الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

غرفة الرياض توصي بسنّ تشريعات تُلزِم الجهات الوقفية بالإفصاح المالي

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - الرياض:

كشفت دراسة بحثية حول واقع الأوقاف في المملكة إحصاءات ذات دلالة ومؤشرات عن مشكلات الأوقاف، وخلصت إلى عدد من التوصيات لمعالجة معوقات تطور القطاع.

اضافة اعلان

وتأتي هذه الدراسة فيما استكملت لجنة الأوقاف بالغرفة التجارية الصناعية في الرياض استعداداتها لتنظيم "الملتقى الثالث للأوقاف"، الذي يعقد في الرياض يومي  5 و6 جمادى الأول المقبل.

ويناقش الملتقى عبر خمسة محاور، و15 ورقة عمل، و4 ورش عمل، أنظمة الأوقاف، ومعوقات الاستثمار في القطاع، وتنميته وتطويره، والإشكالات الإدارية.

ويتوقع المتابعون لواقع قطاع الأوقاف، أن الدراسة التي أجرتها لجنة الأوقاف بغرفة الرياض ستحدث أصداء واسعة في أوساط المشاركين في الملتقى؛ كون نتائجها لامست نقاطاً مهمة وقضايا حساسة في شؤون قطاع الأوقاف.

وجاءت توصيات الدراسة شاملة ومباشرة حيث دعت إلى ضرورة العمل على إعداد تشريعات وتنظيمات مطمئنة للواقفين والجهات الوقفية تحفزها وتلزمها بالإفصاح المالي، وفصل الجوانب الإدارية للأوقاف عن الجوانب الرقابية ليبقى دور الوزارة والهيئة دوراً رقابياً على الأوقاف، دون التدخل في شأن الإدارة للأوقاف.

وبرزت من خلال الدراسة الحاجة إلى إيجاد تنظيمات وتشريعات تقضي بتكليف مدعي عام للأوقاف ترفع عن طريقه الدعاوى لدى الجهات القضائية، إلى جانب اشتراط لوائح الحوكمة في شرط الواقف وتشكيل مجلس للرقابة ومجلس للنظارة.

وتوزعت العينة المستهدفة بالدراسة البحثية على ثلاث مناطق إدارية (المنطقة الوسطى، المنطقة الغربية، المنطقة الشرقية)، وشملت تسع مدن رئيسية هي: الدمام، الخبر، الأحساء، الرياض، بريدة، عنيزة، جدة، مكة، المدينة المنورة.

ودارت أسئلة الاستبانة التي أعدتها لجنة الأوقاف بغرفة الرياض حول ستة محاور المحور الأول: المشاكل الخاصة بالجوانب المعرفية، المحور الثاني: المشاكل المختصة بالأنظمة التشريعات والجهات الحكومية والقضائية، المحور الثالث: المشاكل الخاصة بالجوانب الإدارية، المحور الرابع: المشاكل الخاصة بالواقفين وما يتعلق بهم، المحور الخامس: المشاكل الخاصة بالنظار وما يتعلق به، والمحور السادس والأخير اختص بمشكلات متفرقة.

وشارك بالإجابة عن أسئلة الاستبانة خمسة وثمانون مشاركاً ممن لهم علاقة بالوقف سواء كانوا واقفين أو مسؤولي مؤسسات وقفية، أو نظاراً أو غير ذلك، وقد تنوعت مؤهلاتهم وتخصصاتهم وأعمارهم.

وأكدت الدراسة أهمية العمل على نشر الوعي الشرعي بالوقف عن طريق الدورات الشرعية، والإعلام، وتفعيل دور وزارة الأوقاف والهيئة والجهات الأهلية المختصة بالوقف في هذا الجانب، وسن قوانين واضحة وصريحة ونشرها بما يزيل التخوف الحاصل من الإجراءات القانونية لدى بعض الواقفين، وتحديث الإجراءات والأنظمة القضائية للوقف بما يتناسب ويتواكب مع التطبيقات المعاصرة للوقف من شركات وأسهم ونحوها، ويخدم دورها الوقفي.

وأوصت الدراسة بوضع معايير واضحة ومنضبطة في اختيار إدارات الأوقاف يراعى فيها توفر الكفاءة الإدارية، وحثت على إبراز النماذج الناجحة للأوقاف التي تعتمد المعايير المحاسبية والتحليل المالي والمحاسبي باستخدام النسب والمعايير والمؤشرات، وتفعيل الحوكمة ومجالس الرقابة على الأوقاف، واعتماد محاسب قانوني لكل وقف على حدة.

ومن توصيات الدراسة البحثية وضع آلية رسمية أو أهلية أو خاصة لمتابعة عمل النظّار ومحاسبتهم على التقصير، وترويج ثقافة النظارة الجماعية التي تتولى فيها النظارة جهات قادرة على إدارة الوقف، بخلاف الأفراد، وتوعية النظار بأن النظارة تكليف وليست تشريفاً، وتحديد المدة الزمنية للدورات الإدارية للنظار، بحيث لا تتجاوز على سبيل المثال أربع سنوات أسوة بمجالس إدارة الشركات.

ولفتت الدراسة إلى أهمية سن وتشريع عقوبات رادعة للمعتدين على الأوقاف، فغاية ما في هذا الجانب هو اجتهادات تعزيرية ترجع لاجتهاد القضاة، وتفعيل دور الهيئة بحيث تسهم في الرفع بهذه التعديات إلى الجهات القضائية.

وكشفت الدراسة مؤشراً أكثر تأثيراً وهو ما ذهب إليه 84% ممن شملتهم الاستبانة: "من الأسباب الرئيسية لمشكلات الوقف الخارجية (خارج كيان الوقف) الأنظمة والقوانين".

وأوضح القائمون على الدراسة أن هذه النسبة العالية تجعل من هذه المشكلة إحدى أكبر مشاكل الوقف إن لم تكن أكبرها لا سيما مع قدم الأنظمة الوقفية وقصورها عن مواكبة العصر، والغموض والتداخل الذي يكتنف بعض موادها، والانطباع العام بعدم تحقيقها للمقاصد من الوقف.

ووافق 81.1% ممن شملتهم الاستبانة على أن سوء الإدارة له أثره في انخفاض عوائد الوقف. وفيما رأى معظم من شملهم البحث أن الوقف يعاني من مشكلتين إداريتين رئيسيتين: قلة الخبرة والكفاءة الإدارية لدى إدارات الأوقاف؛ مما أثر سلباً في العوائد الوقفية.

وتوصلت الدراسة إلى أن 54.1% من المبحوثين يعيدون مشكلات الوقف إلى عدم تعامل إدارات الأوقاف بأسلوب الإفصاح عن حساباتها وميزانياتها. وتشير الدراسة إلى أن من التطبيقات المعززة لهذا الرأي وجود بعض مظاهر الفساد المالي في بعض الأوقاف، لأسباب الفردية في النظارة، وعدم تحري بعض الواقفين في اختيارهم للنظار ومجالس النظارة، وعدم وجود تشريعات مطمئنة لإدارات الأوقاف تدفعها إلى الإفصاح عن حساباتها وميزانياتها.. وامتداداً لهذا المشروع قال 48.2% ممن شملتهم الاستبانة: إن من مشكلات الوقف عدم التعاقب الدوري للنظار مما يضعف دور الأوقاف.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook