الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

هروب الفتيات للخارج ناقوس خطر.. كيف نتصدى له!؟

img_5086-1-1
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
 

*الأهدل: بعض وسائل الإعلام والألعاب الإلكترونية ومشاهدة المسلسلات الأجنبية تسهم في غواية الفتيات.

اضافة اعلان

*الشهري: ضعف الوازع الديني للأسرة وكذلك تمجيد المجتمعات الأخرى في عيون الشباب والفتيات يزيد من الهروب.

*الشيخ الشمراني: يجب زيادة العناية بالفتاة، والمدح والثناء عليها، وإظهار الحب والشفقة من قبل وليها.

تواصل - فهد بن حافظ:

لم يدر ببال أحدنا أن يأتي زمانٌ تتخوف فيه بعض الأسر من هروب فتياتها، والتحاقهن بتنظيمات إرهابية في الخارج، أو هروبهن بداعي طيش المراهقة، أو التطلع لما عند المجتمعات الخارجية من حياة الرفاهية والمتع الدنيوية - كما صُوِّر لهن -.

وبدأت تتوالى أخبار هروب فتيات بعمر المراهقة إلى دولٍ مختلفة، غير آبهات بالنعم التي كانوا يتمتعن بها من تحكيمٍ للشريعة الإسلامية وإلى الأمن والأمان، والعادات والتقاليد المحافظة، وكما يبدو أنَّ الحقبة القادمة ستشهد الكثير من الحالات فيما لو أُهمِلت ولم تُشبع بالدراسات المختلفة.

أسباب المشكلة

بدورنا قمنا بمناقشة هذه القضية مع الدكتور ماجد الأهدل، المختص في علم النفس السلوكي، والذي عزا أسباب هروب الفتيات لأسباب عدة منها ضعف الوازع الديني الذي كان من الواجب تعزيزه منذ الصغر وبالذات خلال السبع سنوات الأولى من عمر الفتاة؛  فالخوف من الله يشكل حماية قوية وحتى في حال فقد الوالدين، وتشكل الصداقات السيئة أيضاً سبباً مهماً في مثل هذه السلوكيات وتأتي التربية القاسية على نمط تربية الأجداد سابقاً؛ والتي قد لا تتناسب مع الوقت الحالي وكذلك فقدان لغة الحوار والنقاش مع الفتاة، وقد يكون أيضاً الوضع الاقتصادي المتدني، وعدم العدل بين البنين والبنات بما فضل الله بعضهم على بعض.

وحذر "الأهدل" من خطورة استخدام بعض وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت وبعض الألعاب الإلكترونية الموجهة، بالإضافة لمشاهدة المسلسلات الأجنبية التي تسهم بشكل كبير في غواية الفتيات.

الحاضنة الأسرية

وشدد على دور العائلة الأساسي في ضرورة الجلوس مع الفتاة ساعات أكثر والاستماع إليها؛  فالفتاة بحاجة ماسة لأبيها أكثر من أمها، في حين تشكل الخلافات الأسرية بين الوالدين وخروج الأم من منزلها بداعي الزعل لبيت أهلها تعزيزاً للفتاة بسهولة وهوان خروجها من المنزل.

وأكد: على دور المدرسة الكبير والمهم الذي لا يقل أهمية عن دور المنزل في التربية، وهي ومن المفترض أن تكون أحد أدوار المعلمة بالإضافة لوجوب توفر أخصائية نفسية واجتماعية في المدرسة لسرعة احتواء الفتاة التي قد يُغرر بها أو في حال طرأت تغيرات على سلوكياتها المخالفة لتعاليم ديننا الإسلامي؛ ومن ثم عادات المجتمع النبيلة فتكون قريبة لتتدخل.

الاهتمام بنفسية الفتاة

وأوضح أن تمرد الفتاة على أنوثتها يعود لتربية العائلة الرجولية التي تقوم على حالات مشابهة لقص شعر الفتاة منذ نعومة أظافرها مثل الأولاد، وكذلك لبس ملابسهم والتحدث بألفاظ الرجال، فمن الواجب تعزيز أنوثتها بالتزين ولبس الملابس النسائية وتنمية روح الفتاة بداخلها.

واتهم وسائل التواصل الاجتماعي بتأثيرها الكبير على الفتاة التي تفتقد لحضن والديها؛ فتكون صيداً سهلاً لناسجي الأحلام الوردية والحياة الرغيدة الكاذبتين والتي تُحرِّض الفتاة للخروج من منزل عائلتها هرباً باتجاه الوعود الكاذبة والواهية، فالفتاة بطبعها عاطفية التفكير.

مسؤولية الإعلام

أما الأخصائي النفسي الدكتور عبدالرحمن الشهري، فحدد حال الفتيات الهاربات بالشخصية الانقيادية والتي تتأثر بالآخرين وبما يقال عنها وبالتالي تُغلِّب عاطفتها عادةً على العقل.

وكشف "الشهري" أن أسباب هروبهن إلى دول خارجية يأتي من ضعف الوازع الديني للأسرة مما ينعكس ذلك على أفرادها، وكذلك تمجيد المجتمعات الأخرى في عيون الشباب والفتيات وتصويرها في بعض وسائل الإعلام بمثالية خالية من المشاكل، وأن مجتمعنا الداخلي على النقيض مباشرة.

ولفت إلى تحمل الإعلام جزء من هذه الحالات الفردية فالإعلام ذو فاعلية وتأثير في بناء شخصية المجتمعات وتغيير عاداتهم، ففي بعض وسائل الإعلام تُصوِّر هذه المجتمعات الخارجية على أنها "ملائكية" وذلك عن طريق المسلسلات الهابطة.

ودعا إلى دراسة كامل الحيثيات التي قد تؤدي لهروب الفتيات والخروج بحلول توقف مثل هذه الحالات لكي لا ترتقي من حالات فردية إلى ظاهرة.

عناية الإسلام بالفتاة

وأشار الشيخ عبدالله بن يعقوب الشمراني، مشرف برنامج المعارض الدعوية بمكتب الدعوة بالمطار القديم بجدة، إلى اتفاق الفقهاء على منع خروج المرأة من بيت وليها، بحيث يجب أن تكون تحت نظره ليؤمن عليها من دخول الفساد؛ لكونها معرضة للآفات ولا يؤمن عليها الانخداع لغرتها، ولأن المرأة بصفة عامة ضعيفة وعاطفية تستجرها الكلمة الحانية اللطيفة والنظرة والابتسامة، قال الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ} الآية 33 سورة الأحزاب.

وأهاب "الشمراني" لوجوب زيادة العناية والحفظ لها من قبل وليها وصاحب القوامة عليها، وقد أخبر الحبيب عليه الصلاة والسلام: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، ولا شك أن هروب الفتاة ناتج عن أسباب وأعظمها عدم إحياء الوازع الديني في نفسها، وتعظيم الله وأمره سبحانه، وكذلك التفكك الأسري وإهمال الفتاة، وقد يكون الأب أو الأم أو كلاهما بجانب الفتاة ولكنْ هناك تفكك روحي وعدم إشباعهم لعاطفتها بالثناء والمدح لها، وإظهار الحب والشفقة عليها من قبل وليها، فتبحث عن هذا عند غيرهم ممن يخادع من أصحاب القلب والإيمان الضعيفين، وكما يسمون بـ "الذئاب البشرية" فيخدعها بكلامه المعسول ويجرفها إليه، نسأل الله الحماية لبناتنا وبنات المسلمين عامة.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook