تواصل - فريق التحرير:
أوضح الشيخ الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير، عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء سابقًا، حكم تكرار التوبة من المعصية والرجوع إليها.
جاء ذلك في رد على سؤال جاء فيه "مَن تاب عن معصية ثم رجع، ثم تاب ثم رجع، وهكذا، ما نصيحتكم؟ وكيف يقلع عن المعصية تمامًا؟".
وأجاب الشيخ الخضير بقوله "لا شك أن مَن عصى الله -جل وعلا- فعليه أن يتوب، فالتوبة واجبة وعلى الفور {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا}، فإذا غلبتْه نفسه وهواه وشيطانه ثم عاد ورجع إلى معصيته فإنَّ عليه أيضًا أن يتوب.
ونوه أنه يجب عليه أن يقاوم الشيطان ويقاوم النفس والهوى فلا يعود للمعصية مرةً ثانية؛ لئلا يُعرِّض نفسه لسخط الله.
وأضاف الشيخ الخضير "ثم بعد ذلك لا يكون رجوعه إلى معصيته استخفافًا بحق الله -جل وعلا-؛ لأن الذي يعود مرارًا كأنَّه مستخف بمن عصى.
كما عليه أن يثبت على توبته المشتملة على الشروط: يُقلع عن المعصية فورًا، ويعزم على ألَّا يعود، ويندم، فإذا تحققتْ هذه الشروط فإنَّ توبته تكون مقبولة حينئذٍ.
أما إذا عاد فإنَّه يلزمه التوبة مرة أخرى وهكذا، لكن على الإنسان أن يعرف قَدْر مَن عصى، وإذا عرف قَدْر مَن عصى وعرف عِظم العقوبة من الله -جل وعلا- التي عرَّض نفسه لها فإنه حينئذٍ لا يعود إلا في القليل النادر.
وتابع الشيخ الخضير : "ثم إنَّ هناك أسبابًا وهناك موانع ولا شك، فعليه أن يبذل الأسباب التي تُعينه على عدم الرجوع إلى المعصية، وعليه أن ينفي الموانع.
وأشار إلى أن عليه أن يلجأ إلى الله -جل وعلا- بدعائه ويَصدق في لجوئه إليه، وعليه أيضًا أن يُكثر من الطاعات.
وختم الشيخ الخضير بقوله "وعليه :
- أن يبتعد عن المعاصي والسيئات، كما قال بعضهم أيضًا: إن السيئة تقول: أختي أختي.
- أن يبتعد عن قرناء السوء الذين يزيِّنون له المعاصي.
- أن يصبر نفسه مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي من الصالحين.
وحينئذٍ لا شك أنَّه يكون في معزل عن هذه المعاصي، ولا يُفترض فيه أن يكون معصومًا، لكن كلما ابتعد عن الأشرار وصحب الأخيار فإنَّه أقرب إلى أن تكون أعماله الصالحة هي الغالبة".
