الثلاثاء، 09 رمضان 1445 ، 19 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أقلع عن التدخين بالمشي

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

للتدخين آثار مدمرة على الصحة بكل أبعادها، وعادة ما يكون الإقلاع عنه صعباً. إلا أن النشاط البدني، وممارسة رياضة المشي تحديداً، يجعل الإقلاع أسهل، واحتمال الانتكاس مرة أخرى أقل.

اضافة اعلان

ويذهب المتخصصون في هذا المجال إلى أن ممارسة الرياضة جزء لا يمكن الاستغناء عنه في أي برنامج للإقلاع عن التدخين. وقد أثبتت دراسة أجريت في تايوان للمقارنة بين محاولات الإقلاع عن التدخين، أن إضافة 15 دقيقة من المشي رفعت معدل النجاح في الإقلاع بنسبة 55%، كما أن نسبة الانتكاس والعودة للتدخين قلت بنسبة 43%. بل يضاف إلى ذلك أنه حتى المدخنون النشطون كانوا في حالة صحية أفضل.

وقد أظهرت عدة دراسات أن أثر المشي المنتظم يوازي أثر "لاصقة النيكوتين" في المساعدة على الإقلاع عن التدخين. يقول أدريان تايلور، بروفسيور الصحة النفسية والنشاط البدني: "لو وجدنا نفس الأثر الذي يحدثه النشاط البدني في المساعدة على الإقلاع عن التدخين، وأمكن استخلاصه كمستحضر دوائي لكان استثماراً مالياً وصناعة مربحة لمساعدة المدخنين على الإقلاع".

أما كيف يساعد المشي في الإقلاع عن التدخين، فقد وجد أن المشي يؤدي إلى إفراز هرمون الدوبامين الذي يقوم بـ "إقفال" (Blocking) المستقبلات العصبية الكيميائية للنيكوتين محدثاً نفس آثاره التي يفتقدها المدخن، مما يقلل أعراض الاعتماد والإدمان. كما أن المشي المنتظم والرياضة تحسن أداء مختلف أنسجة الجسم، وتساعد على التخلص من النيكوتين وغيره من سموم التدخين، كما تحسن الدورة الدموية والجهاز التنفسي وتحسن تركيز الأكسجين في الدم ومختلف أنسجة الجسم.

ومن المعروف أن من أصعب ما يعيق المدخن عند محاولة الإقلاع أن ترك التدخين يحدث "فراغاً" نفسياً واجتماعياً، واحتياجاً بسبب الإدمان الكيميائي على النيكوتين، والنشاط البدني والمشي المنتظم "يملأ" هذا الفراغ ويصرف المدخن عن "الحاجة" إلى التدخين.

والمشي بانتظام يخفض التوتر والقلق والضغوط النفسية، ويخفف الأعراض الانسحابية لترك التدخين، ويحسن المزاج، إضافة إلى قدرته على صرف التركيز إلى أمور أخرى. كما أن البدء ببرنامج لتحسين اللياقة والصحة ويعطي الإنسان الشعور بتحوله إلى شخص يمارس حياة جديدة وصحية. ويضاف إلى ذلك أن النشاط البدني والمشي المنتظم يقاوم زيادة الوزن التي قد تصحب الإقلاع عن التدخين.

أما لماذا المشي تحديداً، فهو الأنسب مهما تدنت مستوى لياقة المدخن، أو زاد وزنه ومهما كانت حالته الصحية. والمشي تحديداً نشاط مصحوب بالكثير من هدوء الأعصاب والاسترخاء، ويتيح التأمل والتفكير، بخلاف ما يحدث في بقية الرياضات. يضاف لذلك ٢٦ سبباً لاختيار المشي من بين الرياضات أوردتها في مقال سابق.

وينصح بالبدء في ممارسة رياضة المشي قبل البدء في الإقلاع عن التدخين بثلاثة إلى ستة أسابيع؛ وذلك لأن إدخال تغيير واحد على الأنماط والعادات أسهل من إدخال تغييرات كثيرة في آن واحد. كما أن البدء بممارسة المشي، يضيف قدراً من هدوء الأعصاب والاسترخاء وتحسين المزاج في مرحلة تحضيرية؛ مما يحسن من فرص الإقلاع عن التدخين. كما أن إضافة معينات أخرى على الإقلاع كاستخدام العلكة أو لاصقة النيكوتين أو الأدوية التي تؤخذ بالفم سيؤدي لنتائج أفضل.

ولتحسين فرصة الانتظام في المشي ينصح بالبدء بحيث يبدأ المدخن بما يستطيع من حيث المدة والشدة والمسافة، ثم يزيد بالتدريج، مع الحرص على رفع اللياقة، واكتساب عادة المشي المنتظم تدرجياً، وصولاً إلى مستويات عالية خلال 3 - 4 أشهر.

يضاف إلى ذلك اتباع النصائح الأخرى المساعدة في الإقلاع عن التدخين، مثل تناول الغذاء الصحي والإكثار من شرب الماء، واستخدام السواك، والعلك، وإشغال النفس بهوايات واهتمامات مفيدة. ويمكن أيضاً البدء بالمشي بصحبة صديق وإدخال حوافز جديدة لكل مرحلة أو إنجاز. كما يضاف أن المشي في الهواء الطلق يعطي نتائج أفضل في الإقلاع مقارنة بممارسة الرياضة في الأماكن المغلقة.

من المسلّم به أن الإقلاع عن التدخين صعب، إلا أنه ليس مستحيلاً. وإضافة رياضة المشي لها العديد من الخصوصيات، وتجربة يمكن أن يخوضها المدخن، ليقلع عن التدخين ويروي قصة نجاح ملهمة للآخرين.

ودمتم سالمين.

د. صالح بن سعد الأنصاري

@SalihAlansari

المؤسس والمدير العام التنفيذي

لمركز تعزيز الصحة @SaudiHPC

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook