السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

عذراً.. فنحن مَن هيّأ أبناءنا لداعش

050pen
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
لن يكون حديثي عن داعش أو الدولة الإسلامية كما يسمون أنفسهم والإسلام من أفعالهم براء، وقد تحدث عنهم العلماءُ والدعاة وبينوا خطرهم وانحراف فكرهم، ولكن سيدور حديثي حول أحد اﻷسباب الرئيسة من وجهة نظري والتي ساهمت في انضمام أبنائنا لهذا التنظيم الغادر. وحتى لا يطول الحديث وسعياً للاختصار ولتصل الفكرة بصورة مختصرة وتصل الرسالة لمن يهمه الأمر من الآباء واﻷمهات لتدارك ما يمكن تداركه قبل استفحال اﻷمر وانتشاره بشكل أوسع... سيكون مقالي عن دور الأسرة في تسهيل التشويش على أفكار الشباب سواء من انضم منهم لداعش أو من لا يزال خارج التنظيم ولكن سيسهل التشويش عليه، ولاشك أن اﻷُسرة هي اللبنة الأولى لرعاية أفراد المجتمع ومن خلالها ينطلق الفرد نحو مجتمعه وأمته سلباً أو إيجاباً. ويا للأسف...فما نراه من تفريط اﻷسر في تربية أبنائها التربية الصحيحة والسليمة ليجعل الحليم يحتار من هذه اللامبالاة المفرطة والتي تجاوزت الحد المعقول، وكأنَّ اﻷسرة فقط دورها يتمثل في توفير الطعام والشراب لأفرادها مع تركهم حيارى وسط مجموعة كبيرة من وسائل الشهوات والشبهات التي توفرها نفس اﻷسرة لهم بدعوى عدم التشدد التي أسفرت عن الكثير من الانحرافات الخطيرة سواء في أفكارهم أو سلوكياتهم فقولوا لي بربكم... كيف سيكون حال وفكر الشباب وهم: يعيشون منذ صغرهم على ألعاب البلايستيشن بل ويتعلمون من خلال اللعبة كيف يدخل المسجد ويقتل المصلين ويدوس على المصاحف ليحقق بعدها الفوز ويكون بطلاً، وقد رأيت بعيني في الجامع المجاور لبيتي أحد اﻷطفال الذين لم يلتحقوا بالمدرسة وهو يدخل للمسجد بعد اﻷذان ويتخفى خلف أعمدة الجامع ويمثل قتل المصلين وينتقل بسرعة من مكان لآخر ويؤشر على المصلين تارة وعلى المصاحف تارة أخرى مطبقاً ما أراده الخبثاءُ لفكره وبأموال والده؟ كيف سيكون حال وفكر الشباب وهم: يشاهدون من خلال القنوات الهدامة المتوفرة بمنازلنا السخرية والاستهزاء بالعلماء والدعاة من خلال مسلسلات ممنهجة ومدروسة للتشويش عليهم وتشكيكهم في علماء الأمة، بل وللأسف يتبادل اﻷب مع أبنائه الضحكات إعجاباً بهذه السخرية الممقوتة، فقولوا لي بربكم ماذا سيترسخ في أذهانهم وكيف سيسمعون لعلمائهم في المستقبل؟! كيف سيكون حال وفكر الشباب وهم: يعيشون السنوات تلو السنوات ولم يحضروا درساً مع أسرتهم لعالم من العلماء ولا محاضرة لداعية خير في مسجد؟ كيف سيكون حال وفكر الشباب وهم: لم يجتمعوا مع أسرتهم على كتاب يقرؤونه سويًّا في التفسير أو الحديث أو الفقه أو غيرها من العلوم الشرعية المهمة والتي لا غِنى للأسرة المسلمة عنها ليقرؤوا رأي العلماء وشروحاتهم...بل وللأسف فالكثير من الشباب لا يعرفون عن العلماء إلا أسماءهم فقط؟ كيف سيكون حال وفكر الشباب وهم: يعيشون حياتهم بلا هَمّ للأمة ولا ﻷحوالها وما تمر به... بل إن دماء المسلمين تتناثر في كل مكان وتجد الأب يناقش أبناءه عن مباراة أوروبية أو محلية بدعوى مراعاة مشاعر الشباب والتمشي مع رغباتهم وميولهم دون أدنى نقاش حول ما تمر به الأمة وما يجب علينا تجاههم، فكان الآباء سبباً رئيساً في تمييع قضايا اﻷمة في أذهان أبنائهم من خلال ما وفروه من قنوات وما تزخر به مجالسهم من نقاشات؟ كيف سيكون حال وفكر الشباب وهم: لا يحضرون صلاة الفجر جماعة في المساجد ولا يأتون الصلاة إلا متأخرين ويؤدونها بسرعة فلا يقيمون فيها الركوع ولا السجود، ويكتفي الآباء واﻷمهات بإلقاء اللوم على المدرسة وكأنهم بريئون مما يرونه من تفريط لصلوات أبنائهم؟ كيف سيكون حال وفكر الشباب وهم: يتنقلون في مواقع النت طوال اليوم دون رقابة أو توجيه أو تقنين لعدد ساعات استخدامه ويتابعون من الصغر ألعاب القتل والسرقة ولقد وقفت بنفسي على طفل في الصف اﻷول الابتدائي وهو يمارس أنواع العنف الشديد مع زملائه وبشكل مستمر وعند الجلوس معه أخبرنا أنه يتابع أنواع القتال باستمرار عن طريق محرك البحث جوجل؟ كيف سيكون حال وفكر الشباب وهم: لم يزوروا عالماً في حياتهم ويجالسوه ويسألوه حول ما أُشكل عليهم من مسائل ولا يستمعوا له في إذاعة القرآن أو من خلال الصوتيات المتوفرة، بل من الصعوبة أن تجد أباً يصطحب أبناءه لزيارة العلماء والاستئناس بحديثهم؟ كيف سيكون حال وفكر الشباب وهم: يسمعون من الآباء التضجر من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، بل بعضهم يتضجر من إمام المسجد الذي بجواره ويصفه بالتشدد بمجرد طول صلاته وبفارق لا يتجاوز الثلاث دقائق عن المساجد المجاورة فيغرس في قلب ابنه نفوراً من الصالحين قد لا يظهر في حينه ولكنه يترسخ حتى يصبح سلوكاً معادياً؟ كيف سيكون حال وفكر الشباب وآباؤهم يضعون على جدران منازلهم صناديق الاشتراك لبعض الصحف التي تشن حرباً يومية على العلماء وتسعى لتشويه سمعتهم عند العامة وتشكك في ثوابت العقيدة وتنشر الرذيلة فيقرأها الشبابُ والفتيات فيتأثرون بما يرد فيها من طرح للشبهات وإثارة للشهوات وحرب على العلماء؟ فعذراً أيها الآباء واﻷمهات فلعلنا شاركنا في تسهيل التشويش على أفكار أبنائنا بتقصيرنا وبتوفير أسباب الشهوات والشبهات في منازلنا وعلينا أن نعيد الحسابات حول ما تحويه بيوتنا لنحمي أبناءنا ونبرأ أمام ربنا من أي تقصير أو تفريط. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ). تأملوا بيوتكم وساهموا في بناء أمتكم بالحفاظ على أُسَركم من المحرمات ومن وسائل الشهوات والشبهات. أسأل الله أن يوفق الجميع لما يُحبه ويرضاه.   اضافة اعلان

سلطان سعد الحسنية

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook