الثلاثاء، 14 شوال 1445 ، 23 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الرافضة والصوفية والعلمانية وعصا المايسترو!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

عند التأمل في التاريخ الحديث سنجد ثمة التقاء بين أطراف متعددة يبدو ظاهرها التنافر، ولكن الواقع يشهد بانسجام تام بينها، وتنسيق عالي المستوى، لا سيما في الغاية والمقصد.

اضافة اعلان

فلا يبدو في الظاهر أن هناك التقاء بين بعض المنتسبين إلى التصوف وبعض الشيعية الغلاة، خاصة الاثنا عشرية، وبين القوى الغربية، ولكن النماذج والأحداث الواقعية تشير إلى غير ذلك تماماً.

الأنموذج الأول، يتضح من احتضان الغرب لخوميني الثورة الرافضية، فمن المعلوم أن فرنسا احتضنت الخوميني وعصابته، وساهمت الولايات المتحدة في تعزيز قوته حتى تمكن من الإطاحة بعرش الشاة وتولى السلطة في البلاد.

فقد شكل المنفى الفرنسي للخميني في 6 أكتوبر 1978 نافذة إعلامية، ومن فرنسا، حارب الخميني الشاه رضا بهلوي، الذي حكم لأكثر من أربعين عاماً.

فبداية من الرعاية وتوفير الملاذ والملجأ وحتى الدعم والنصرة بوسائل شتى، وقف الغرب بقوته إلى جانب الاثنا عشرية حتى يكون لهم دولة في خاصرة الخليج العربي السني.

والأنموذج الثاني، يتمثل في احتضان الولايات المتحدة للصوفية الغالية المنحرفة، والمتمثلة في حركة فتح الله كولن، منذ سنوات طويلة، وهي يعيش هناك في آمن ورخاء، ويمتد نفوذه في أكثر من دولة دون أن تقوم الولايات المتحدة بأي إجراء مضاد، وهي التي سارعت إلى مصادرة أموال المئات ممن تشتبه فيهم، دون أن يكون لهم أية جريرة.

وأضفت الولايات المتحدة نوعا من الحماية على كولن، حتى بعدما أثبتت تركيا أنه على علاقة وثيقة الصلة بالانقلاب الفاشل الذي أودى بحياة المئات في مايو الماضي، وترفض بإصرار تسليمه، وترهن علاقتها بعضو الناتو تركيا من أجل الصوفي كولن!

وتتلاعب الولايات المتحدة وترواغ حتى لا تسلم رجلها كولن، مدعية أنه لا توجد معلومات حول ضلوعه في الانقلاب، وهي التي لم تحتاج إلى أدلة حينما هاجمت العراق وأفغانستان بدعوى صلتهما بهجمات الحادي عشر من سبتمبر.

والأنموذج الثالث، احتضان الولايات المتحدة لبعض القوى العلمانية التي أركبتها السلطة بعد غزو العراق وإزاحة صدام حسين، حيث دعمتها لسنوات طويلة ووفرت لها الحماية والأمن والدعم حتى جاءت لحظة اعتلاء السلطة في العراق.

فعضو مجلس الحكم العراقي أحمد الجلبي قضى 45 عاماً خارج العراق قبل عودته في أبريل على متن دبابة أمريكية، وهو الذي تلقى تدريبا مستمراً في الولايات المتحدة امتد لسنوات كما ذكر محلل سابق في وكالة المخابرات الأمريكية.

إن الرافضة والصوفية والعلمانية أشبه ما تكون بأفعى وحيات تبث سمومها في جسد الأمة، وهي في كل أحوالها لا تتحرك إلا بعصا المايسترو الغربي!

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook