الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

مقبرة جماعية لمسلمي «الروهنجيا» قرب معسكر لتهريب البشر

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - أراكان:

عثرت السلطات التايلاندية، يوم الجمعة الماضي، على مقبرة تضم جثث 32 من مسلمي "الروهنجيا"، مدفونة قرب مخيم مهجور لتهريب البشر، في غابة نائية، جنوبي البلاد، على الحدود مع ماليزيا، بحسب مسؤول أمني في الشرطة التايلاندية.

اضافة اعلان

وأوضح العقيد في مركز شرطة منطقة "ساداو" الحدودية، "ويراسان تانبيام"، في تصريحات لوكالة الأناضول، اليوم، أن "الجثث اكتشفها فريق مشترك من الشرطة وقوات حرس الحدود، وعمال الإنقاذ في مخيم في منطقة ساداو في محافظة سونجخلا، على مقربة من الحدود التايلاندية الماليزية".

وتفيد "التقارير" أن السلطات الماليزية هي التي اكتشفت المخيم الحدودي بالمصادفة، وأبلغت السلطات التايلاندية.

وأضاف "تانبيام" أنه: "عندما وصل الفريق المشترك إلى المخيم، وجدت شخصاً من مسلمي روهنجيا لا يزال على قيد الحياة في حالة إعياء شديدة وقد تم إنقاذه".

وأوضح أنه في حين أن الطب الشرعي لا يزال يجري التحقيق في سبب وفاة هؤلاء الأشخاص الذين وجدت جثثهم مدفونة، فإن فرق الإنقاذ ما زالت مستمرة للبحث في المنطقة المحيطة عن جثث أخرى.

وذكرت صحيفة "بانكوك بوست" أن "معظم الروهنجيا (الذين عثر على جثثهم) يبدو أنهم ماتوا جوعاً، أو من المرض، أثناء انتظارهم دفع فدية ليتم تهريبهم إلى ماليزيا من قبل شبكة لتهريب تضم عناصر من تايلاند، وميانمار، وماليزيا".

ويضطر مسلمو "الروهنجيا" الفارون من الاضطهاد في ميانمار في كثير من الأحيان إلى دفع مبالغ كبيرة لمهربين؛ بهدف نقلهم على متن قوارب متهالكة إلى السواحل التايلاندية.

وهناك في انتظار تهريبهم، كثيراً ما يقع هؤلاء ضحية لعصابات تجبرهم على العمل في معسكرات سرية في غابات نائية حتى تستطيع أسرهم استردادهم بعد دفع الفدية.

من جانبه قال، قائد الشرطة، أيك أنجسانانونت، أبلغ "بانكوك بوست" أن "المأوى المؤقت لهؤلاء المهربين، والذي يضم مطعماً وغرفة نوم، يقع على بعد 300 متر شمال مقاطعة برليس في ماليزيا".

وأضاف لوكالة الأناضول: "هذا المكان يساعد المتاجرين بالبشر لنقل المهاجرين في أي وقت، ومن الصعب إيجاد ضباط لاعتقالهم".

فيليب روبرتسون، نائب مدير قسم آسيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الحقوقية الدولية، قال لـ"الأناضول" إنه: "لا يشعر بالدهشة من اكتشاف الجثث".

وأضاف: "لقد كانت مجرد مسألة وقت، لقد تم تهريب الكثير من الروهنجيا في جميع أنحاء هذه المنطقة (الحدودية). وهم محتجزون في مخيمات وسط حرمان من الطعام لفترات طويلة".

ومضى قائلاً إن: "القضية الأهم الآن هو ماذا ستفعل السلطات التايلاندية وما عليها القيام به حيال ذلك؟ لقد كانوا يغضون الطرف عن هذا الاتجار بالبشر لفترة طويلة، لكني لا أعتقد أنه لا يمكن أن ننظر في الاتجاه الآخر بعد الآن".

وموجهاً حديثه للحكومة التايلاندية، أعرب "روبرتسون" عن أمله أن يكون هذا الحادث من شأنه أن يكون بمثابة "دعوة للاستيقاظ".

يشار إلى أن "الروهنجيا" هي جماعة عرقية مسلمة، تعيش غرب ميانمار، بدؤوا في الفرار من البلاد أفراداً وفي شكل مجموعات؛ إثر اشتباكات دامية مع المنتمين لعرقية "راخين" البوذية في نفس المنطقة منذ يونيو/ حزيران 2012، تعرَّض "الروهنجيا" خلال تلك الفترة لمجازر، وعمليات اضطهاد واسعة.

ومنذ وصول المجلس العسكري الحاكم في تايلاند إلى السلطة؛ إثر الانقلاب على رئيسة الوزراء السابقة، ينجلوك شيناواترا، في مايو 2014، وضع مكافحة الاتجار بالبشر كأولوية قصوى، وهو ما أسهم في خفض هذه الظاهرة بالبلاد في يونيو إلى أدنى مستوى لها، حسب التقرير الأمريكي حول حالة الاتجار بالبشر في العالم.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook