الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

التعصب الرياضي.. حين يتحول «الفريق» إلى هوية للولاء والبراء!

74526_65358
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - سامي الثبيتي:

لم يدر بخلد متابع للمجتمع المحلي يوماً أن تتطور طبيعة التعصب الرياضي بين الشبان ليصل إلى حد التشهير بابنة حكم إحدى مباريات الدوري السعودي؛ الأمر الذي فرض التأكيد على خطورة ظاهرة التعصب الرياضي، وخشية انتشار تلك الظاهرة بقوة في مجتمعنا، ورفض جميع الأطياف لها.

اضافة اعلان

بدورها، تحاول «تواصل» عبر هذا التقرير، نقد الظاهرة بموضوعية، لذا، فقد طرحنا عدة تساؤلات بين أيدي بعض المختصين والقريبين من المنظومة الرياضية؛ لنعلم كيف انتشر التعصب بين المراهقين ومن المسؤول عنه، وإلى أي مدى سيتعامل المجتمع مع هذه الظاهرة في ظل بعض الظروف الاجتماعية والنفسية.

• أسباب التعصب من جهته، قال الدكتور محمد عبدالعزيز الشريم أستاذ الثقافة والسلوك البيئي، لـ«تواصل»: "إن انتشار التعصب وتبادل الشتائم يشكل خطورة كبيرة على الأسرة والمجتمع، مع ضرورة معرفة الأسباب الّتي تدفع بشبابنا إلى الشتم والتطاول على الأعراض والتطاول على أطفال أبرياء ليس لهم ذنب، حتى لو اعتقدت تلك الجماهير أن الأب أخطأ في موقف معين لا يرضيهم داخل اللعبة، فهناك جهات مسؤولة هي الّتي تتعامل مع أي خطأ يصدر من حكام المباريات".

وتابع الشريم قوله، إنه "لا يجب أن نترك المجال للشيطان أن يتلاعب بمشاعرنا ونطلق ألسنتنا بطريقة غير مسؤولة وسنحاسب حتماً أمام الله سبحانه وتعالى في كل كلمة نقولها نتيجة مواقف -في الأخير- لا تستحق أن يخسر الإنسان حسناته وكرامته وأن ينزل بنفسه إلى مستوى من الإسفاف لا يليق به بسبب مباراة كرة قدم لا تؤخر ولا تقدم في حياتنا الشخصية".

وأشار إلى أن المصدر الأول لتلقي الشتائم هو المنزل أو البيئة الّتي نشأوا فيها، وعودتهم على ذلك أو تساهلت معهم في البدايات، ولم تبين لهم الحكم الشرعي، ويجب أن يكون الأب في ذاته قدوة بمعنى أنه لا ينهى أبناءه عن اللعن وهو إذا رأى موقفاً لا يعجبه بادر بالشتم واللعن للشخص الّذي كان سبباً فيه، وإذا زل لسانه فعليه أن يتراجع ويقول لأطفاله: أنا أخطأت "بصريح العبارة"، هذه هي الكفارة الّتي سيقبلها الله منك نتيجة الخطأ الّذي زرعته في أذهان أطفالك.

وتابع نصيحته للآباء بقوله: "يجب عليك أيها الأب أن تبين لهم أنك أخطأت وأن تستغفر الله من خطيئتك وإثمك وأن لا تعود لذلك، كذلك أن تقوم تتوضأ لتبين لهم عملياً أن الغضب قد يوقعك في الخطأ، ولكن هناك طريقة للتراجع، والأخطر أن تأخذه العزة بالإثم ومن يتساهل مع هذا الأمر يكبر الطفل واللعن جزء من حياته وطبيعته وطريقة تعامله كذلك مع أقرانهم خارج المنزل".

واستطرد بقوله: "يجب أن يكون لدى المجتمع فلاتر أو مرشحات أمان للتصدي للظواهر السلبية أولها هي الأسرة وأن تستشعر الأسرة دورها في إحسان التربية إلى دور المسجد ودور المدرسة ودور الأقارب كل هؤلاء يفترض أن يبينوا هذا الأمر غير مقبول وأن إطلاق الكلمات الّتي تتناول الأعراض هي ألفاظ مستهجنة وغير مقبولة، ولا يجب أن نقر الأمر ونسكت عنه".

وتابع: "كما يجب أن يعلم هؤلاء أن كلماتهم وشتائمهم لم ولن تغير من الواقع شيء، فالفريق لو فرضنا أنه خسر المباراة بسبب سوء التحكيم لو أطلقت الشتائم إلى الغد لن تغير في واقع الأمر شيئاً، وليس من المنطقي أن تكون جميع ردود أفعالنا عاطفية، وإذا طالبنا التعامل برقي مع بعضنا البعض لماذا لا نترك الجهات المسؤولة تتولى التعامل مع المخالفات وفق الأنظمة، فالفساد كما يزعمون لا يتم إصلاحه بالإفساد".

وقال إن: "انتشار هذه الظاهرة من النذر التي لا تبشر بخير أولها أن تقسم المجتمع، فالرياضة وسيلة للتسلية للارتقاء الصحي والبدني ووسيلة للتآلف والتآخي مع وجود المنافسة بلا شك ولكن حينما نحول التشجيع الرياضي إلى ساحة معركة جميع الأسلحة متاحة فيها فلا نستغرب استخدام الألفاظ الجارحة أو تجاوز ذلك إلى العنف وغيره من الأساليب الخطرة".

• بتر جذور المشكلة 1413716847_1413701580671203300 أما الدكتور عبداللطيف بخاري أستاذ التربية وعضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي، فأكد لـ "تواصل"، أنه "من الصعب جداً تحميل النادي ما يتلفظ به الجماهير خاصة إذا كان لا يوجد في الأندية الرياضية سجلات للجماهير، فالجماهير عادة تحب النادي، ولكن لا تسجل ضمن فريق المشجعين، وأحياناً شخص يتلفظ باسم النادي من غير المنطقي أن يكون محسوباً على النادي وإدارته وإيقاع العقاب على الشخص نفسه هذا المنطقي".

وأضاف: "روابط المشجعين من المفترض أن يكون لديها سجلات لمحبي النادي يتم من خلالها معرفة الجماهير وتسجيل معلوماتهم؛ وبالتالي تصبح الرابطة جزءاً من الهيكل التنظيمي للنادي الرياضي، وبالتالي عندما تقع أي مشكلة من مشجعي النادي يتم الرجوع للرابطة وعلى الرابطة أن تتحمل مسؤولياتها سواء كان التصرف شخصياً أو من مجموعة أشخاص، أو من الرابطة نفسها، لذلك يجب العمل على التأسيس وتقنين الوضع وأن تضيف إدارات الأندية إلى هيكلها رابطة المشجعين أو مجلس الجماهير".

ومن جانب تربوي قال: "كل إناء بما فيه ينضح والرسول صلى الله عليه وسلم قال في معنى حديثه (يسب أبا الرجل فيسب أباه....) أو كما قال عليه الصلاة والسلام؛ لذلك أي سباب أو شتم أو دعاء لا تعني بالضرورة أن الله سيستجيب لمن يدعو إنماء سيعود ذلك وبالاً على الشخص نفسه، فليت الناس يدركون أن الكلام لا ينفع ولا يضر، والله هو العدل الحكيم يعلم ما في النفوس ولا يستجيب إلا لمن دعاه بوجه حق، وأن يكون مظلوماً ووجه الدعوة بشكل مباشر لمن ظلمه، فإطلاق الأحكام على المنتمين للوسط الرياضي من حكام ولاعبين واتهامهم في ذممهم والدخول في نواياهم بأنهم تعمدوا الخطأ فهذا الاتهام ينم عن جهل وغباء".

وأنهى حديثه بقوله: "يجب على الإنسان المسلم أن يراعي أن الإسلام ليس كلمات تقال أو عبارة عن ترتيل وترطين على المنابر الإعلامية إنما الإسلام سلوك قبل أن يكون أي أمر آخر، ونبينا صلى الله عليه وسلم كان قدوة حسنة ليس في الكلام فقط بل بجميع سلوكياته وتعاملاته الكريمة".

• رسالة إلى الجماهير Home-70322 وفي تعليق للكابتن خميس الزهراني لاعب المنتخب السعودي ونادي الاتحاد السابق، قال إنه: "مهما كانت الجماهير محبة وعاشقة لا يجب أن يتجاوزوا حدودهم، وأيضاً مهما كانت أخطاء الحكم كبيرة أو صغيرة لا يجب أن تخرج الجماهير عن حدود التنافس الشريف والروح الرياضية، فأسرة الحكم وأبناؤه ليس لهم علاقة بما حدث داخل الملعب، والأخطاء هو من يتحملها وحده".

وتابع الزهراني: "لدينا كثير من الضوابط الشرعية والحدود الّتي تمنعنا من مثل هذا الطرح والسباب والشتام، وأيضاً الروابط الوطنية والمحبة في الله والصلة في الله تمنعنا من مثل هذا، ويجب أن لا تتجاوز المنافسة حدود وقت المباراة فقط، وأن لا نخرج عن الأخلاق الحميدة، والذوق العام في تعليقنا على أخطاء الحكم، فالحكم لا أظن أن لديه شيئاً يستدعي أن يتعمد الخطأ؛ لأن هذه قدراته واجتهاده".

وختم حديثه برسالة إلى جماهير الاتحاد: "بعض من شتموا الحكم وعائلته ماذا استفادوا الآن؟ كلماتهم تبقى في صحائف أعمالهم، وسيسألهم الله عن شتم الحكم وإيذائه وعائلته، ووقتها والله لن يدافع عنك نادي الاتحاد ولا أي شخص، والفريق أساساً حتى لو لم يكن هناك أخطاء في المباراة معرض للخسارة فلا داعي من تحميل الأمور ما لا تطيق وعليهم أن يتفكروا في عواقب الأمور قبل أن يتلفظوا فلن ينفعهم أحد بعد ذلك".

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook