الثلاثاء، 14 شوال 1445 ، 23 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

تعليقاً على مشهد «الطفل المعنف».. «الشريم»: تقبل الاختلاف جزء من دورنا

1
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - سامي الثبيتي:

قال الدكتور محمد الشريم، أستاذ الثقافة والعمارة والسلوك البيئي، في جامعة الملك سعود، إنه شاهد المقطع الذي يحمل فيه شخص بالغ كاميرا الجوال ويسأل طفلًا صغيرًا عن الفريق الذي يشجعه، وهو يضربه بعنف على رأسه ضربات متكررة.

اضافة اعلان

وأعرب الشريم في تصريح لـ "تواصل"، "عن مرارته من مشهد الطفل الصغير وهو يبتلع الغصة، غير قادر على التعبير، سواء بالإجابة التي سينال عليها مزيداً من الصفعات، ولا الرجاء بالتوقف لأنه يعلم أن من يضربه يتلذذ بذلك، ولا حتى الاستنجاد بشخص آخر في المنزل ليوقف الاعتداء عليه".

وتابع، أن السبب بكل سخافة (وش تشجع؟)، سؤال يوجه لطفل لم يدخل المدرسة بعد، ولم يكن المعتدي عليه من الوحوش البشرية التي تتربص بالأطفال خارج منازلهم، بل كان من أقربائه، ربما أخ أكبر، أو عم أو خال، رأى في ملابسه الرياضية إشارة إلى ناد رياضي لا يحبه الشخص المعتدي، فصب جام غضبه على هذا الطفل الصغير الذي ليس له حول ولا قوة.

وأكَّد الشريم، أن التعصب الرياضي، وإن كان ليس بريئا، ليس السبب الوحيد وراء ذلك الفعل، مبيناً أن المتعصبين كثيرون، ولم يلجؤوا للعنف ضد الأطفال الصغار للتنفيس عن تعصبهم! ولكن بالتأكيد أن هناك أسباب أخرى تدفع نحو مثل هذا السلوك.

وذكر أن من الأسباب الدافعة للعنف، ضعف التربية على التسامح وتقبل الاختلافات في الأمور الذوقية، مشيراً إلى أنه ليس من المعقول أن يشجع الناس ناديا واحدا، وإلا لفقدت الرياضة قيمتها، لأن النوادي الأخرى ستغلق ولن يكون هناك منافسات رياضية تقبل اختلاف الآراء والأذواق جزء من دورنا التربوي، ولاسيما في هذه المرحلة التي تتطلب أفقا أوسع ونفوسا أكثر تقبلا لمن نحب ونقدر مع وجود بعض الاختلافات بيننا وبينهم.

وأردف الشريم قائلاً: إن من الأسباب الدافعة للعنف والتعصب، وجود نماذج وقدوات في محيط الأسرة تتنافس فيما بينها عند التشجيع الرياضي، وبالتالي ينشأ الأطفال ويصبحون مراهقين وهم يتلقون جرعات مكثفة من التنافس السلبي عند تشجيع ناد أو آخر.

وأشار إلى أن هذا المعتدي يجب أن يواجه تبعات سلوكه السلبي كاملة، ولاسيما بعد نشر المقطع، وهنا قد يصدق المثل (رب ضارة نافعة) حيث أسهم نشر المقطع في تصعيد القضية، وتدخل الجهات الرسمية، ممثلة في وزارة الشؤون الاجتماعية التي طالبت كل من لديه معلومات عن المعتدي أن يتواصل معها.

وشدَّد على أن هذه المشكلة يصعب الجزم فيها بالسبب وراء الاعتداء، وليس بالضرورة أن يكون سببها تقصيرا تربويا، مشيراً إلى أن الميل نحو العدوانية، خاصة مع الضعفاء، ينبئ عن شخصية ميالة للعنف وربما تتلذذ بإيقاع الألم على الآخرين.

واختتم الشريم قائلاً: "إن مرحلة المراهقة وما بعدها يتأثر فيها الشاب بأقرانه أكثر من غيرهم، دون تفكير في صحة سلوكياتهم وكما هو معلوم، فإن الحاجة إلى الشعور بالانتماء لدى المراهقين تكون عالية جداً، وتتمحور حول انتماءات رياضية أو منطقية أو قبلية وتنعكس في سلوكيات متعصبة ترفض الآخرين لمجرد اختلاف الانتماءات".

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook