السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الاحتفاء بخريجات معهد النجاح إحداهن كفيفة.. و«المحارب»: لا عزاء للمفرطين بقراءة السنة

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - الرياض:

احتفى الشيخ محمد الفراج وحرمه مزنة العميريني بتخريج محدّثات معهد النجاح، وسط حضور جم من الداعيات والأكاديميات.

اضافة اعلان

اُفتتح الحفل بتلاوة عذبة من كلام ربنا، ثم بكلمة موجزة لمشرفة مركز النجاح عضو هيئة التدريس بجامعة الأميرة نورة، الدكتورة رقية المحارب جاء فيها: "الجدود كثيرة، فجد في السمعة، وجد في العيال، وجد في العقار وجد في المال ولكن الجد الذي يبقى هو (( الجد في الدين))، وقد صحح النبي ﷺ مفهوم الكرم فقال  "الكرم التقوى " إن أكرمكم عند الله أتقاكم".

وأضافت: "الحمد لله الذي جعل العلم يذهب مع صاحبه ويدخل معه قبره ، متى ماكان له صاحبا في الدنيا وظاهره ظاهر أهل العلم،  وباطنه باطن أهل العلم، وعقله وحكمته عقل أهل العلم وحكمتهم، فلا يكون كالعوام في أحوال المخالطة والكلام والهموم والظاهر والعبادة، بل يتزيّ بزي أهل الآخرة، فيظهر أثر علمه في تعامله مع الناس ببشاشته ورفقه وسماحته،  علينا جميعا مسؤولية في مواصلة الطلب والمراجعة و ألا يكون آخر الطلب هذا المعهد، فلذة العلم لا تعوضها لذة ، فالحمد لله الذي حببه إلينا فنتعلم بلذة ونستعذب ذلك يأتينا على طبق من ذهب.".

عقب ذلك، تحدثت المشرفة على مؤسسة إثراء المعرفة عضو هيئة التدريس بجامعة الأميرة نورة الدكتورة نوال العيد التي أكدت على أن لا نتعلم العلم لنُعلّمه للناس، ولكن لنعلم أنفسنا أولاً، ثم يتعلم الناس من سلوكنا وتعاملنا.

وختمت بأربع وصايا إن أردنا بركة العلم: "الإخلاص فيه، والاستزادة منه، والعمل به، وتعليمه للغير".

ثم انتقلت الكلمة بين خريجات المعهد، فاختلطت مشاعرهن بدموعهن، وكان مما قلن:

- تعلمت خلق السماحة من خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- قراءة السنة هي التخصص الحقيقي لأثره الأكبر لا قسم السنة.

– قلتُ: صدقت فدراسة الأسانيد في الجامعات لن نتلذذ بطعمها ما لم يُقرن بالتفقه وبالمتون والعمل بها، فهذه غاية الأسانيد.

-  سنوات كنت في خصومة وزعل مع زوجي وأطالبه بالخلع، وكنت أجد في المعهد ومجالس السنة السلوى، حتى أصلح الله ما بيني وبين زوجي وعدت له، وأسأل الله أن يديم الوفاق بيننا.

- كنت عصبية وبعد دراسة السنة هدأت كثيراً حتى أهلي أدركوا هذا الفرق.

- معهد النجاح أعاد لي النظرة الصحيحة للحياة، فأصبحت أخجل أن يضيع وقتي بغير فائدة.

- تعلمنا من الدكتورة رقية المحارب: الرفق، فطوال المعهد لم تقل لواحدة منا لم فعلت كذا أو لمَ لمْ تفعلي؟!

- معهد النجاح حول حياتي من عادات إلى عبادات.

- لمست بركة السنة على صحتي، وفي صلاح أولادي، وبركة وقتي، وجدت البركة في كل شؤون حياتي.

- نجد في مجلس الحديث اللذة والانشراح ويمر الوقت دون أن أشعر، وإذا غبت أتحسر على فواته.

- مجالس السنة قوتني في إنكار المنكر، وأصبح لساني على الحق أثبت.

- حضور المجلس سعادة هذا إذا رأيت أصحاب الحديث، فكيف برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- الإسناد جعل بيننا وبين المحدثين رحم العلم، فلما وصلنا لابن عمرو – رضي الله عنه - ارتعش قلبي، فلما وصلنا لرسول الله شلت الحروف، وأصبح الإسناد رادعاً لي عن فعل المنكر.

تلك كانت بعضاً من مشاعرهن الصادقة كان المعهد نقطة تحول لدى الكثيرات، وتحسر من فاتهن الركب المبارك، فجاء مداد الشاعرة المتألقة أمل الشقير بهذا البوح، تعبيراً عن حسرتها وحسرة من لم يتيسر لها اللحاق بالركب:

أما أنا؛  فلقد حُرمتُ جلوسَكُم

وشعرتُ عِظمَ تشتُّتٍ وفواتِ

وأُحِسُّ قلبي بيَنكُم متعلقاً

يرجو من النفحاتِ والرحماتِ

حُرِم السكينَة َ وسطَ جوٍّ مُفَعمٍ

بالأنسِ ِ رُغمَ تزايُد ِالساعاتِ

حُرِم َالملائِكَ حين حفّتْ جمعَكُم

مستغفرينَ فيا عظيمَ هِباتِ!

حُرمَ الشعورَ بأنه مع صُحبةٍ

يتسابقونَ معاً إلى الخيراتِ

إنــي أحِــنُّ إلى الحديثِ وأهلِه

فجليسُهم لا يشقى بالجلَســاتِ

أَو كيف يشقــى من يُجالسُ ثُلةً

قرأوا الحديثَ بدقـةٍ وأنـاة

مَن ذاقَ لذةَ  هَديه ِوحَدِيثِه

سـيَحُسُّـهَا مِن أعظم ِ اللذاتِ!

عُضّوا على سننِ الرسولِ  فإنها

لَنعيمُ دنياكم، وبعدَ ممات

ولم يقتصر الشيخ محمد بن أحمد الفراج على الكرم الفعلي وحسن الضيافة، بل ضم معه حُسن القول  من خلال كلمة محفزة نُقِلت صوتيًا استنهضت الهمم، وأشاد بجهود الأخوات والطالبات التي لا يرقى لها همم بعض الرجال وطلاب العلم من حيث المواظبة والمثابرة، في زمن تلاطمت فيه أمواج الفتن، واشتعلت نار المعركة بيننا وبين من لا يألون جهداً لمحاربة الإسلام، فالتسلح بالعلم النافع (علم النبوة، علم الرسالة، علم الكتاب، علم العقيدة، علم الحديث) لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

وذكّر بجهود المحدثات، بدءاً من أمهات المؤمنين كعائشة رضي الله عنها، التي كانت مفزعاً للصحابة فيجدون عندها من العلم والحكمة ما لا يوجد عند غيرها من أكابر الصحابة، فهي مورد من موارد العلم والسنة، بل كانت عالمة موسوعية برعت في (الكتاب، والسنة، والفقه، والفرائض، والحلال والحرام، وأيام الناس، والنسب، والشعر، والطب، وغيرها)، وكذلك أم الهذيل حفصة، وأختها كريمة بنت سيرين، وكريمة بنت أحمد المروزية، والأخبار عن النساء المحدثات ظريفة وكثيرة، ونماذج فاضلة وعاطرة، ونسأل الله أن يكرم الأمة بمثل هؤلاء ونحسب أنكن سرتن على الجادة، ونهلتن مما نهلن، ونأمل أن تَكنّ من القدوات الفاضلات، وننتظر من خريجات المعهد أن يقفزن من الصف الثاني والثالث إلى الصف الأول، يتهيأن لحمل الراية فالساحة بحاجة.

وخُتم المجلس بسؤال الدكتورة رقية المحارب المشرفة على معهد النجاح: ماذا أضاف لك المعهد؟

فقالت: "معهد النجاح نتيجة وليس بداية، فالهم كان قبل ذلك، لكن مما أفرحني وأسعدني إذا غبت وجدت من ينوب عني من بناتي، وهذا الذي أسعى لغرسه فيهن، وليس فقط حب العلم، بل التعليم نوعان: أخذ وعطاء وكلاهما تعلم، وتعلمه من العطاء أبقى وأوثق، فأسعى على تدريب الطالبات على المشيخة، وكذلك يتدربن على الوصول للمعلومة قبل السؤال عنها، ليحققن الاكتفاء الذاتي فمهارة الوصول للمعلومة تحتاج لمران ودربة، حتى باتت الطالبات يصدرن أسئلتهن: بحثت ولم أجده.

وأوضحت: "حرصت على قلة العدد ليركز عليهن، عدد الخريجات 39 إحداهن كفيفة"، وقالت: فلا عزاء للمبصرين في تفريطهم بقراءة السنة والعمل بها.

وأشارت أن مدة الدراسة سنة، تم خلالها قراءة الكتب الستة كاملة بدون المكرر، وتدارست الطالبات تدوين السنة، وتطبيقات حديثية، وتخريج ودراسة أسانيد، وضمت قاعة الدرس أعماراً متفاوتة وجنسيات وثقافات مختلفة؛ مما أسهم في خلق جو بديع، وبلغ عدد الأخوات المسجلات للعام القادم: 306 طالبات، والمقاعد المتاحة 40 فقط، فالأمة متعطشة لسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم.

واختتم الاحتفاء بأبيات شعرية للشيخ محمد بن أحمد الفراج تعريفا بالمعهد الذي درّس فيه عامًا كاملًا، وعرفانًا بجميل بذل القائمات على المعهد ألقتها نيابة عنه وكيلة قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتورة الجوهرة بنت بخيت آل جهجاه  :

على هام السحاب سما علِيّا وبوح الشعر قرّبه نجيَا إلى حيث المفاخرُ شامخاتٌ مدار الشمس صار لها دنيّا معاهد من صروح العلم شِيدت تباري النجم والقمر السنيّا مقدمها النجاح إذا تبارت معاهد جاء يسبق أوليا تسمّى بالنجاح من الأسامي كثير لا تراه بها حفيّا وإن يُنسب لمعهده نجاحٌ يقل أكرم بمعهدنا سميا ويشرق بالبهاء له محيّا سناء البدر يغبطه بهيا وهل كان النجاحُ سوى طموح لروح بالهدى صحبت نبيا إذا ارتحلت بُراقَ العزم شوقا سرت واستصحبت ملأ سريا وفاقت في تألقها خيالا وأعيت في مسيرتها المطيّا وفي ملكوتها عرجت وخاضت بحار الطهر واغتسلت مليا وحلت من جنان الوحي روضا وريف الظل أخضر سندسيا تساقى من نمير العلم كأسا وتروي ظِمئها نهَلا رويا بإسناد تلألأ مثل درٍّ بمنظومٍ نسلسله نقيا ومتنٍ مثل ضوء الصبح جلّى ظلاما للحوادث حندسيا كحدثنا البخاري عن عليٍ فشُعبةَ بالغا سندٌ عليا ( ) أموت على الطريقة مثلَ صحبي ولم أحدث وأرتكب الخطيّا وكم في السنة العصماء حصن إذا بحر الشرور طمى عتيا ألا إن الحديث كفلْك نوحٍ فإن تركب بها تكن النجيّا جزى الله الفواضل كلَ خير وبوّأهن مرتفقا رضيّا فباسم الطالبات أسوق شعري عرائسَ قد تقلّدت الحليّا وباقاتٍ من الأزهار فاحت عبيرَ الفلّ والرندَ الشذيّا لشيخات مجالسهن نورٌ يشع فيذهب الداء الدويا رقينا من رقيّة صرح مجدٍ به حُزنا مقاما عبقريا نرى الدنيا هباء ليس كبرا بل العلمُ الذي رفع الوطيّا ونلنامن نوالِ العيد نوْلا ومنها نجتني ثمرا شهيا وفزنا من منىً بمنى ونورٍ لنورة حين أنفقتا سخيا ومن ريمٍ نروم رياضَ علم بها أفنانها انتضدت جنيا ومن فتحية انهمرت علينا فتوحات وذلّلت العَصيّا تهانينا تحركها شجونٌ فنسبكها قوافيَ عسجديّا وفرحتنا تمازجها دموع فنسبلها جمانا لؤلؤيا سلام الله ما غنّت حمام على أيكٍ وهيّجت الشجيّا على أيام معهدنا سلامٌ نردّده البواكر والعشيا أقول من التوجد ليت شعري أمعهدنا سيجمعنا سويا لعل الله يكرمنا بلقيا تبلّ من الفؤاد صدى صديّا

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook