الثلاثاء، 09 رمضان 1445 ، 19 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الحوثيون يُجهِزون على ما تبقى من الحياة باليمن.. وتوثيق 184 ألف انتهاك

ymn-4
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - واس:

أجهزت ميليشيات الحوثيين وعصابات صالح على ما تبقى من معالم الحياة الجميلة في اليمن السعيد، بعد أن حوّلت المشهد العام على أرضه إلى أتراح علتها نبرة النحيب المنسكبة معها دماء الأبرياء من النساء، والأطفال، والمسنين، ووزعوا بدعم صفوي واضح جرائمهم المشينة على نطاق جغرافي واسع في اليمن، مُسجلين 184 ألفاً و551 انتهاكاً بحق أبنائه خلال عام 2015م نتج عنه استشهاد 8 آلاف و182 شخصاً ما بين تضاريس جبال اليمن الشاهقة، وأوديته السحيقة، وهضابه الممتدة من عدن إلى أقصى حدود العاصمة صنعاء.

اضافة اعلان

ولم يقف الحال إلى هنا وحسب، بل واصل الحوثيون إجرامهم بأرض اليمن وأهلها مردّدين شعارهم العدواني المنادي للموت عَلَى مَرْأى وَمَسْمَعٍ مِنَ العالم، وأحدثوا تغييراً في طبوغرافية اليمن بعناصره البشرية والطبيعية فتبدل وصفها من أرض البن والضباب إلى أرض الموت وألسنة اللهب؛ ونتج عن ذلك هجرة جماعية لسكان معظم المدن المسيطرين عليها باحثين عن الأمن والاطمئنان، ومتضرعين إلى المولى عز وجل أن يفرّج محنتهم، ويمنّ عليهم بسحابة تروي ظمأهم بعد أن أنهكهم العطش، وتركوا ديارهم خلفهم لصوت الريح الذي يخترق جدرانها عبر منافذ نيران الحوثيين، وكاد يصل إلى الحد الجنوبي للمملكة.

تضليل

واستطاعت عدسات أبناء المقاومة الشعبية اليمنية كشف النقاب عن مسلسل العمليات الإجرامية للحوثيين وأعوانهم المتنوعة ما بين القتل، والخطف، والاعتقال، وامتهان الممارسات المضللة لإغواء الرأي العام عن حقيقة أفعالهم الرامية إلى قصف المدن والسكان تنفيذاً لمخططات إيران العدائية الهادفة للسيطرة على المنطقة، علاوة على إلصاق هذه الأفعال بجهود رجال "عاصفة الحزم" التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بتحالف خليجي عربي إسلامي لإنقاذ اليمن من براثنهم.

سرقة المعدمين

وفي مشهد مأساوي آخر في اليمن، اتجه الحوثيون ضمن أعمالهم التخريبية إلى نهب قوافل المعونات الإغاثية الدولية التي تحاول شق الجبال لتصل إلى مستحقيها، ضاربين بعرض الحائط كل القيم الإسلامية والعربية ومعها الأعراف الدولية التي تستوجب إغاثة الملهوف، ناهيك عن إعاقتهم لمسيرة هذه المعونات في المناطق التي يسيطرون عليها، إلا أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية استطاع بفضل الله تعالى، ثم بفضل توجيه الملك سلمان عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - أن يقدم 50 برنامجاً إنسانياً للأشقاء في اليمن استفاد منها 33 مليوناً و998 ألفاً و84 يمنياً في مختلف مدن ومحافظات اليمن التي عادت للحكومة الشرعية لليمن، حيث أتيحت الفرصة لكل مواطن ومواطنة يمنية التمتع بخدمات أي برنامج بشكل متكرر.

وتمثلت برامج مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في تقديم: 12 برنامجاً في المساعدات الإنسانية استفاد منها (3465724) يمنياً، و 16 برنامجاً في المساعدات الطبية استفاد منها 15 مليوناً و982 ألفاً و60 يمنياً و22 برنامجاً في المساعدات الإغاثية العاجلة استفاد منها (14550300) يمني.

ومنذ أن سيطرت ميليشيات الحوثي وعصابات صالح على العاصمة اليمنية صنعاء في 21 سبتمبر 2014م بقوة السلاح، والحوثيون وأعوانهم يمارسون أعمال النهب في المعسكرات، وتوزيع الموالين لهم على جميع الوزارات والمؤسسات العامة اليمنية، وتضييق الخناق على المدنيين فيها، وزاد الأمر سوءاً عام 2015م الذي شهد تضاؤل فرص حماية حقوق الإنسان، وانعدام الرقابة المجتمعية، وتضرر وسائل الإعلام ومضايقة الإعلاميين، وتقويض حرياتهم، وإغلاق القنوات والصحف، وحجب المواقع الإلكترونية التي تكشف اعتداءاتهم المتكررة.

إحصائيات

ووفقاً لإحصائية رصدتها لجنة حقوق الإنسان اليمنية، فقد بلغ إجمالي الانتهاكات التي ارتكبت في اليمن 184 ألفاً و551 انتهاكاً، توزعت في 17 مدينة ومحافظة، ومديرية، وبلغ عدد الجرحى 19 ألفاً و782 جريحاً، ومن تم احتجازهم خارج نطاق القانون 8 آلاف و881 شخصاً، في حين بلغ عدد المنشآت العامة التي تضرّرت من القصف الحوثي وعصابات صالح (2.780) منشأة، والخاصة (22 ألفاً و915) منشأة.

وأكدت اللجنة في تقريرها الذي يتكون من 90 صفحة ستعرض على مجلس حقوق الإنسان الدولي خلال الأسبوعين المقبلين أن الحوثيين حاولوا إسكات الصوت اليمني النزيه، فقاموا بإغلاق (9) قنوات فضائية، و(38) صحيفة، وحجب ما يزيد على (86) موقعاً إلكترونياً، وقمع (98) وقفة احتجاجية، وإغلاق (18) منظمة حقوقية، وإيقاف (8) إذاعات مسموعة؛ بغية التغطية على ممارساتهم الإجرامية اليومية بحق المدنيين.

خيوط إيرانية

والعمليات الإجرامية التي يرتكبها الحوثيون وأعوانهم في اليمن ليست بمعزل عن طبيعة تصرفات النظام الإيراني الذي يدعم حركتها الانقلابية، كما دعم العديد من المنظمات الإرهابية في المنطقة حتى قاد بلدانها إلى الهلاك، ولا أدل على ذلك من سوريا التي سقى الصفيون أهلها من نفس البئر التي سقوا منها الحوثيين ليدمروا أرضهم وشعبهم بأيديهم.

ويؤكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية في الجمهورية اليمنية عبدالملك المخلافي في حديثه لـ"واس" أن الانقلابيين الحوثيين ومن يناصرهم يتحملون مسؤولية تدمير الوضع الإنساني في اليمن، مبيناً أن إيران طرف في هذا العمل الإجرامي.

وبين أنه طرح موضوع تدهور الأوضاع في اليمن بما في ذلك أعمال الإغاثة خلال مفاوضات جنيف التي عقدت برعاية الأمم المتحدة، وفي أروقة المنظمات الدولية، وعلى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد توضيح ما يرتكبه الحوثيون وأعوانهم من جرائم خارقة للمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان.

حصار محكم

وقال المخلافي: إن الحوثيين يعيقون وصول عمليات الإغاثة إلى المناطق المحاصرة في اليمن، وينهبون القوافل ويوجهون أغراضها لأنصارهم، فضلاً عن منع تدفق السلع الغذائية واستخدامها بطريقة فاسدة من خلال بيعها في السوق السوداء، ونيل ريعها لهم.

زد على ذلك، فقد أفادت أستاذة كلية التربية في جامعة عدن الدكتورة ياسمين صالح القاضي بأنه خلال حصار الحوثيين الانقلابيين لمديرية المعلا اليمنية التابعة لمحافظة عدن الذي استمر 60 يوماً، واجه أهالي المعلا الأبرياء صعوبة بالغة في نقل جرحاهم ومصابيهم لتلقي العلاج؛ بسبب العدوان الحوثي المستمر، موضحة أن الانقلابيين ضيقوا الطرق على الفرق التطوعية التي عملت معهم لنقل الجرحى، فلم يبقَ لهم سوى طريق البحر الذي حمل العديد من المخاطر.

وأكدت الدكتورة القاضي أن الحوثيين واصلوا استفزاز الأهالي في اليمن من خلال إطلاق النار على الحملات الإنسانية التي تحاول الوصول إليهم دون مراعاة لوضعهم الإنساني الأليم الذي يمرون به، بل واعتدوا على الكثير من المصابين في المستشفيات، ورفضوا إجراء العمليات الجراحية للبعض منهم دون وجه حق.

إعدام «الصحة»

وبالنسبة للوضع الصحي في المستشفيات اليمنية، فقد كان أشد وطأة من غيره؛ إذ أكد سالم لحول مدير مكتب وزير الصحة اليمني أن الخدمات الطبية في اليمن شبه مُعدمة، خاصة في المناطق التي تعرضت للقصف الحوثي وجماعات صالح وتحديداً في: عدن، وتعز، ومأرب، والجوف، وشبوة، وصنعاء، ناهيك عن تصرفات الاستبداد الحوثي في المستشفيات العسكرية في صنعاء التي سيطر عليها.

وبين أن الحوثيين سيطروا على بعض قوافل الإغاثة مثل قافلة منظمة الصحة العالمية التي باعوا محتوياتها في السوق السوداء؛ من أجل الحصول على العتاد العسكري بغية إكمال مسلسلهم الإجرامي.

ولفت النظر إلى أنه تم نقل 2700 مصاب من العدوان الحوثي إلى منفذ الوديعة لتلقي العلاج في المملكة عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بينما مصابو محافظتي "تعز"، و"البيضاء" لا يزالون يعانون من صعوبة نقل جرحاهم.

وقال سالم لحول: إن الحوثيين لا يزالون يمنعون الأطباء من العمل في مستشفيات المناطق التي يسيطرون عليها خاصة في تعز، وزاد الأمر سوءاً بسبب ارتفاع عدد المصابين الذين لم يجدوا العلاج المخفّف لوضعهم الصحي المتدهور، واعتقلوا العديد منهم دون أي رحمة لحالتهم الصحية، موضحاً أن 4500 يمني يحتاجون الآن إلى نقلهم خارج اليمن خاصة من: تعز، ومأرب، والجوف؛ بغية تلقي العلاج، لكن الحوثيين وعصابات صالح يمنعون نقلهم، في حين أن من يتم نقله بالتهريب يلقى حتفه في الطريق.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook