الثلاثاء، 14 شوال 1445 ، 23 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

السنة النبوية عند عدنان ابراهيم

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

بسم الله الرحمن الرحيم

استمعت إلى مقطع للمدعو عدنان إبراهيم وهو يتحدث عن القرآن وبالتحديد عن الصلوات، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- استنبط عدد الصلوات وعدد ركعات كل صلاة وكل ما يتصل بالصلاة من القرآن الكريم، وحجة عدنان فيما قال أن القرآن آياته بيِّنات واضحات، ثم ذكر أن رجلاً قال له -أي لعدنان هذا- إنه استنبط عدد الصلوات وعدد ركعات كل صلاة من القرآن مباشرة.. يقول فقلت له: فتح الله عليك. وصدّقه فيما قال! ومن هذا نستنبط أن عدناناً هذا يُقر أن كل أحد على استنباط أحكام اﻹسلام التي لم يرد تفصيلها في القرآن منه مباشرة، وعليه فلا حاجة للسنة التي هي المفسرة للقرآن المبينة له. فقد أقر الرجل السابق ذكره حين زعم له أنه استنبط عدد الصلوات وعدد ركعاتها من القرآن مباشرة.. المسألة واضحة.

اضافة اعلان

ومن كلامه نتبين أنه يسوي بين هذا الرجل المتحدث وبين النبي صلى الله عليه وسلم سواء.. فالنبي كما يقول عدنان استنبط اﻷحكام من القرآن بما فيها عدد ركعات كل صلاة ومواقيتها.. والرجل الذي حدثه استنبط عدد الصلوات وعدد الركعات من القرآن بنفسه أي دون الرجوع إلى السنة.. أليست هذه مساواة -في ضلال عدنان هذا - بين رجل من عامة المسلمين وبين الرسول -صلى الله عليه وسلم- المرسل من ربه في مسألة التشريع وبيان أحكام اﻹسلام للناس؟ وليس ﻷحد مهما بلغ علمه أن يقول في كتاب الله إﻻ بسُنة أو أثارة من علم مبني على الكتاب والسُّنة.

إن هذا القول الضال يعني بوضوح عدم الحاجة إلى النبوة،. وأﻻ يفتح هذا الكلام الخطير الجاهل الضال البابَ لكل أحد ليستنبط ما شاء من كتاب الله تعالى وليقول في اﻹسلام بضلاله؟! وهو بالضبط ما قالته الفرق الضالة قديماً وحديثاً في كتاب الله وفي شريعة اﻹسلام، فليس في اﻷمر جديد إﻻ اﻷسلوب.

إن عدناناً هذا بكلامه الأخرق الضال يُنكر السُّنة لا أقول ضمناً بل صراحة.. فالتسوية بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وسائر الناس فيما سماه باستخراج اﻷحكام التفصيلية من القرآن مباشرة إنكار للسنة، وهو قول الملاحدة الذين يقولون ﻻحاجة للسُّنة فالقرآن كافٍ شامل.

ولكن لم يخبرنا عدنان إبراهيم كيف استطاع الرجلُ معرفةَ عدد ركعات الصلوات وأحكامها من القرآن دون السنة؟ وهل عرف أنصبة الزكاة وأحكامها التفصيلية والديات وأحكام البيوع وأنواعها إلخ من القرآن دون الحاجة إلى السنة؟!

إن هذا الضال السفيه يُنكر الحاجة للسُّنَّة.. وينكر أن الله تعالى يوحي للنبي -صلى الله عليه وسلم- بأحكام اﻹسلام التفصيلية، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يخبرنا أنه استنبط اﻷحكام التفصيلية من القرآن كما كيَّفَها عدنان إبراهيم هذا المتلاعب بدين الله، لكن الذي نعلمه ونؤمن به أنه تلقاها من ربه فقد قال تعالى: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى).

قال اﻹمام البغوي في تفسيره (إن هو) ما نطقه في الدين، وقيل: القرآن (إلا وحي يوحى) أي: وحي من الله يوحى إليه، تأمل في قوله (ما نطقه في الدين) أي في أحكامه كلها ما جاء منها في القرآن وما جاءت به السنة. أما القرآن فهو وحي لفظاً ومعنى، والسنة وحي معنى دون اللفظ.

قال تعالى (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) الجمعة2، وأرجح اﻷقوال أن الحكمة هنا السنة.

ولوﻻ أن يكون في وضع رابط كلامه الضال المضل هنا إفادة لضلاله ودعوة إليه لفعلت. لكننا ﻻنريد أن نكون عوناً للقوم الضالين المتلاعبين.

وأقول لكل مسلم: ﻻ يغرك هذا، فقد مر على اﻷمة مِن شكله آﻻفٌ، وحفظ الله دينه فلا تُفرط في دينك كما فرط فيه ألوف وألوف بل ملايين عبر التاريخ أرخوا أسماعهم وفتحوا قلوبهم لكل ضال عليم اللسان. بينما حفظ الله غالب اﻷمة حين سلكوا طريق الهداية واجتنبوا طريق الغواية والغواة. والله الهادي.

علي التمني

أبها.. اﻷربعاء 2 / 8 /1436

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook