الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

بين إحراق سوريا وإطفاء حرائق تل أبيب.. الفاعل واحد

yp24-11-2016-915857
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - تقرير:

الطائرات واحدة، لكن الهدف والغاية مختلفان، فشتان بين ما تفعله روسيا في سوريا، وبين ما تفعله مع الكيان الصهيوني، الصورة متناقضة مقلوبة، إجرام وحنين، مجازر ومساعدات، ففي الوقت الذي ترسل فيه روسيا طائراتها لضرب السوريين في المدن السورية بالأسلحة الفتاكة والمُحرمة، مُخلّفة أنهاراً من دماء الأطفال والنساء والشيوخ، ترسل طائراتها إلى تل أبيب لإخماد الحرائق المشتعلة في مناطق واسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 3 أيام.

اضافة اعلان

فسماء حلب وغيرها من المدن السورية، أصبحت مرتعاً للطيران الحربي الروسي الذي يستخدم القنابل الحارقة التي تشتعل لنحو 180 ثانية؛ لتلقي بحمولتها فوق شعب أعزل لا يملك من قوت يومه إلا الكفاف والحجة القضاء على الإرهاب.

هذا الإرهاب الذي تحاول أن تقضي عليه روسيا داخل حلب وغيرها من المدن السورية؛ هو ما تدافع عنه نظرياً وعملياً مع الكيان الصهيوني، في صورة مساعدات، وذلك بعد أن وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر مكالمة هاتفية أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتقديم مساعدة عاجلة لإخماد حرائق الغابات بإسرائيل، بإرسال المساعدات فوراً إلى المناطق المنكوبة بما في ذلك المعدات والطائرات.

الطائرات الروسية العملاقة القادرة على حمل 12 طناً من المواد المانعة للاشتعال، توصف بأنها قادرة على الهبوط على سطح الماء، فقد سبق أن تم استخدامها في إطفاء حرائق قبل 6 سنوات، قد تكون هي هي تلك الطائرات التي تحمل القنابل العنقودية الحارقة، والتي تستخدم كذلك مادة الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً، هي من تحيل أجساد السوريين إلى قطع كربونية سوداء فاقت كل التوقعات، حتى تقديرات من ابتكروها.

بالفعل الصورة مغايرة تماماً عند الحديث عن العدو الصهيوني، التي تداعت روسيا وإلى جانبها العديد من دول أوروبا، لإرسال طائراتهم لإطفاء الحرائق التي لا تزال تلتهم مساحات واسعة من كيان الاحتلال، وبين الحديث عن سوريا التي لا تتوانى روسيا أيضاً في دعم بشار الأسد بطائراتها لكن ضد المستضعفين من الشعب السوري.

ترى في المشهدين أمامك جاهزية مستمرة، فالطائرات الروسية جاهزة لإطلاق مواد مانعة لاشتعال المزيد من الحرائق التي تلهب الإسرائيليين والمؤسستين السياسية والعسكرية، بينما لا تتوانى للحظة في إمطار المدن السورية بالصواريخ الحارقة، وتحويل سوريا لحقل تجارب للمخزون العسكري الروسي، وقتل آلاف السوريين وتشريد من يُكتب له الحياة من العدم.

أخيراً.. حق على السوريين والحلبيين خاصة أن يتساءلوا: لماذا نحرق نحن بهذه الطائرات.. ويتم إطفاء حرائق الصهاينة بها؟

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook