السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

نحن... والآخرون

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - مقالات:

أعتقد أن هناك معضلة كبيرة تشملنا جميعاً في أسلوب طرح الرأي والرأي الآخر، وهذه المسألة تُبنى عليها مشاكل وتداعيات عديدة ومرتبطة، كسلسلة يمسك بعضها بعضاً، وربما تهوي بالعلاقات الاجتماعية إلى أدنى مستوى لها، وقد يصل الأمر إلى حد القطيعة بين الأرحام والأزواج والأصدقاء. إن الانتظار قليلاً لسماع وجهة نظر المتحدث حتى يكمل كلامه، والإصغاء بكل الجوارح والأحاسيس دون التفكير وإشغال العقل في تجهيز الرد على ما يتوقع من المقابل طرحه، سوف يجعل التقارب والتفاهم أكثر قبولاً لوجهة نظر الطرف الآخر. وأما الانقسامات الفكرية فهو أمر طبيعي فطري وظاهرة صحية في المجتمعات، ولشدة أهمية هذا الشأن يتوجب علينا الوقوف عنده وإدراكه لكي تُبنى عليه علاقاتنا وحواراتنا مع بعضنا البعض. ولا شك بأننا نتعجب ونحزن حينما نفاجأ بصراعات كثيرة بين أفراد المجتمع المصغر للأفراد من أقارب أو أصدقاء قد تصل إلى حد الإهمال والقطيعة، علماً بأن السبب أتفه من أن يُعوَّل عليه، كاختلاف وجهات النظر في موضوعات لا تخص أحد الطرفين على الإطلاق، ولربما كانت رؤية مجتمعية أو اختلافاً فقهياً أو حتى ثقافياً أو رياضياً. وياحبذا لو علم هؤلاء المتنازعين المتناحرين أن العلماء والأئمة العظام، كانت بينهم اختلافات أكبر وأعمق لم تمنعهم من الدعاء لبعضهم وتبادل الزيارات والاحترام، ذلك أنهم يملكون الفكر التنويري، والعقل الراجح، والعلم النافع، فهم لا ينتصرون لأنفسهم ولا لأهوائهم، صادقين في طرحهم، مجرَّدين في حوارتهم من كل حظوظ أنفسهم، متشبثين بأقوالهم، ناصحين لمجتمعاتهم، قلوبهم بيضاء مُحبة لمن يحاورونه، يتمنى أحدهم أن يكون هو على خطأ وخصمه على صواب، إنها أخلاق الكبار والعظماء.  
اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook