الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

ابن حميد: الوسطية ليست شعاراً والمُعلم محورها الأول

dsc_0044
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - سعود الخالد:

وصف المستشار بالديوان الملكي، عضو هيئة كبار العلماء، وإمام الحرم المكي الشيخ صالح بن حميد، المعلم بأنه محور الوسطية، وأنه متى ما كان المعلم وسطياً سننعم جميعاً بالوسطية؛ لأنه القدوة ومربي النشء، الذي يجب أن يتعامل من خلال مهنته، ورسالته التربوية بالمنهج الوسطي القويم، مشدداً على أن الوسطية ليست شعاراً يردد.

اضافة اعلان

وقال ابن حميد، أثناء لقائه قيادات التعليم في الإدارة العامة للتعليم في منطقة عسير لتنفيذ مبادرة "تطبيقات المنهج الوسطي في التعليم"، مساء أمس بفندق قصر أبها، إن الوسطية الدينية والفكرية في الإسلام تعني الأعدل والأمثل وليس بالمفهوم العام الذي درج عند العامة بأنه الوسط بين طرفين.

واستعرض عدداً من مظاهر الوسطية الدينية، والفكرية التي تتمثل في الاعتدال، والمرونة، والتدرج، والوسطية، والتيسير وغيرها، مشيراً إلى أن الدين الإسلامي وسطي في كل ما جاء به، وأنه دين يتماشى مع مقتضيات حاجة الإنسان، ومتطلبات المكلف في كل عصر، وفي كل مصر.

وعدّ ابن حميد الوسطية ممارسة وعمل وواقع حياة، مطالباً بعدم اختبار وسطية الآخرين والانشغال بها، وإنما الاجتهاد ليكون كل فرد وسطي بذاته، مشيراً إلى أنّ الدين ليس بالتحلي ولا بالتمني، وليس كل من يدعي شيئاً حصل له بمجرد دعواه وليس كل من قال إنه الحق سمعنا له حتى يكون له من الله برهان.

وقال: إنّ استهداف الدين ولا سيما حالياً، والحروب التي تثار في منطقتنا، واستنبات القاعدة وداعش، وإلباسها ثياب الدين الإسلامي، ووصفها بألقاب إسلامية مثل الدولة الإسلامية وغيرها، يأتي من باب علم أعدائنا بأن الدين الإسلامي، هو الدين غير القابل للذوبان؛ ومن هنا فإن الاستهداف هو الإسلام الحق.

ودعا إلى عدم إلزام الناس طريقة واحدة، أو نمطاً واحداً من أنماط البر، أو فعل الخير، مؤكداً أن هذا يحتاج إلى ثقافة كاملة عندنا؛ لأن فهمنا للبر والخير والدين منقوص، وذلك لأن مفهومنا يقتصر على المظاهر الخارجية المتعلّقة بالأعمال الظاهرة في الدين وهذا مفهوم خاطئ.

ونادى ابن حميد، بضرورة اتساع الصدور لاستيعاب المخالف، مشيراً إلى أنّ المجتمع بأمس الحاجة إلى ذلك في وقتنا الحاضر، وإلى اختبار النفس، محذراً في الوقت ذاته من التعصب للرأي ونسف الآخر، مؤكداً أن كل فرد يمتلك حق المناقشة وإبداء الرأي، واستدرك لكن يجب أن نعي أنه من حق الآخر ألا يقبل هذا الرأي، وهذا ما نسعى للوصول له من أرضية مشتركة للحوار.

من جهته، أكد المدير العام للتعليم في منطقة عسير، الأستاذ جلوي بن محمد آل كركمان، أن اللقاء يأتي ضمن مشروع رائد، يهدف لحماية أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات من الانحراف والفكر الضال، من خلال العمل على ترسيخ القيم الإسلامية الفاضلة في نفوس الناشئة، المتمثلة في الوسطية وتعزيز الولاء لهذا الوطن والانتماء له ولقيادته، والحفاظ على مكتسباته وتنميتها وتطويرها.

وأضاف: أن اللقاء يأتي أيضاً لتمكين أبنائنا وبناتنا من بناء الشخصية المتزنة القادرة على مواجهة التحديات، للعيش والعمل في عالم يتسم بالتغير المستمر، من خلال إكسابهم مهارات القرن الواحد والعشرين، من خلال التفكير الناضج، وتعزيز مهارات الاتصال واحترام الآخر وتقدير الاختلاف.

وثمّن آل كركمان جهود القائمين على إنجاح البرنامج من مجلس أمناء فطن بوزارة التعليم، والشؤون التعليمية بتعليم المنطقة، وتقنية المعلومات والعلاقات العامة، وإدارة الإعلام التربوي ومنسق برنامج فطن.

يذكر أن اللقاء عقد في إطار الشراكة القائمة بين الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء وبرنامج "فطن"، والذي شهد حضوراً كبيراً من منسوبي ومنسوبات التعليم بالمنطقة.

وحظي بمداخلات منوّعة من الحضور تركّزت في مجملها على مناقشة أساليب بناء الفكر المعتدل لدى الطلاب والطالبات، والحرص على غرس مفاهيم القيم الفكرية في المؤسسات التعليمية، وبناء شخصيات مستقلة وقوية تعتز بدينها وقيمها، وتمتلك فكراً وسطياً معتدلاً.

dsc_0044 dsc_0048 dsc_0056 dsc_0070 dsc_0041

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook