السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

«التسول» ظاهرة خطيرة تنتهك الخصوصية وتؤرق المواطنين وتهدد أمن المجتمع.. الأسباب والحلول

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
  • وسيلة ربح سريعة امتهنها كلُّ مَن لا يخاف اللهَ وأصبحت ظاهرةً خطيرة
  • مكمن الخطر أنها أصبحت تحت إشراف عصابات منظمة وقد تمول الفئات الضالة والأعداء
  • يعمد بعضُ المتسولين إلى تقطيع أطرافهم لاستدرار العطف من الآخرين
  • يجب إعطاء الصدقة لمن يستحق عبر المكاتب الرسمية أو الجهات ذات العلاقة
  اضافة اعلان

تواصل- هياء الدكان:

عادت ظاهرةُ التسول لتطفو على السطح مجدداً بعد أن تراجعت خلال الفترة الماضية، خاصة في الحرم الشريف، حيث تحتاج هذه الظاهرة لدراسة عميقة ووضع حلول جذرية لها؛ حتى لا تكون سبباً في الإنفاق على بعض الجهات التي تهدد أمن المجتمع والفئة الضالة، فضلاً عن تكاسل العمال عن أداء واجبهم والانصراف للتسول وجمع الأموال من المارة.

وفي هذا الإطار طالب عددٌ من نساء المجتمع الفضليات والتربويات القديرات عبر صحيفة "تواصل" سرعة تدخل الجهات المختصة لمكافحة تسول العمالة؛ لتجاوزهم وتركهم لمسؤولياتهم وملاحقة الناس والتجرؤ على النساء في صورة أصبحت ملفته للنظر.

كما أن بعض المشرفين على العمالة قد غاب دورهم، بل قد يشاركونهم التسول المقنع والبطالة المقيتة في لباس عمل رسمي والاصطفاف بعيداً عن العمل أو إهمال واجباتهم، والنظر لما في أيدي الناس وملاحقتهم بطريقة مزعجة وغير لائقة، حيث يتطلب الأمر تدخل فوري من جهات الاختصاص.

وسيلة ربح سريعة

وفي هذا السياق قالت حصة الدحيم، مشرفة عموم في الإدارة العامة لنشاط الطالبات بوزارة التعليم، إن "التسول أصبح وسيلة ربح سريعة امتهنها كل من لا يخاف الله وأصبحت ظاهرة خطيرة منتشرة، ومكمن الخطر أنها أصبحت تحت إشراف عصابات منظمة تنشر المتسولين في أماكن محددة وتأتي لتأخذهم لتحصل الغلة والمحصول، ومما يحزنني أن بعض الناس لا يزال يعطيهم، وما يخيفنا منهم أيضاً مخافة أن يكونوا مصدر تمويل للفئات الضالة والأعداء، كما تؤسفني هذه الظاهرة في الحرم.

كاميرات المراقبة

وأضافت حصة، "للأسف إن ظاهرة التسول بدأت تعود حول الحرم وخاصة من الأفارقة، حيث يعمدون إلى تقطيع أطرافهم لاستدرار العطف، وللأسف سبب انتشارهم هو نحن لأننا ما زلنا نُحسن الظن بهم ونعطف عليهم، ولذلك الحل يبدأ من المواطن نفسه، وأيضاً لا بد من وضع عقوبات صارمة كالسجن مدة طويلة وغرامة مالية وترحيل من البلاد إن كان غير سعودي بعد تنفيذ العقوبة، فعدم تنفيذها يجعل البعض يستهتر ويقوم بالمزيد".

ونبهت الدحيم إلى ضرورة تفعيل مميزات كاميرات المراقبة، خاصة أن في أماكن تواجدهم عند الإشارات المرورية، وأيضاً استخدام أسلوب التشهير بهم، ونشر صورهم وجنسياتهم، ومن يقف وراءهم في وسائل الإعلام.

منتشرون في الحرم

أما ناهد عابدين فأوضحت أن ظاهرة التسول منتشرة في الحرم، ودور العبادة، كنّا نرى التسول من بعض الأفارقة وقد انتهت هذه الظاهرة منذ سنوات، ثم عادت الآن، وأراها هذه الأيام قليلة جداً لكن عودتها نذير خطر، المزعج اليوم تسول الموظفين من العمال الذين يفترض أن يقوموا بعملهم، بل قاموا بترك عملهم على مرأى من الجميع بمكانسهم، ولا يقومون بشيء سوى التسول فيضيقون على المارة وأبواب النساء ويزيدون الزحام على السير الكهربائي مثلا، لأنهم يصطفون بين الأدوار في انتظار من يعطيهم".

وأضافت، أن البعض قد يقول الناس لا تعطيهم، صحيح، لكن ليس معنا هذا أن نحرم الخير وإنما يجب أن يكون هناك دور قوي للمشرفين، والبلد فيه خير وكرم من مواطنين ومقيمين وزوار لكن لا تصطفوا وتعيقوا الحركة.

انتهاك خصوصية النساء

وطالبت عابدين بتشغيل كاميرات المراقبة أمامهم وتوعيتهم، فهم لديهم جهل، والتشديد على مشرفيهم، وإذا تكرر الأمر يعاقب المشرف، وإذا تكرر يُعفى الذي يقوم بالتسول من عمله ويستبدل؛ حتى لا يكون فيه هدر للمال كرواتب لمن لا يستحق، ويكون قد خسر خسارتين عمله مصدر رزقه، والرزق العظيم وهو وجوده ليخدم في أطهر البقاع في الحرم الشريف، فيوَعون بلغاتهم وبإذن الله يرتدعون، والجهات الرقابية والمختصة تعرف كيف تضع حداً لهذا، أما بالنسبة لنا خاصة النساء فهم يتجرؤون علينا أكثر ويكسرون خصوصيتنا.

الصدقة لمن يستحق

بدورها قالت الجازي بنت سعود آل طالب مختصة مكتبات ومعلومات: "لفت نظري هذه الظاهرة الخطيرة جداً، فقد وجدت هذه الظاهرة في معظم مناطق المملكة، فقد أصبح العمال لا يقومون بعملهم بشكل صحيح وإنما ينتظرون أي شخص كي يقدم لهم المال، حتى وصلت إلى المسجد الحرام، فأكثر العمالة هناك تنظر إلى المعتمر أو الحاج ليقدم له المال ويقومون بمطاردة من يقدم المال بأعداد كبيرة، وأرى أن المواطن أو المقيم الذي يعطي المال هو من أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة، فيجب أعطاء الصدقة لمن يستحق وذلك عبر المكاتب الرسمية أو الجهات ذات العلاقة.

عدم وضوح جهات الاختصاص

وعن العلاج لهذه الظاهرة قالت هند محمد الرويتع، مختصة المحاسبة، إن المعالجة عملية طويلة ومستمرة، أولاً يجب البحث عن الأسباب هل هو الفقر؟ أو التسول بغرض النصب وجمع الأموال لأغراض مخالفة للنظام تحت ستار الفقر؟ أم أسباب أخرى؟ وعند معرفة المسببات سيكون وضع خطة العلاج سهل ويسير.

وأضافت هند الرويتع، أن الظاهرة لافتة منذ مدة ليست قصيرة، والأكثر إزعاجاً من انتشار التسول هو عدم وجود جهة يمكننا التوجه إليها لحل هذه المشكلة، أو على الأقل عدم وضوح الجهة ذات الاختصاص.

ونبهت الرويتع إلى دور المواطن والمقيم في حل هذه الظاهرة من خلال عدم الاستجابة لتسولهم لسببين، الأول لئلا تكون الاستجابة مشجعة لهم على الاستمرارية في هذا الأمر، والثاني لعدم ثقتنا فيما تُجمع له الأموال، كما أكدت ضرورة إبلاغ الجهات المختصة، وهذا ما نود معرفة كيفيته؛ لأن رقم هاتف مكافحة التسول لا يعمل منذ مدة.

ظاهرة تسبب الإزعاج

بدورها أوضحت قماشة فوزان الفوزان، مشرفة عموم تربوية سابقاً بوزارة التعليم، "تزعجني هذه الظاهرة لأن العامل صار يحاول لفت الانتباه ويلاحق الناس بصورة مزعجة، وأهمل غالباً في عمله، وحرص على النفاق والتملق والتمسكن من أجل ذلك، والمسؤول أنا وأنتِ وكل المجتمع الذي ساعدهُ على سلوكِ هذا الأمر بقصدٍ أو غيرِ قصد.

وأضافت "في الحرمين تتجلّى هذهِ الصورة في أبشعِ صورها، وقد أدت ظاهرة التسول إلى انشغالهم بملاحقة الناس ومراقبة ما في أيديهم عن القيام بعملهم الأساسي.. والله أعلم".

إعطاء العامل حقه وراتبه

وأضافت قماشة الفوزان، أنه يمكن الحد من هذه الظاهرة بالكف عن المساعدات والتوعية، وإعطاء العمال الراتب الذي يكفيهم، ويكفهم عن مثلِ هذه السلوكيات إلى آخره، قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه).

لا تتدخل في شؤون المختصين

فادية عبدالستار أم وربة منزل وتربوية حكيمة قالت: "إن استمرار التوعية ضرورة ملحة لتحجيم هذه الظاهرة، فإذا أردت أن تعطي أحداً، فعليك أن تعطي مَن يعمل، فأنت إذا وجدته تاركاً لعمله وأتيت لتعطيه فأنت تُعينه على البطالة، وكذلك لا تعطيهم في مكان خطير كأماكن مرور السيارات أو إشارات المرور أو في زحام كمداخل الحرم؛ لأنك تشعره بطريق غير مباشر أن هذا المكان وهذه الطريقة مكسب لهم والنَّاس يعطونهم فيه، فيستمر بنفس الشكل فلا تنزعج إذا كنت أنت سبب المشكلة وأحد أطرافها".

وأضافت فادية أنه إذا أتى مسؤول أو إمام مسجد ليوقف التسولَ الخاطئ أو يمنعه، يأتي بعضُ الجهال ويتدخل بقوله أنت تقطع رزقه حرام عليك.. ويفتي بغير علم!، فمن قال لك إنه حرام؟ وعليك أن لا تتدخل في عمل المسؤول أو الإمام، فهم أخبر منك وتأتيهم توجيهات من الجهات الرقابية والوزارات المختصة بأن هناك أموال تُجمع لتضر بك، فلا تتدخل في شؤون المختصين.

تجربة عملية

أم عبدالرحمن الجساس تحدثت عن تجربة لها، وقالت: "يزعجني جداً من يقترب من شبابيك السيارات أمام المحال أو البقالات ليستعطف المرأةَ لتعطيه أو من يقف بين السيارات في إشارات المرور بمكنسة وعصا وهو لا يكنس ولا يفعل شي يذكر سوى تعريض نفسه لخطر الهلاك حتى يعطونه الناس وللأسف يعطونه كأنهم يقولون له مُت بجهل منهم ومنه".

وأثنت أم عبدالرحمن على أمانة الرياض في البلاغات، حيث بلّغت عن عامل يقوم بذلك في إحدى إشارات المرور يومياً بشمال الرياض وشكروها على البلاغ وتم نقل العامل لجهة أخرى ولم يعد يتسول مما يظهر أنهم قاموا بعمل ما يجب.

منغصات في الحرم

بدورها علقت شريفة العسيري، داعية ومدربة ومستشارة أسرية ومديرة معهد أبها لإعداد معلمات القرآن الكريم، على هذه الظاهرة، حيث قالت لـ"تواصل": " نتحدث هناك -أي في الحرم- عن مشاعر قوية يشعر بها كثيرٌ من زوار الحرم من روحانيات يقطعها بعض المنغصات.

وأوضحت "شرفني ربي بزيارة البيت الحرام وانشرح صدري بما رأيت من جمال بالحرم واهتمام، ناهيك عن التنظيم والأمن والأمان، بقعة طاهرة تسمو فيها الأرواح وتهفو لها الأبدان، فيشعر الزائر أنه في روضة من رياض الجنان، فيرى الرّكع السجودَ والجالسَ منحنيًا على كتاب الله، والرافعَ يديه يناجي مولاه، جمالاً فوق جمال، ولكن هناك ما يشوب تلك الروحانية ويكدر صفو الجمال، حين ترى النساء قد تساهلن بالحجاب وأتين إلى أطهر البقاع بحجاب متبرج فتان، يُبين البشرة والأجساد.

وأيضاً حين تمضي أمامك لتتعثر ببعض القاذورات فترفع رأسك لترى عامل النظافة تاركاً عمله واقفاً بالطرقات يتسول المارة، بل ويقترب من النساء وكأنه مرفوع عنه القلم، وتُمد الأيدي لتعطيه فيُقبل البقية من العمال وتحولوا من نظافة إلى قرب من النساء وطلب للمال.

أمر تجاوز حده

وأضافت العسيري أن العمال أهل حاجة لكن قطعوا على النساء خصوصيتهم وتركوا عملهم، فليُعطَى من أتقن عمله وليوعظ من قصر فيه ويُعاتب، وللأسف حتى في المدن الأخرى وفي كل الطرقات، هناك من الفقراء من لا يستطيع أن يقف ليسد حاجته وفقره، وهذا يترك عمله ويقف يستجدي من حوله مما يوجب التدخل وسرعة معالجة الوضع، أسأل الله أن يُغنيهم من فضله ويرزقهم من واسع رحمته ولكن الأمر تجاوز حده.

يداً بيد مع الجهات المختصة

وتابعت العسيري "نأمل أن لا نرى هذه الظاهرة مطلقاً في الأيام المقبلة، ونثق ببراعة الجهات المختصة ووقوفها في وجه كل تجاوز، وكذلك بوعي المواطنين والمقيمين بدورهم ليقوموا مع الجهات المختصة صفاً واحدة ويد واحدة حتى تُقدم لهم الخدمة بشكل كامل ومنظم ولا يأتي من يزعجهم، والتوسط في كل شيء مطلوب، فما زاد عن حده انقلب ضده"، كما نؤكد أن من يترك عمله ويُهمِلَ أو يقفَ في مكان خطر -امرأة أو رجل- لا تعطِه فأنت تتسبب في بطالته أو قتله وإيذائه بتعريض نفسه والآخرين للخطر.

 
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook