط الطرق السريعة دون رادع أو زاجر.

حادثة دهس

لم تكن المسافة الزمنية الفاصلة بعيدة بين وفاة مدير محافظة ضرما، وتعرض زميله مدير إدارة المرور بالعاصمة المقدسة العقيد باسم البدري، يوم الأربعاء الأول من فبراير الماضي، لحادث دهس إثر محاولة هروب مخالف للأنظمة المرورية.

حيث أشار الناطق الاعلامي لمرور العاصمة المقدسة العقيد فوزي الأنصاري إلى قيام أحد مخالفي نظام المرور بمحاولة الهرب بعد إيقافه لارتكابه مخالفة عكس حركة السير وتظليل المركبة بشارع المسيال الخلفي بطريق إبراهيم الخليل بمكة المكرمة، وأثناء هربه قام بدهس مدير المرور بالعاصمة المقدسة، وعلى الفور تم إبلاغ الأجهزة الأمنية التي تمكنت بفضل الله من إلقاء القبض على قائد المركبة وتسليمه للجهات المختصة لإكمال الإجراءات اللازمة في حقه.

ونجا العقيد البدري ـ بفضل الله، من موت محقق وتعرض لإصابة خفيفة وتلقى العلاج اللازم وغادر المستشفى، إلا أن مسلسل الرعب الذي طال مسؤولي المرور لم تكن هذه هي بدايتها، فقد شهد العام الماضي حالة وفاة مماثلة، حيث وضع تسبب تصادم عدة مركبات على طريق جدة – مكة السريع صباح السابع عشر من ديسمبر من العام 2016م ، في وفاة اللواء وصل الله الحربي نائب مدير عام المرور بالمملكة الذي لم يمض على تعيينه في المنصب الجديد أكثر من أربعة أشهر تقريباً.

جهود مستمرة

وقبل وقوع حادثة وفاة مدير مرور محافظة ضرما، شهد ديوان وزارة الداخلية الخميس الماضي مناقشة تقارير أبرز الانجازات في برنامج التطوير والمبادرات المصاحبة لأعمال المرور التي تأتي ضمن الخطة الاستراتيجية للمرور.

حيث دعا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -حفظه الله- على مضاعفة الجهود لتحقيق السلامة المرورية في المملكة، مشددا على ضرورة تطبيق الأنظمة المرورية والاجتهاد في إيجاد كل وسيلة عملية وفكرية تحقق مروراً آمناً لما فيه سلامة الإنسان والممتلكات.

واستمع سمو ولي العهد خلال الاجتماع ـ وفقا للموقع الإلكتروني للإدارة العامة المرور، لشرح قدمه مدير الأمن العام الفريق عثمان بن ناصر المحرج عن الجهود المبذولة للحد من حوادث المرور من خلال توظيف التقنيات الحديثة، مؤكدا مواصلة الجهود وفق توجيهات سموه الكريم.

واطّلع ولي العهد على تقرير عن آخر الإحصائيات والنتائج الميدانية لأعمال الضبط والرصد التي قام بها المرور، إلى جانب اطلاعه على تقرير لتطوير مدارس تعليم القيادة ومحطات الفحص الدوري ومواقع حجز المركبات.

وفي ختام الاجتماع ثمن سمو ولي العهد الجهود التي يبذلها الجميع، موجهاً بتقديم تقرير شهري عن الجهود المبذولة.

مما لا شك فيه أن مشيئة الأقدار هي التي تتولى الأخذ برقاب الناس ـ بجميع مستوياتهم، إلى الموت المحتوم، ولكنّها دعوة إلى ضرورة الوقوف عند "الإشارة الحمراء"، لتجنب تكرار الحوادث بطريقة واحدة وهي

 "الموت قسراً تحت عجلات الشاحنات".

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook