الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

مسارات المملكة في الرد على التدخل العسكري الروسي بسوريا

saudi-arabia-mohammad-bin-salman-and-vladimir-putin-meet-AFP-640x480
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - ترجمة:

لم تُغلق المملكة باب النقاش والتفاوض مع روسيا بعد التدخل العسكري الذي استهدف فصائل معتدلة بالمعارضة السورية، ولكن عملت المملكة على اتباع مسارات سياسية واقتصادية وعسكرية للرد على روسيا؛ بما يضمن عدم الدخول في مواجهة مع موسكو وفي نفس الوقت تحقيق أهداف المملكة عبر الإطاحة ببشار الأسد، والخروج بأكبر مكاسب وأقل خسائر ممكنة.

اضافة اعلان

المسار السياسي

وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية: إن دول الخليج في نزاع مع واشنطن وموسكو بشأن سوريا.

وسألت الصحيفة مسؤولاً خليجياً خلال اجتماع لمناقشة التدخل العسكري الروسي في سوريا، عما إذا كان يأمل في التحالف مع روسيا بدلاً من الولايات المتحدة، فوافق مبتسما، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقف مع أصدقائه ويشن حربا لصالحهم أكثر مما يفعل الأمريكيون.

وتحدث المسؤول الخليجي عن عدم أسفه على العلاقة مع الولايات المتحدة المستمرة منذ عقود والتي ستبقى على الرغم من اختلاف وجهات النظر بشأن سوريا، مضيفاً أنه في ظل العلاقة مع الولايات المتحدة يجب أن نكون صبورين.

وذكرت الصحيفة أن البيت الأبيض رفض باستمرار طلبات حكومات الخليج من أجل التدخل العسكري بشكل أقوى في سوريا، في حين أن روسيا ألقت بثقلها العسكري خلف نظام بشار الأسد.

وتحدثت عن أن التقدم الذي أحرزه الثوار المدعومون من دول الخليج مؤخراً أصبح مهدداً بعد انضمام روسيا إلى جانب إيران في القتال لصالح "الأسد".

وكشفت أن السعودية ردت على حملة القصف الجوي الروسي بإرسال المزيد من الصواريخ المضادة للدبابات لصالح الثوار، كما أن قادة الخليج ما زالوا يصرون على أن السلام في سوريا لن يتحقق إلا برحيل الأسد، على الرغم من أن توقيت رحيله يمكن أن يكون محل تفاوض.

وأشارت الصحيفة إلى أن دول الخليج ما زالت في شراكة وتواصل مع روسيا وهو ما ظهر في اللقاء الذي جمع ولي ولي العهد السعودي وولي عهد أبو ظبي مؤخراً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضافت أنه لا توجد إشارات عن حدوث تقدم في المناقشات، فالخلافات يبدو أنها ما زالت قائمة، لكن النقاش الخليجي الروسي دل على تردد حكومات الخليج في التخلي عن العلاقة مع روسيا التي يستثمرون فيها سياسيا واقتصادياً، في ظل سياسة تنويع علاقاتهم الدولية.

وأشارت إلى أن دول الخليج تنظر إلى التدخل الروسي في سوريا على أنه قد يمثل قوة موازية للنفوذ الإيراني على المدى البعيد، على الرغم من كونه مدمرا وضد مصالحهم على المدى القريب، فقوى الخليج السنية تعتبر أن شيعة إيران وطموحاتهم في العالم العربي ما زالت هي القضية المقلقة.

وأكدت أن الخليج ليس أمامه سوى القليل ليقوم به في سبيل إيقاف "بوتين"، ونقلت عن المسؤول الخليجي أن دول مجلس التعاون الخليجي لا يمكن أن توضع في مسار تصادمي مع روسيا.

وتحدث الصحيفة أن الاتجاه السائد في الخليج مثله مثل واشنطن حيث يتوقعون أن موسكو ستقع في مستنقع بسوريا وستأسف على لك، كما أن التدخل الروسي سيؤدي إلى تشدد المزيد من السوريين ويجلب المزيد من الجهاديين.

ونقلت عن مسؤولين أن "بوتين" سيدرك في النهاية أن قتال مسلحي "داعش" من الجو غير فعال وسيضطر للدخول في حرب برية تقود إلى خسائر كبيرة وإحراج كبير له.

وتوقع المسؤول الخليجي أن روسيا سيكون عليها أن تسعى لوساطة الخليج، وسيكون عليها أن تتفاوض مع "طالبان" جديدة في سوريا، في إشارة إلى حركة طالبان الأفغانية.

المسار الاقتصادي

واعتبر الخبير الأوكراني "تاراس زاهورودني" أن المملكة العربية السعودية بدأت تنتقم من روسيا بسبب قصفها للسنة، وذلك في منشور نشره على حسابه في "فيسبوك".

ووفقاً لموقع "زيك" الأوكراني فإن "تاراس" أشار إلى أن السعودية شنت هجوماً على النفط الروسي في الأسواق العالمية.

وأضاف أن الأخبار التي تحدثت عن أن السعودية بدأت تزود بولندا بالنفط ينبغي ألا تفاجئ أي شخص مؤيد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تجاهل تحذيرات المملكة عندما بدأ قصف السنة.

وذكر أن السعودية الآن تضغط على النفط الروسي في الأسواق العالمية، من خلال نفطها منخفض التكلفة والذي يكلفها فقط 8 دولارات للبرميل بينما يكلف روسيا ما بين 30 إلى 35 دولاراً للبرميل.

المسار العسكري

وأكد قادة عسكريون في صفوف ثوار سوريا خلال تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على أنه ومنذ بدء روسيا هجماتها الجوية دعماً لحكومة بشار الأسد، تلقوا للمرة الأولى كمية كبيرة من الصواريخ الأمريكية المضادة للدبابات.

وأشارت الصحيفة إلى أنه ومع تعزيز القوة النارية للثوار، بالتزامن مع زيادة الهجمات الجوية الروسية ضد معارضي حكومة "الأسد"، فإن الصراع السوري يقترب من أن يصبح حرباً بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا.

وتحدثت عن أن زيادة مستويات الدعم رفعت معنويات طرفي الصراع ووسعت أهداف الحرب وجعلت التسوية السياسة غير مرجحة بشكل أكبر.

وذكرت الصحيفة أن صواريخ (TOW) الأمريكية المضادة للدبابات بدأت في الوصول إلى المنطقة عام 2013م عبر برنامج سري تديره الولايات المتحدة والسعودية وحلفاء آخرون، لمساعدة المجموعات الثورية التي تم فحصها بعناية من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي أيه" في قتال الحكومة السورية.

وأكدت الصحيفة أن الأسلحة سلمت إلى ساحة المعركة من خلال حلفاء واشنطن، لكن الولايات المتحدة هي التي توافق على وجهتها، مما يعني أن الإمدادات الجديدة إلى ساحة المعركة في سوريا تمت بموافقة أمريكية بالتزامن مع دعم سلاح الجو الروسي لبشار الأسد.

ونقلت عن "أحمد آل سعود" أحد قادة الثوار أننا حصلنا على ما طلبناه في وقت قصير جدا، مضيفاً أن الفرقة "13" التي ينتمي إليها دمرت في يومين 7 مركبات مدرعة بسبع صواريخ مضادة للدروع.

ورصدت الصحيفة ما يقل عن 34 فيديو في 5 أيام من ساحات المعارك في حماة وإدلب يظهر تدمير مركبات روسية الصنع بصواريخ أمريكية.

ونقلت عن أحد قادة الثوار في حماة أن الثوار حصلوا على تفويض كامل بالحصول على ما يحتاجون إليه من إمدادات.

واعتبر أن التدخل الروسي يعد هجوماً على دول "أصدقاء سوريا" وهي مجموعة من الدول تضم 13 دولة بينهم الولايات المتحدة دعوا لرحيل الأسد بعد حملته ضد الاحتجاجات السياسية في 2011م.

وأكد أحد قادة الثوار أن السعودية أرسلت صواريخ مضادة للدبابات أكثر بكثير عما تحدثت عنه تقارير إعلامية أشارت إلى إرسال المملكة 500 صاروخ مضاد للدبابات إلى سوريا، وأضافت الصحيفة أن المملكة طلبت 13 ألف صاروخ من هذا النوع من الشركات الأمريكية في 2013م.

وكشف أحد قادة الثوار عن طلبهم منذ أكثر من 10 أيام الحصول على صواريخ مضادة للطائرات، لكنهم يعرفون جيداً صعوبة هذا الطلب.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook