السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

بالصور.. نورة الناجم و«رمق» عندما يتحول العمل الفردي إلى مشروع تطوعي

IMG-20150512-WA0046
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - هياء الدكان:

عندما تتغير النية من خاصة إلى عامة ومن عمل محدود منتظم إلى عمل جماعي هذا ما كشفته المديرة التنفيذية لمشروع "رمق" نورة بنت محمد الناجم لـ"تواصل" عن عمل خيري بدأته بجهد فردي قبل أن تنضم تحت مظلة مجموعة "رومة" التطوعية وبعد ذلك تطلق العنان للعمل التطوعي.

اضافة اعلان

المديرة التنفيذية لمشروع "رمق" تروي بداية انطلاقها فتقول: "بدأت حياتي مع المشروع دون اسم بجهود فردية خاصة يوم أن رحلت أمي تأثرت كثيراً، وفكرت هل سينفع هذا الحزن وتذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له، تأملت كيف سأنفعها ؟ كيف أصلح نفسي ليصل العمل لأمي ؟ وبدأت أفكر في العطاء بدون مقابل وهو في الحقيقة تهذيب للنفس وإصلاح.

وتابعت: "أصبحت يوميا أحمل معي عند ذهابي للعمل ما يقارب كرتونين إلى ٣ كراتين ماء أوزعها أثناء الطريق للعمالة كل يوم عن أمي - رحمها الله - وكنت أرى ابتسامات العمال وأشعر أنها مناديل تمسح حزني، وأقول لعل الله يقبلها عن أمي".

وواصلت حديثها: "ومرت أيام وأنا على حالي كل صباح لما يقارب ستة أشهر ثم توقفت أسبوع دون سبب وفوجئت أثناءه عند اجتماعنا العائلي مع أخوتي ببنت أختي طفلة صغيرة تتقدم نحوي تقول: خالتي نورة رأيت في نومي أن أمي سارة تقصد جدتها الراحلة أتت في منامي تدخل علينا في اجتماعنا وتعطي ابنتك ماء وتسأل الصغيرة لماذا تعطي ابنتك فقط ونحن لا والصغيرة تكرر سؤالها وأنا متأثرة جدا تعجب أخوتي سألوني هل هناك أمر ما فذكرت لهم ما كنت أفعله طوال الستة أشهر الماضية تأثر أخواني وأخواتي وطلبوا المشاركة في المشروع واضطررت لكشفت الخبيئة فلم تعد سراً".

وتأثر أخوتها وأصبح يتعاون معها أفراد أسرتها ثم بعد فترة شاركت صديقات أخواتها، تقول الناجم: "توقفت للتأمل لحظات يعني مبلغ يكون معي ٢٠٠٠ أو ٣٠٠٠ ريال أجعلها ماء فقط فبدأت أتوسع، وأصبحت أصنع كل يوم إفطاراً للعمالة، وبالتدريج تم جعلها كوجبة وقد تتضمن فاكهة أو عصير إضافة إلى الماء".

وتابعت: "أحدهم وأثناء ذهابي للتوزيع وزعت مجموعة من الوجبات وذهبت للطريق الدائري باتجاه محل لأحضر مجموعة أخرى أوزعها، وفي الطريق إذا بحادث مروع فجأة السيارات تتوقف وأصوات توقفها القوية تهز القلوب ثم تضرب بعضها البعض سبحان من حماني وتوقفت سيارتي ومن خلفها من السيارات وأصبحنا كالحرس حول هذا الحادث سبحان من نجانا وأوقفنا وأوقف الخلق والسيارات من خلفي تذكرت حديث: صنائع المعروف تقي مصارع السوء، ثم قطع تفكيري صوت بكاء أطفال حول أمهم في الشارع من أثر الحادث، وقلت في نفسي يا بنت الناجم خذيهم معك وأوصليهم لبيتهم".

واستدركت نورة الناجم: "وبالفعل ركبوا معنا واصطحبناهم لمنزلهم والمرأة لم تكف عن الدعوات وقد هدأ أطفالها أمور تتيسر كان من خلفها عمل بسيط في تلك الأيام بدأت تتحول نيتي فلم تعد عن أمي وحدها ولا عن من يساهم معي بل من أمي إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم وعن من لا يجد من يدعو له أو يتصدق عنه، وفكرت بقرار الاستقالة ورغم محاولات مديرتي العدول عن ذلك وثنيي عن هذا القرار إلا أنني أصررت حتى تم ذلك وتركت الوظيفة وانشرح صدري فروح العمل بدون مقابل أصبحت تشدني للإطعام والسقيا أكثر وقدوتي محمد صلى الله عليه وسلم فقد كنت أسميه مشروع القدوة الحسنة قبل إطلاق اسم رمق".

واصلت حديثها، قائلة: "واستمريت والأيام تمر وقد لاحظت قبولاً لي عند الآخرين أكثر مما كان بكثير وأسمع كثير الوجه مريح مألوف وأفكر ما الذي جعل وجهي مقبولاً ومريحاً أكثر مع أنه لا يعرف مشروعي سوى المقربين جداً، واستمريت وبعد 3 سنوات من المشروع تعرفت على مجموعة رومة المتميزة التطوعية وانضممت لهم واخترت لمشروعي اسم (رمق) لأنها لم تكن وجبات مشبعة إنما تسد رمقهم".

وتضيف الناجم أن العمال بدأوا يتسائلون ويسألون مشرفيهم ما الذي يدفعهم إلى توزيع وجبات مجانية فيقولون لهم هذا هو الإسلام يدعونا ويحثنا على البذل والعطاء والإطعام والسقيا بدون مقابل، وقلت لهم: أخبروهم بقولة تعالى: إنما نطعمكم لوجه الله.

وتذكر الناجم موقفاً مؤثراً، حيث توقف أحد العمال وهو هندي الجنسية هندوسي، وسأل راغباً بدخول الإسلام فأنطقه أحد المشرفين الشهادة، وتقول عن الموقف: "سبحان الله هذا الموقف أمامي ردة الفعل كانت دموع تنهمر كالمطر، سبحان مسبب الأسباب وهادي العباد بعد فترة أيضا مجموعة أخرى رغبت في الإسلام وأثروا على بعضهم ونظمنا لهم حفلا وأسلم ما يقارب ٢٧ عاملاً أغلبهم من الفلبين، وطلبنا أن نتكفل بعمرتهم ورحلة إلى مكة إلا أن مكتب الدعوة تولى ذلك".

واختتمت نورة الناجم قصتها: "وهكذا تتوالى بفضل الله وإحسانه الثمرات وأصبح فريق المتطوعات في حدود الستين متطوعة نجتمع الاثنين والخميس لفضلهما للإعداد والتجهيز يأتون جزاهن الله خير صائمات ونفطر معاً، نبدأ من بعد الرابعة والنصف عصراً حتى بعد أو قبيل المغرب نجهز، أما التوزيع فهو يومي وأصبحنا نوزع ما يقارب ٢٠٠٠ وجبة يوميا ولله الحمد والشكر والفضل من قبل ومن بعد".

IMG-20150512-WA0046 IMG-20150512-WA0042 IMG-20150512-WA0041 IMG-20150512-WA0043 IMG-20150512-WA0044 (1) IMG-20150512-WA0044 (2) IMG-20150512-WA0044 IMG-20150512-WA0045 IMG-20150512-WA0045 (2)

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook