تواصل - سعود الخالد:

أكد إمام المسجد النبوي الشريف، وعضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، على أهمية الدعوة إلى الله - عز وجل - وإخلاص النية في ذلك العمل، موضحاً أنها من أهم الأعمال التي تقرب العبد من ربه، وخاصة دعوة غير المسلمين.

وأضاف البعيجان: أن فضل الدعوة عظيم، وأجرها كبير، وهي من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وصارت في زماننا هذا واجباً، حيث كثر انتشار الجهل ودعاة الشر والضلال، محذراً من التعصب للآراء والمذاهب.

جاء ذلك في محاضرة للشيخ، ألقاها اليوم السبت، لأعضاء المجموعة الأولى من المعتمرين لهذا العام 1438هـ، ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للعمرة والزيارة، في مقر إقامتهم بالمدينة المنورة، وذلك في افتتاح الفعاليات الثقافية للمستضافين ضمن البرنامج الذي تنظمه وتشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والإرشاد.

وقال البعيجان: ‘‘على كل مسلم أن يحمل همّ الدعوة لله ــ عز وجل ــ باللين والرفق وبالحكمة والموعظة الحسنة، وذلك وفق هدى النبي محمد ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ في الدعوة إلى الله‘‘، مشدداً فضيلته، على أهمية ومنزلة هذا العمل العظيم‘‘.

وأشار إلى أن الدعوة إلى الله هي مهمة الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وأن الله عز وجل يصطفي لها خيرة خلقه؛ ولذا كانت الدعوة هي أول اهتمامات الرسل على مر التاريخ، مستعرضاً نماذج من حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في الدعوة إلى الله.

وأضاف: أنه كلما بعد الزمن عن عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  وكثر انتشار الجهل ودعاة الشر والضلال، كانت الدعوة لله واجباً محتماً، ومن المهم أن يجتهد المسلم في بذل أقصى الجهود للدعوة لله، وسيكون النصر حليفَ الدعوة بإذنه تعالى.

وتحدث إمام المسجد النبوي الشريف، عن الأمور التي يجب أن يراعيها الداعية عند الدعوة إلى الله، ومنها الدعوة إلى إفراد الله ـــ عز وجل ـــ بالعبادة والتوحيد له سبحانه وتعالى، والإخلاص في القول والعمل، والتحلي بالصبر وخصوصاً على الأذى والمعاملة بالحسنى لكسب الناس، مشيراً إلى أن من سمات المنهج الحق الدعوة لله بعيداً عن البدع والمحدثات في الاعتقادات والمعاملات، والحذر من التعصب للآراء والمذاهب.

ولفت إلى أن من أهم الأمور التي ينبغي الاعتناء بها، دعوة غير المسلمين إلى الدخول في هذا الدين القويم، وتذكير المسلمين بأهمية العمل الصالح، وترك البدع والمنكرات والمعاصي، مشدداً على ضرورة التكاتف في نصرة هذا الدين، سائلاً الله أن يعز الإسلام والمسلمين، وأن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.

وحذر الشيخ البعيجان من مخاطر الفتن التي تمر بالعالم الإسلامي، ودعا إلى التنبه لها، وطالبهم بدعاء الله ـــ عز وجل ـــ وأن يسألوا الله سبحانه وتعالى حسن الخاتمة، وأن يثبتهم على الحق، وحثهم على الابتعاد عن أعمال أهل النار، مبيناً أن من الأسباب المعينة على الثبات على دين الله الدعوة إلى الله.