الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

لا تُجبر أباك على الدواء!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

اشتكى إليّ رجل في الخمسين من عمره رفضَ والده لدواء الضغط!! فذلك الوالد يرفض مراجعة الطبيب ويأخذ الدواء أحياناً ويتركه أخرى وهو بكامل قواه العقلية... لكنه لا يؤمن كثيراً بالطب الحديث ولا للعلاجات الكيمائية، وهو يعتقد بدون أدنى شك أن الأدوية سموم كيميائية ضررها أكثر من نفعها!!

اضافة اعلان

ويؤيده في ذلك زملاء عمره من كبار السن بالإضافة إلى ضعف مستوى تعليمه الثقافي... والحقيقة التي لا مراء فيها التي يجب أن يعلمها الأخ الشاكي... أنك لا تهدي من أحببت!!!

فما دام أن المريض ما زال يحتفظ بعقله ويعرف ما يضره وينفعه ولم تُرفع عنه الأهلية الشرعية بل ويعرف المضاعفات المحتملة إذا لم يأخذ الدواء ويستطيع أن يأخذ بيده القرار المناسب فلا يمكن بأي حل من الأحوال سحب هذا الحق منه إلا أن يكون ذلك الضرر متعدياً إلى الآخرين في المجتمع عندئذ تكون مصلحة المجتمع مقدمة على مصلحة الفرد.... وهذا من أخلاقيات الطب المعروفة والمعتبرة دولياً ولا يمنع ذلك بتاتاً من استمرار النصح وتقديم ما يمكن من العلاجات والرعاية الطبية وطلب الإسعاف له إذا تدهورت حالته.... تماماً كما يستطيع رفض تلقي العلاج في المستشفيات ويوقع على نموذج رفض النصيحة الطبية قبل خروجه من المستشفى... فقد ورد في الفقرة السابعة من وثيقة حقوق ومسؤوليات المرضى في وزارة الصحة السعودية (فللمريض وذويه الحق في تعريف المريض أو الوصي القانوني عليه بإمكانية رفض كل العلاج المقرر أو جزء منه مع التزام المنشأة بهذا الحق بما لا يتنافى مع الأنظمة والقوانين المتبعة وإبلاغهم عن النتائج المتوقعة من قرار الرفض مع ضرورة توقيعهم على نموذج الإقرار الخاص بالإجراء المقرر).

والأهم من ذلك كله أن يبحث الأبناء والطبيب والإدارة الطبية: سبب رفض المريض للعلاج؟ فلا بد أن هناك سببا معيناً جعل كبير السن يتخذ هذا القرار... وإذا وجد السبب تم التعامل معه حسب ما يقتضي الأمر.... ومن النقاط المهمة أيضاً أن رفض المريض لطريقة أو نوع معين من العلاج لا يعني أن يتركه الأطباء بدون رعاية لكن تقدم جميع أنواع الرعاية الأخرى له حتى تتحسن حالته.... مع معرفة أن نسبة دخولهم المستشفى مرة أخرى عالية وكذلك نسبة حصول المضعفات القلبية والدماغية في هؤلاء الفئة من المرضى.

 أدام الله عليكم لباس الصحة والعافية

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook