الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الصحة لحظة هداية

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

هل تساءلت مرة، ما الذي حدث لفلان فجعله ينتقل فجأة من فوضى التغذية إلى الغذاء الصحي؟ ومن الخمول إلى النشاط؟ ومن السمنة إلى الرشاقة؟

اضافة اعلان

إليكم بعض القصص:

  • سعاد: صورة التُقطت لي فغيرت حياتي...
  • رشدي: "فيلم 23 ساعة ونصف الذي يدعو إلى المشي نصف ساعة كان سبباً" ويضيف "ثلاثون دقيقة أنقذتني"
  • ماجد: همس أستاذي العزيز د. صالح الأنصاري في أذني "شوف لك حل"، وبعدها جاءت البدايات.
  • العم عبدالله: سمعتُ شريط "صحتك في المشي" للدكتور الأنصاري وكررتُ سماعه وكانت البداية.
  • وديع: خرجت من محل الملابس ساخطاً على وضعي لأني لم أجد مقاسي.. وبعدها...
  • حسان: وُلِد لي مولود جديد بعد فترة.... .. وُلِد وأنا في عز معاناتي من السمنة، فقلت؛ لمَ يُحْرَمُ طفلي الجديد مما استمتع به إخوته من قبله؟ وهل ستعيقني السمنة عن أن أحمله وأمشي أو عن أن ألعب وأجري معه كما فعلت مع إخوته؟ فكانت شرارة البداية.
  • زينــا: ريتويتلتغريــدة عن المشــي "ابــدأ بما تستطيع، توقف إذا تعبــت، عـد غداً" حولتنــي من مُحِبـة للتسوّق إلى مُحِبة للمشي.
  • يوسف: همس لي رجل غريب لا أعرفه كان يجلس بجواري في المقهى "ما فكرت تخفف وزنك" فكانت البداية.
  • ريم: زرت طبيب عظام، فلم يتعمق كثيراً في مشكلة العظام، بل سألني "معقولة واحدة عمرها 19 سنة وزنها 116 كجم" ثم وجهني.. وكانت البداية.

 القصص التي تصف أسباب البداية في طريق الرشاقة واللياقة كثيرة، لكن ما قد يجمع بين هذه القصص هو كون الصحة "لحظة هداية"، لحظة كان بالإمكان أن تمر مرور الكرام دون أن تغير شيئاً، لكنها أشعلت فتيل الحماس والإصرار بالتوجه نحو نمط معيشي صحي. وهي قصص تشبه الكثير من لحظات الهداية الأخرى بما فيها من عفوية وبساطة، إلا أنها صنعت فرقاً هائلاً.

ولو تأملنا تفاصيل هذه القصص لعرفنا كيف تأتي هذه الهداية، ولوجدنا أهم عناصر التوفيق، ولتعلمنا منها أهم عناصر النجاح في تحسين الوعي الصحي بشكل مؤثر في صحة الفرد والمجتمع، ومن هذه العناصر ما يلي:

  • سبب هيأه الله تعالى وفتح به من عنده.
  • شخص أو جهة تحمل صفة الإلهام والإيمان بفكرة تفيد الناس، يطرح الله فيها البركة.
  • استعداد داخلي صادق كان ينتظر التحريك.
  • بيئة محفزة أسهمت في استمرار الهداية وشحذ الهمة من حين لآخر.
  • أدوات ووســائل للتوعيــة والتعليــم والتفاعـل تجيب على التساؤلات، وتســدد المسـيرة منطلقة من علم وتجربة.

 ولأننا لا نعرف متى تأتي هذه اللحظة ولا من قد يوفق لها ولا من يتلقى لحظة الإلهام هذه بنفس راغبة في التغيير، ولأن الجميع يستحقون حياة ملؤها النشاط واليقظة والوعي والرشاقة واللياقة والصحة الجيدة، فعلى الجميع ممن فرطوا في صحتهم فيما مضى أن يتنبهوا، ويتأهبوا للحظة الهداية وستأتي تلك اللحظة بإذن الله تعالى.

 إن هذا التغيير الطوعي أفضل بكثير مما يحدث لأناس تأخرت لحظة إلهامهم وتباطؤوا في إحداث التغيير إلى أن وقعت "الكارثة" ثم استفاقوا متأخرين. فكثيرون تركوا التدخين (في يوم وليلة) بعد سنوات طويلة، ولكن بعد أن أُصيبوا بجلطة في الدماغ أو القلب، أو بعد أن تسببت مضاعفات التدخين في بتر أحد الأطراف. أو.... أو.... وهذا للأسف وقت متأخر جداً.

 نقول ذلك لأن هناك الكثير من "عصاة الصحة" الذين يعرفون أن سلوكهم الحالي يؤدي إلى نهايات تشبه ما يحدث لمن حولهم في ظل انتشار الأمراض المزمنة ومضاعفاتها الخطيرة على الصحة. وهذه الفئات ليست مرتبطة بمستوى ثقافة الإنسان أو تدينه أو حتى تخصصه من داخل أو خارج الوسط الطبي.

أما نظامنا الصحي الذي يستفيد من كل "لحظة هداية" وتغيير إيجابي في السلوك الصحي للأفراد والمجتمعات بتقليص النفقات وتخفيف المعاناة والحد من الفقد والآلام قبل حدوثها، فعليه أن يتساءل:

  • ما حجم وفعالية ما نقدمه من جهود للتوعية الصحية وتعزيز الصحة؟
  • لماذا لا تُفلحُ جهود التوعية الصحية في تغيير الأنماط الصحية المنتشرة نحو الأمثل؟
  • هل هو فشل في مهارات التواصل الشخصي لدى العاملين في المجال الصحي؟
  • أم الفشل في إيجاد المحتوى الملائم في التواصل الاجتماعي؟
  • أم هو سوء اختيار الوسائل الأنسب؟
  • أم في تحديد السياسات الصحية الأقدر على تحسين السلوك الصحي؟
  • أم هو فشلنا في أحداث التغيير المطلوب في البيئة المحيطة بالإنسان بما يغير توجهاته وسلوكه نحو صحة أفضل؟

 ولا ينبغي أن ينتظر القائمون على الشأن الصحي لحظة الهداية هذه أن تحل على المجتمع في يوم وليلة، بل عليهم أن يبذلوا الجهــد ويتابعوا باهتمام التجارب والخبــرات العالميــة الناجحة في تحسين الوعي وتعزيـــز السلوك والنمط المعيشــي الصحــي، فمن مصلحة الصحــة في بلادنا أن نأخــذ بحُجَزِ الناس من الإهمــال والتفريــط إلى الوعــي والأخــذ بالأسباب، لا أن نكتفــي بانتظـــارهم على أبــواب العيـــادات الخارجيـــة أو غرف الطوارئ، فليس أمامنا خيار في الاهتمام بالوقاية والتوعية.

 أما إذا استمررنا في تهميش التوعية الصحية والطب الوقائي، وواصلنا تقديم ما نقدمه بنفس الطريقة منتظرين نتائج مختلفة، فلابد أن نظامنا الصحي بحاجة إلى "لحظة هداية".

ودمتم سالمين

د. صالح بن سعد الأنصاري

@SalihAlansari

المؤسس والمدير العام التنفيذي

لمركز تعزيز الصحة @SaudiHPC

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook