الجمعة، 17 شوال 1445 ، 26 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

حتى يندمل الجرح!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

كم يقض المضجع ويدمي الفؤاد أن تستيقظ بلادنا المباركة بلاد التوحيد والحرمين على أعمال التكفير والتفجير وإزهاق الأنفس المعصومة، والأشد إيلاماً أن يكون ذلك الفعل على يد أبنائها ومواطنيها، ومنتهى الألم أن يكون هؤلاء من بعض صغار السن والفتية الذين كنا نؤمل فيهم أن يكونوا حماة الدين والعقيدة وبناة الوطن وحصنه المنيع؛ فإذا بهم قد غدوا خنجراً مسموماً في نحره!

اضافة اعلان

إن الخطب جلل والأمر عظيم يوم أن يصبح التكفير مذهباً والقتل قربة، والتفجير بطولة!

كيف تاهت بشبابنا السبيل فتلقفهم العدو المبين، ومسخهم شياطين تدمر باسم الدين والإسلام، حتى صاروا من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، فكانوا من الأخسرين أعمالاً في الدنيا والآخرة.

أين الخلل الذي استغله العدو اللئيم لينفذ من خلاله لعقول هؤلاء النشء؟

وكيف يمكننا إنقاذ الذين تكاد تزل بهم القدم في هاوية الخروج والمروق من الإسلام مروق السهم من الرمية؟

إننا اليوم أمام كارثة تربوية عظيمة تستلزم من المربين أن يكونوا على قدر المسؤولية وحجم الحدث، ومن المتحتم على جميع الجهات التربوية الرسمية والخيرية التكاتف في سبيل التوعية الشرعية للناشئة، وتعليم العقيدة الصحيحة لهم، ونقض شبهات أهل التكفير والتفجير بالعلم الشرعي المؤصل.

ينبغي أن يكون عملنا وفق خطط واضحة ومنظمة، وأن لا نكتفي بأن نكون ظاهرة صوتية تشجب وتستنكر وتحوقل وتحسبل وتنظم الشعر، وتصمم اللوحات والبطاقات ضد هذا الفكر المتطرف، وننسى أن وراء هذا الفكر دولاً ومخابرات وأساطين فكرية تعمل في خفاء وخبث ودهاء بينما نحن غافلون.

الذي نحتاجه هو العناية الشديدة بتعليم العقيدة وقواعدها وشرح ذلك وبسطه، مع فتح قنوات الحوار والنقاش الصريحة للشباب مع مختصين متمكنين في ذلك.

وللآباء والأمهات أقول كم نحتاج أن نحتوي أبناءنا ونقترب منهم ونصادقهم، ونهتم بتعليمهم العلم الشرعي الصحيح، ونوجههم للعلماء الراسخين الثقاة ليأخذوا عنهم دينهم، وأن نفطن إلى أن لا ندعهم فريسة الفراغ والمواقع المشبوهة بل نوجههم لاستثمار أوقاتهم في العمل المنتج سواء كان عملاً ربحياً أو كان من الأعمال التطوعية والخيرية النافعة التي تقام تحت الضوء وفي مظلة الدولة، وعدم تركهم لمن يستغل حداثة أسنانهم وقلة علمهم وحماسهم ليجعلهم قرابين ووقوداً لحربٍ قذرة ضد هذا الدين وأهله وضد هذه البلاد وأهلها.

اللهم إنا نستودعك عقول وقلوب أبنائنا وبناتنا ورجالنا ونسائنا، اللهم إنا نعوذ بك من شرور الخوارج، وندرأ بك في نحورهم ومن يدعمهم وينصرهم ويرضى عملهم، اللهم عليك بهم جميعاً فإنهم لا يعجزونك، واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين جميعاً بحفظك إنك قوي عزيز، وارحم شهداءنا وتقبلهم إنك غفور رحيم.

عفاف بنت عبدالعزيز الحقيل

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook