الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

تأملات حول المفاوضات في سوريا

2017-01-25
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
يجب أن نعرف ابتداء أن القويَّ عندما يقبل بالمفاوضات إنما يقبل ليملي شروطه؛ ليكسب عامل الزمن، ويحقق مزيداً من الانتصارات في كل مجال؛ حيث يعتبرها فرصته للمناورات السياسية، وتحقيق المكاسب بكل المجالات ومختلف المراحل، بينما قبول الضعيف أو الجانب المنهزم هو بمثابة اعتراف بالهزيمة في المعركة، والمفاوضات بالنسبة له هي حفظ لماء الوجه وقبول بأهون الشرين وأقلّ المفسدتين. يصعب أن تقوم ثورات سلمية في الدول المتخلفة ثم تحافظ على سلميتها؛ فالسلمية تعني سحق الثورة وتشويه صورتها. وغالباً ما يضطر الثائرون إلى عسكرة الثورة، والعسكرة بالنسبة للدول المستعمرة طُعمٌ تلقيه للشعب لتقوم فيما بعد بالتحكم بقرارات الثوار من خلال منع السلاح والمساعدات أو السماح بهما؛ وهذا ما فعلته الوزيرة كلنتون عندما ألقت طعمها (التصريح): على الشعب السوري ألا يلقي السلاح! لذلك يمكن اعتبار أفضل خيار لثورةٍ مثل ثورة شعب سوريا انتهاج حرب العصابات، ونقل المعركة لمناطق عصابات النظام، وتسديد ضربات موجعة عن طريق اغتيال الرؤوس المفكرة، أو اختطافها للمبادلة أو التفاوض! ولكي تحقق الثورة أهدافها المرجوة من المفاوضات؛ يجب أن تسعى لوحدة الكلمة، وتطهير الصفوف، وبناء جهاز أمني بكفاءة عالية.. أما والحال ما نحن فيه فعلينا تدارك الأخطاء بسرعة وتصحيح المسيرة لضمان النجاح للثورة. ما الشروط الأساسية لقبول التفاوض؟ 1 - أن تتوحد الفصائل وتتخذ قراراً جماعياً بالموافقة؛ لأن رفض بعضها للتفاوض سيدع مجالاً للعدو بأن يخرق الهدنة، ويضرب الجميع بحجة غير الداخلين في عملية التفاوض. 2 - ألا يكون في أساسيات المفاوضات ما يخالف مبادئ الثورة وثوابتها؛ كقبول التقسيم أو الوجود الروسي والإيراني وغيرهما. 3 - يجب الحرص على فرض هدنة حقيقية كخطوة أولى، وعدم الانتقال لما بعدها إلا بعد الالتزام بالوقف الكامل لإطلاق النار. 4 - وجود دول ضامنة لتنفيذ بنود التفاوض، ومحاسبة عصابات النظام في حال الاختراق. 5 - وضع خطط عاجلة للاستفادة من فترة الهدنة؛ إذا أردت السلام فكن مستعداً للحرب، كما يجب انتهاز الفرصة لنقل الجرحى، وتوفير الدعم اللوجستي، وبذل الجهود لتأمين المدنيين، وتنظيم الخدمات في كل المناطق. 6 - يجب الاحتفاظ بأوراق رابحة كالأسرى للضغط على الطرف الآخر. 7 - التجييش الإعلامي والسياسي، وكسب المؤيدين لعدالة قضيتنا، وحثّ من يسمون: أصدقاء الشعب السوري للقيام بواجباتهم. 8 - تنشيط جهود المنظمات الحقوقية لفضح جرائم عصابات بشار والدعوة لتقديمهم للمحاكمة. والخلاصة: من تجربتنا المريرة مع هذا النظام، لا يمكن التعويل على اتفاقيات الهدن، لكنها إجراء مهم للتأكيد للمجتمع الدولي بأن بشار وعصاباته يخونون العهود، وينقضون المواثيق، وهم بحاجة للردع الدولي وتدخل مجلس الأمن لفرض الأمن بالقوة، وبسط السلام في أرجاء البلاد، ومنح الشعب السوري حريته بعد سنوات من القهر والتسلط وحرب الإبادة التي سكت عنها العالم طيلة السنوات الماضية. واللهَ أسأل أن يكتب لشعب سوريا النصر والسلام والحرية.اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook