الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

آل طالب في خطبة الجمعة: اتهام الأعداء للمجتمعات المُسلمة بالتطرّف محاولة لسلخ هويتها 

6
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل ـ خالد العبدلله:

قال إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب: إن الأعداء يصفون المجتمعات المسلمة بالتطرّف والإرهاب، ويضخون التفسيق القسري باسم التحديث والانفتاح وغايتهم سلخ المجتمعات من هويته الإسلامية.

اضافة اعلان

وذكر آل طالب في مستهل خطبته، أن القيم مبادئ في الحياة ومظاهر في السلوك، وهي جزء من عقيدة أي مجتمع والفضيلة والأخلاق والمبادئ قيم مطلقة في ديننا الحنيف، تستمد أصولها من شريعتنا الغراء، فهي عقيدة وعبادة.

وأردف فضيلته: الحديث عن تزكية النفوس وتطهير الطباع وتنمية دواعي العفة والطهارة ليست شعارات عاطفية أو كمالات خلقية بل هي أصل تماسك المجتمع.

وأكد فضيلته أن أخلاق الإسلام ليست رأياً بشرياً ولا نظاماً وضعياً، ولكنها ربانية المصدر، عبادية المقصد، يراد بها وجه الله ورضوانه، تملك على المسلم قلبه فيدفعه إليها إيمانه، وهي ثابتة كاملة لا تتردد مع الأهواء، فيها الأسوة والقدوة (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).

وأضاف فضيلته: من فضل الله تعالى على هذه الأمة المحمدية أنها تمسّكت بدين ربها والتزمت شرعته مع تطاول القرون وعوادي الزمان، مشيراً إلى أن من سُنة الله في خلقه أن يعتريها الضعف والنقص ما بين فترة وأخرى.

وبيّن الشيخ صالح آل طالب، أن التغير والتغيير سمة بشرية ومظهر من مظاهر الحياة، ولكن الفتنة والبلاء حين يبدل الحق بالباطل والمعروف بالمنكر والفضيلة إلى ضدها، مُوصياً المسلمين بتقوى الله وإصلاح العمل.

وأشار فضيلته إلى أن حياة المؤمنين المتمسكين بدينهم محفوفة بالمخاطر، وتزيد المخاطر بانفتاح الإعلام بكل قنواته المتنوعة ووسائل التواصل الاجتماعي غير المنضبطة وتسلط أهل الشر، والدعوة إلى الله لا تنتعش في مجتمع مستهتر بالقيم غارق في الشهوات، فأي أمة تفرغ من عقائدها وأخلاقها فإن ديانتها متلاشية ولا يبقى منها سوى الاسم.

وأوضح أن بناء الشخصية المسلمة للمجتمع وتحصينه ضد محاولات الهدم والتخريب تستدعي ضرورة العمل الجاد في الدعوة إلى الله تعالى، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام الأمان لهذه الأمة.

ولفت آل طالب، إلى أن أي تغيير ثقافي واجتماعي لا بد أن ينبع من داخل المجتمع المسلم وأن يلتزم ثوابت الدين وأسس الهواية، مؤكداً أن تماسك المجتمع المسلم مرهون بإذن الله بالمبادرة بالإصلاح في نور الوحي والتمسك بهويته الإسلامية وقيمه ومبادئه.

ونبّه فضيلته، إلى أن معرفة الغاية من الخلق والهدف من هذه الحياة أهم قضية تشغل بال الإنسان وهي محل تأملاته وفكره، والمسلم الذي رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولا فالقضية عنده جلية واضحة والمسألة بينه لا لبس فيها ولا غموض.

وقال آل طالب: إنّ أعظم القضايا وضوحاً في القرآن الكريم وأكثرها حضوراً وأشدها قوة وتأثيراً هي الإخبار عن الحياة الآخرة الأبدية، والغاية من الخلق وإرسال الرسل وإنزال الكتب تحقيق عبادة الله تعالى بتوحيده وتعظيم أمره ونهيه والسير وفق ما يرضاه سبحانه واجتناب أسباب غضبه ومقته.

واختتم فضيلته الخطبة بضرورة اليقين عند إطباق الأفق وحلكته بقوله "تظهر حقيقة اليقين بالله في مراحل الضعف، وإنما يكون اليقين للواثق بالله مهما حلك الظلام واشتد الضيق وتكالبت الخطوب".

6 5 1

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook