تواصل – سعود الخالد:

«دَوَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ» هكذا يقولون، فالسؤال سبب لحل كثير من المشكلات، وتركه لحرج أو كبر يحول دون الخير الكثير، لذلك قالوا ‘‘إن العلم يضيع بين الكبر والحياء‘‘ وربما كان هذا السؤال والاستفسار السبب في هداية تاجر صيني خالط الإسلام شغاف قلبه على متن طائرة متوجهة من الصين إلى الرياض، على يد داعية استغل سؤاله ليبدأ رحلته الدعوية معه التي كانت سببا في إسلامه.

فداخل الطائرة كانت البداية التي لم يكن مرتبا لها.. والتي جاءت بسؤال من صيني يدعى ليو شياو بينغ يبلغ من العمر 35 عاما، لداعية يجلس بجواره وهو يقرأ القرآن، ماذا تقرأ؟ فأجاب الداعية بمكتب الدعوة في الشرائع بمكة المكرمة عبد الفتاح الصيني، أقرأ القرآن الكريم، لكنه لم يكتف بذلك بل بدأ في ممارسة نشاطه الدعوي حيث بين له فضل القرآن ومعنى الإسلام.

ودار الحديث بينهما أكثر بعد أن سأله التاجر عن معنى الثقافة الإسلامية، وما يدعو له الإسلام من أخلاق فاضلة، فذكر له الداعية عبدالفتاح، أن الأخلاق الإسلامية تنبع من توجيه رباني حث عليه المولى عز وجل في كتابه العظيم، ووطده النبي الكريم، بأقواله وأفعاله ومعاملاته، مضيفا أن المسلمين يتقربون إلى الله ويتعبدونه بهذه الأخلاق الفاضلة وأنها أمر ديني قبل أن تكون تقاليد وعادات.

وتابع الداعية حديثه مع التاجر الصيني، عن الكون وتدبيره من قبل الله سبحانه وكيف يتصرف فيه وكيف يدوره، ضاربا له مثلا بالطائرة التي لا يمكن أن تتحرك بدون قائد يقودها ويوجهها، والكون أكبر منها ولا يمكن أن يكون بلا مدبر.

واستغل الداعية وجبة الطعام التي تقدم على الطائرة، ليحدث الصيني عن نعم الله التي لا تعد ولا تحصى وعن أرزاقه التي يوزعها لعباده في البر والبحر.

يقول الله في كتابه الكريم ‘‘إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء‘‘، وهذا ما حدث على هذه الطائرة فقد هيأ الله لهذا الصيني الهداية في هذا التوقيت، وعلى يد هذا الرجل الفطن، لذلك اقتنع الصيني بمحاسن الدين الحنيف، وأنه هو الدين الحق، لذلك أعلن رغبته في الإسلام، وعليه لقنه الداعية الشهادة باللغة العربية ثم اللغة الصينية.