تواصل- ترجمة:

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية: إن كثيراً من المحللين حذروا من أن السعودية لن ترضى بالاتفاق النووي الذي أبرمته الولايات المتحدة وإيران منتصف العام الماضي والذي تم التفاوض بشأنه بشكل كبير خلف ظهرها.

وأشارت إلى أن هذا الاتفاق ترك لإيران الشيعية بنية تحتية نووية كبيرة فضلاً عن مئات المليارات من الدولارات جراء تخفيف العقوبات، بالإضافة إلى ميدان مفتوح تسعى من خلاله للهيمنة الإقليمية.

وأضافت أن المملكة نظرت إلى هذا الاتفاق باعتبار أنه تَخلٍّ من أمريكا عن دورها التاريخي كضامن لأمن الخليج في مقابل تفاهمات جديدة مع إيران والتي تهدد بتغيير علاقة قوى المنطقة لصالح طهران.

وتحدثت عن أن المملكة إزاء صعود إيران الجديد وانكماش الدور الأمريكي لم تتراجع بل بدأت في اتخاذ ما يلزم تجاه ذلك، حيث تعتقد أن سياسات الرئيس الأمريكي تسببت في فراغ خطير بالمنطقة تستغله إيران في المقام الأول لنشر الفوضى والدمار مستهدفة في ذلك إسقاط المملكة في نهاية المطاف.

وأشارت إلى أن المملكة حيال ذلك قررت أنه لم يعد بالإمكان الاعتماد على أمريكا ولا يمكن كذلك النظر إلى إيران وهي تعيث فساداً في المنطقة، لذلك قررت أن تأخذ المبادرة وتنفذ ما يلزم بأيديها خاصة منذ وصول خادم الحرمين الملك سلمان للحكم، حيث اعتمدت سياسة أكثر حزما وعالية المخاطر لحماية أمنها القومي في مواجهة إيران، والتي بدأتها في مارس العام الماضي بشن عاصفة الحزم باليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران حتى قبل الانتهاء من إبرام الاتفاق النووي.

وذكرت أن السعودية نشطة كذلك في دعم ثوار سوريا عبر تزويدهم بالسلاح لإسقاط نظام بشار الأسد المدعوم من طهران وهو ما ساعد في إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية المدعومة من طهران.

واعتبرت أن الدعم السعودي للثوار ساهم حتى الآن في عدم قدرة قوات بشار الأسد على إعادة فرض السيطرة على حلب.

وتناولت قيام المملكة باعتقال أحمد إبراهيم المغسل العقل المدبر لتفجير أبراج الخبر في 1996م والذي تربطه علاقات قوية بإيران وحزب الله، كما أعلن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن تشكيل التحالف الإسلامي العسكري، وقامت أكثر من 20 دولة بعد أشهر قليلة من إعلان تشكيله بتدريبات عسكرية ضخمة شمال المملكة بالقرب من الحدود مع العراق.