الخميس، 09 شوال 1445 ، 18 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الزَّنادقة الجُدُد

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

الزَّندقةُ في معناها الشامل بعد أن تَوسَّعت دلالتها هي الخُبث والضلال، والمكرُ والإلحاد، وكلُّ قولٍ يٌخْرِجُ عمَّا هو مُتَعَارفٌ عليه، وإنكارُ الدِّين.

اضافة اعلان

والزَّنْدَقةُ في الأصل فلسفةٌ ضالة تقوم على الشك والإلحادِ، والجرأةِ على كلِّ ما له علاقة بالدينِ والحقِّ. وزنادقةُ البشر كثيرون، قُدوتُهم في التمرُّدِ والكُفرِ والتَّعالي على الحقِّ والخير "إبليسُ" نعوذُ بالله منه.

فهو أوَّل زنديق تعالى على أمرِ ربه، وحَسَد أبانا آدم عليه الصلاة والسلام، ونَطَق بالشبهة القائمة على الحَسَد والكبْرِ، حيثُ رأى نفسه خيراً من آدم عليه الصلاة والسلام لأنّه - بزعمه- مخلوقٌ من نارٍ وآدمُ مخلوقٌ من طين.

مشكلتُنا مع زنادقةِ هذا الزَّمَن، أنَّهم وجدوا من الوسائل الحديثةِ المساعِدةِ على نَشْرِ زندقتهم ما جعل غُبارَ ضلالِهم صاعداَ، ودُخانَ حرائقِ أفكارِهم المنحرفةِ منتشراً، ووجدوا منْ دَعْمِ دُوَلِ الكفر والإلحاد الماديِّ والمعنويِّ سَنَداَ قوياً لهم في نَشْر ضلالِهم وإلحادِهم وشُبُهاتِهم.

لا يكادُ زنادقةُ زمانِنا هذا يأتون بشيءٍ جديد في هذا الطريق المظلم، فهم يُعيدون أقوالَ الزنادقةِ الذين مضوا في العصورِ المختلفة، ويَزيدون عليها ما يناسبُ لغةَ هذا العصرِ وثقافته، ويَتَفوَّقون على سابقيهم بما بينَ أيديهم من وسائلِ الإعلام الدَّاعمةِ لهم، ووسائلِ التواصُل الاجتماعي التي تشتعل فيها الشبه اشتغالُ النَّار في الهشيم.

الزَّنادقةُ الملحدون مغرورون بأنفسهم، لأنَّ الشيطانَ الرجيم يَنْفُخ فيهم روحه الخبيثة ويُشعرهم، إمعاناً في تضليلهم، بِمُتْعةِ الخُروج على المألوف، وتحطيمِ القيمِ والمبادئ القائمةِ على شرع الله.

من أهمِّ وسائلِ مُواجهة الزَّنادقة، نشر الحقِّ بين الناس بأساليب مِيْسورةٍ قريبة من عقولهم وأفهامهم، وإِماتةُ ما يُروِّجون له من الشُّبه والضَّلالاتِ حتى لا ينخدع بها عامَّةُ النّاس وينساق وراء أباطيلها البرَّاقةِ شبابُ الأمَّة ذكوراً وإناثاً، فإنَّ ما يحدث عَبْر وسائلِ التواصل الاجتماعي من نشْرِ أباطيلهم وغُثائهم بحجَّة الرَّدِّ عليهم، وكَشْفهِم للناس، والتحذير منهم، خطأ كبيرٌ لابُّد من مُعالجته والتخلُّصِ منه.

أما أعظمُ وسيلةٍ في مُواجهة زنادقةِ العصر فهي بيدِ وُلاة الأمْر من كبار علماء المسلمين وملوكهم ورؤسائهم، لا سيما مَنْ يرفعون شعارَ الإسلام، ويحملونَ أمانته، وتنظر إليهم الأمَّةُ بعين الأمل وروح الثِّقةِ.

(إن الله لَيَزَعُ بالسلطان ما لا يَزَعُ بالقرآن) وهذه مقالةٌ رُويت عن عثمان بن عفان وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ومعناها أنَّ السلطان المسلم قد يمنعُ من اقترافِ المحارمِ ما لا يمنعُه القرآنُ لأنَّ بعضُ البشرِ ضعيفُ الإيمان لا يتأثر بالقرآن الكريم، ولا بالسُّنةِ المطهَّرةِ، ولا تنفعُ فيه النصيحة، فيكون عقابُ وليِّ الأمر الذي يخافُ اللهَ فيما حَمَل من الأمانة رادعاً ذلك الملحدَ المكابرَ الذي يخاف من البشر أكثر من خوفه من الله.

فَلْيكُنْ شِعارُ كلِّ واحدٍ منَّا "لا مكان للزَّنادقةِ في مسيرة الأمة والوطن".

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook