الجمعة، 17 شوال 1445 ، 26 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

من صفات المؤرخ

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

العامل في حقل التاريخ لابد أن تتوفر فيه شروط ومواصفات ليستطيع أن يؤدي عمله بإتقان، قد لا يستلزم توفرها في غيره ممن يتعرضون لألوان أخرى من الكتابات الأدبية مثلًا أو البحوث في مجالات أخرى. فالبحث في التاريخ ليس بالأمر اليسير أو السهل ، ومن هذه الشروط الصبر والمثابرة، فالباحث في مجال التاريخ يحتاج لبذل جهد كبير متواصل، يفتش عن المادة التاريخية، من الوثائق المكتوبة والآثار غير المكتوبة، أو قد يلجأ إلى سفر وانتقال إلى مواقع الأحداث التاريخية، وزيارات للمكتبات العامة، والمتاحف، ودور المخطوطات والمحفوظات وغيرها من الأماكن التي يحتمل تواجد معلومة، أو مادة تاريخية يبحث عنها من لإنجاز عمله التاريخي.

اضافة اعلان

ولابد للباحث أن يتصف بالأمانة، ليصل إلى نتائج صحيحة، فأمانة الباحث عمومًا؛ فضلًا عن الباحث في التاريخ، تحول دونه ودون الكذب وإخفاء الحقائق التي لا تناسب أمرًا يراه.

أما الشجاعة فهي صفة لازمة للمؤرخ، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بصفة الأمانة، تمنحه القدرة على مناصرة الحقيقة والجهر بها مهما كانت، وتحمّل تبعات إبرازها دون خوف أو وجل.

والموضوعية وعدم التحيز، صفة مهمة؛ فالجهود التي يبذلها المؤرخ تهدف إلى بلوغ الحقيقة، فإذا اتصف بعدم الموضوعية وبالتحيز والانسياق وراء هواه وميوله وعواطفه، فعند ذلك يفسد ثمرة جهده، وينحرف عن الهدف الذي لابد أن تتجه إليه؛ وهو الوقوف على الحقيقة التاريخية وإبرازها.

وينبغي للمؤرخ ن يتواضع ويكون عزوفًا عن الشهرة، ليتقي شرور اللهث وراء الأضواء، فيبدد وقته الثمين، من ناحية، أو يقدم تنازلًا أو يحابي على حساب الحقيقة التاريخية، فيخرج بذلك عن الإطار العلمي.

أما الملكة النقدية فهي خصيصة لابد أن تتوفر في المؤرخ؛ فهو لا يتعامل مع موضوع مباشر يمكنه ملاحظته، بل مع حدث مضى، من خلال ما روي عنه، أو ما خلفه من آثار ووثائق، ربما أصابها التحوير، أو التزوير، أو التشويه، أو الاختلاق. لهذا لابد للباحث من أن يتصف بالقدرة على النقد وتمييز الصحيح من الكاذب.

وعقلية المؤرخ لابد أن تكون عقلية منظمة، ولا يستطيع المؤرخ أن ينجز أي عمل تاريخي ما لم يكن متمتعًا بعقل منظم، قادرًا على ترتيب معلوماته المجموعة وتنسيقها وتحديد العلاقات بينها واستخلاص النتائج المنطقية منها.

هذا يعض من كثير من الصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤرخ، بها إضافة إلى استخدام المنهج التاريخي والتزود بالمهارات والمعارف والعلوم المساعدة لدراسة التاريخ، تجعل منتجه التاريخي حاملًا لصافته العلمية، فالتاريخ علم من العلوم يختلف عن العلوم الطبيعية من بعض الوجوه ويتفق معها من وجوه أخرى، دون أن يلغي اختلافه عنها صفته العلمية التي يكتسبها من كونه يمتلك منهجًا متدرج الخطوات، واضح الهدف، يبدأ بالتساؤل، وينتهي بإجابات علمية.

خالد بن هزيل الدبوس الشراري

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook