الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

بحسناوات وهميات.. «حماس» تخترق أمن الكيان الصهيوني

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
   

تواصل - إسلام الشحات:

المقاومة الفلسطينية تثير مخاوف الاحتلال الصهيوني من حرب السايبر

اضافة اعلان

عملية التجسس أثبتت هشاشة النظام الأمني الإلكتروني الصهيوني

لم تنتظر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اندلاع حرب جديدة مع الكيان الصهيوني، لتوجِّه ضربةً معنوية واختراقاً لقدرات جيش الاحتلال، بل وهي في مرحلة الإعداد بادرت بالتجسس على أجهزة هواتف جنود وضباط صهاينة، عبر زرع تطبيق مكّنها من التحكم التام فيها.

قصة "التجسس" التي اعترفت بها مخابرات جيش الاحتلال "الشاباك" تحكي عن القدرات الجديدة لحركة "حماس" وذراعها العسكري "القسام"، وأضحت حديث الصحف العبرية والعالمية، ومحل اهتمام غير عادي من الأجهزة الأمنية الصهيونية.

وتمكنت "حماس" -بحسب "الشاباك"- من التجسس على عشرات الجنود الصهاينة من خلال اختراق هواتفهم الخلوية، باستخدام حسابات وهمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وعبر استخدام صور وهمية لحسناوات لإغراء جنود الاحتلال.

حرب تقنية

كشفت القناة العاشرة الصهيونية، أن المخترقون قاموا بزراعة فايروس "حصان طروادة" داخل أجهزة عشرات الجنود بعد الإيقاع بهم وإقناعهم بتنزيل تطبيقات خاصة بالمحادثات وتطبيقات أخرى.

وقالت القناة: إن "قسم السايبر في كتائب القسام ذراع حماس العسكري قام بتصميم تطبيقات وهمية خاصة بالمحادثة عبر الفيديو والماسنجر، وبعد تنزيل هذه التطبيقات يتمكن المخترقون من السيطرة على الجهاز".

وبإمكان هذه التطبيقات السيطرة على هواتف الجنود عن بعد والتنصت على أحاديثهم وتشغيل كاميرات هواتفهم داخل المواقع العسكرية، حيث مكّنت الحركة من الحصول على صور من هواتف الجنود خلال قيامهم بأعمال الدوريات على الحدود مع قطاع غزة.

وأحصى جيش الاحتلال -بحسب القناة العبرية- وجود 16 شخصية وهمية صممتها "حماس" بهدف الإيقاع بالجنود، وقد وضعت الحركة صور حسناوات على هذه الحسابات بعضها من داخل الكيان وبعضها من الخارج، للإيقاع بالجنود الصهاينة.

فخ الحسناوات

ونقلت القناة عن أحد الجنود الصهاينة ممن وقعوا في فخ كتائب "القسام" قوله: إن "عناصر حماس تنكروا بهوية فتاة شابة حسناء، وبعد محادثات طويلة تمكنوا من الحصول على معلومات حساسة دون معرفتي".

وأضاف الجندي: "وفي أحد الأيام وصلتني رسالة من الفتاة وتحدثنا مطولاً وعرفت عن أنها عملت مسبقاً في مصلحة السجون وسألتني عن هويتي وطبيعة عملي، وقلت لها إني أخدم في الجيش وتعززت علاقتنا فيما بعد وبدأت أثق بها".

وأوضح أن الفتاة طلبت منه تنزيل تطبيق خاص بالمحادثة السرية "حيث قمت بتحميل التطبيق على هاتفي غير أنه لم يعمل، ولم أبادر لحذفه عن هاتفي، وعدنا للحديث عبر (ماسنجر فيسبوك) واكتشف بعد فترة بأني وقعت في الفخ وأني كنت أتحدث مع أحد عناصر القسام".

وأكد الجندي الصهيوني: أن "التطبيق ليس عادياً، بل هو غاية في الخطورة فبإمكانه السيطرة على هاتفك دون علمك، وبإمكان مستخدميه رؤية ماذا تفعل بالضبط وإلى أين تذهب، ومع من تتكلم، ومن هم قادتك وأصدقاؤك، ومعرفة المنطقة والطريق التي تسلك، واستخدام كاميرا هاتفك وحتى ميكرفونه حتى لو كان هاتفك مغلقاً، كل هذا يعني بأنك تقوم بتسليم معلومات لهم دون أن تشعر أو تعرف".

وقائع مشابهة

وقال مدير مركز القدس لدراسات الشأن الصهيوني، علاء الريماوي، إنه "لا أستبعد أن تقوم المقاومة الفلسطينية بالتجسس على الجانب الصهيوني، وقد مارسته منذ زمن"، بحسب صحيفة "هافينغتون بوست عربي".

وأضاف "الريماوي": أن "كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، زرعت جواسيس مزدوجين لها أكثر من مرة، ونجحت في التجسس على الجيش الصهيوني ومخابراته".

وضرب المختص بالشأن الصهيوني، مثلاً بقوله: إن "المعتقلون في السجون الصهيونية استطاعوا تجنيد ضباط من الجيش لإدخال هواتف نقاله للمعتقلين، وهذا اختراق ليس بسيطاً".

واختتم "الريماوي" حديثه بالقول: إن "استخدام الشبكات الاجتماعية بحسب المختص يرتبط بعقلية المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، التي تبتكر بشكل مستمر أساليب خاصة وجديدة لمفاجأة الاحتلال، ومعرفة مواطن قوته وضعفه للتعامل معه".

صراع أدمغة

بدوره، رأى الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء يوسف الشرقاوي، أن "إعلان الاحتلال عن عملية التجسس يكشف عن سباق في صراع الأدمغة بين العدو الصهيوني والمقاومة في قطاع غزة، تحديدًا حركتي حماس والجهاد الإسلامي".

وأكد "الشرقاوي" أن "الاحتلال الصهيوني يخشى من حرب السايبر على أجهزة جنودها الإلكترونية، وخاصة بعد قيام الروس باختراق السجون الصهيونية والحصول على معلومات سرية"، بحسب موقع "الرسالة نت" الفلسطيني.

وأشار إلى أن المقاومة وجهت ضربة وصفها بـ"القوية" لجيش الاحتلال وأجهزة مخابراته عندما استطاعت اخترق الأجهزة، قائلًا: "أصبحت المقاومة تثير قلق الاحتلال عبر تطورها على الساحة الإلكترونية".

وتابع "الشرقاوي": أن "المقاومة امتلكت طائرة بدون طيار، والغواصة التي تسير عن بعد وأدت إلى اغتيال محمد الزواري في تونس، وتطوير دقة الصواريخ، وصولاً إلى اختراق الهواتف والحواسيب لدى جنود جيش الاحتلال".

إجراءات دفاعية

وفي أعقاب ذلك، شدد الجيش الصهيوني من تعليماته الأمنية لجنوده والخاصة بكيفية تجنب الوقوع في فخ الإغراء لجهات مشبوهة حتى لا يقعوا فريسة خطط "حماس"، وشملت التعليمات تشديدًا في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والتقليل من صور الجنود بالزي العسكري على فيسبوك.

وذكر الناطق باسم جيش الاحتلال الصهيوني، أفيخاي أدرعي، في تصريحات صحفية، أنه أطلق حملة توعوية لتحذير الجنود وتعريفهم بالتهديد وإطلاعهم على طرق التصدي له.

واعترف "أدرعي" أن عناصر حركة "حماس" يستخدمون تكنولوجيا متطورة ويتحدثون بلغة عبرية عالية المستوى، وانتحال شخصيات أجنبية من شتى أنحاء العالم.

وختم متحدث جيش الاحتلال حديثه قائلاً: إن "جيش الاحتلال و(الشاباك) يجتهدان من أجل إحباط هذه العمليات من خلال استخدام أدوات متطورة، عقدت الدورات التوعوية للجنود لتحذيرهم من هذه العمليات وطرق تجنبها".

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook