تواصل – فريق التحرير:

سخرت المملكة كافة إمكانياتها من أجل تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام في موسم حج هذا العام 1442 هـ، من خلال استخدام أحدث التقنيات الحديثة، من أجل ضمان أداء مناسكهم وسط التزام تام بالإجراءات الاحترازية وفى مقدمتها التباعد الاجتماعي، لتفادي الإصابة بفيروس كورونا.

وخصصت وزارة الحج والعمرة عدة تطبيقات ذكية، أبرزها تطبيق "مناسكنا" الذي يقدم حزمة من الخدمات على الأجهزة الذكية، بسبع لغات هي: العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والأوردو، والتركية، والملايو، والبنغالية.

ويتضمن التطبيق أرقام الطوارئ التي قد يحتاج إليها الحاج خلال رحلته، إضافة إلى التواصل مع وزارة الحج والعمرة، وخدمة استقبال الرسائل التوعوية والإرشادية، إضافة إلى أوقات الصلاة، وتحديد اتجاه القبلة، وتحديد المساجد القريبة، وحالة الطقس، وتحويل العملات.

نظام الحج الذكي

تهدف مبادرة الحج الذكي إلى تأسيس مسار إلكتروني موحد، بدءا من إصدار تأشيرة الحج، مرورا بإنهاء إجراءات الجوازات والجمارك في مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توفر الشروط اللازمة، إضافة إلى ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة.

وعند وصول الحجاج إلى المملكة، لن يضطروا مجددا إلى التقيد بإجراءات الدخول التي أجروها مسبقا، إذ سينتقلون مباشرة إلى حافلات تنتظرهم لإيصالهم إلى الأماكن المعدة لسكنهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، أما أمتعتهم فتتولى الجهات الخدمية إيصالها إلى مساكنهم.

وعبر عشرات المعدات والحواسيب الآلية والأجهزة اللاسلكية لتحقيق الأهداف المسطرة”، حيث بلغ عدد نقاط الوصول إلى الإنترنت بـ”الوايفاي” في مكة والمشاعر المقدسة، بـ5400 نقطة، مما يعنى سهولة الوصول إلى الشبكة العنكبوتية في مختلف الوجهات، التي يقصدها الحجاج، كما تم تفعيل خدمة الجيل الخامس في الحرم المكي والحرم المدني والمشاعر المقدسة.

كما خصصت إدارة الحج مجموعة من التطبيقات المهمة التي يتم تنزيلها عبر برامج خاصة بموسم الحج لا تحتاج إلى الاتصال بشبكة النت، تضم :

1- تطبيق المقصد : وهو تطبيق يساعد زوار مكة المكرمة على تحديد مواقعهم داخل أروقة المسجد الحرام، ويمكنهم من معرفة الأمكنة المراد زيارتها.

2- تطبيق مناسكنا: تطبيق يمكن الحاج من تحديد الأماكن المهمة من أقصر طريق ممكن إلى موقعه الحالي: كالمساجد والمطاعم ومراكز التسوق.

3- تطبيق تروية : يقدم للحجاج معلومات عن خدمات المياه في المشاعر المقدسة، ونقاط توزيع مياه زمزم مع إمكانية تقديم البلاغات عن مشاكل المياه، بسبع لغات.

بطاقة شعائر

وأطلقت وزارة الحج والعمرة بطاقة شعائر الذكية في خطوة نحو تعزيز الخدمات الرقمية المقدمة لضيوف الرحمن في حج 1442هـ ضمن رقمنة العمل في مختلف قطاعاتها وإداراتها، سعيًا لتسهيل رحلة الحج، وارتقاءً بخدمة وراحة الحجيج، وذلك بربط العمليات والخدمات ضمن منصة إلكترونية متكاملة.

وتعمل بطاقة شعائر الذكية عن طريق تقنية اتصال المجال القريب “NFC” التي تسمح بقراءة البطاقة عن طريق أجهزة الخدمة الذاتية المتوفرة في المشاعر المقدسة، حيث تقدم العديد من الخصائص والميزات كالاحتفاظ بمعلومات الحجاج الشخصية، والسكنية، وإرشادهم لسكنهم في المشاعر والتحكم بالدخول إلى المرافق المختلفة والحد من الحج غير النظامي.

ويأتي إطلاق هذه المنصة انطلاقًا من حِرص حكومةِ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين–حفظهما الله- على تطويرِ وتنويعِ الخدماتِ المُقدّمة لضيوفِ الرحمن لتسهيل أداءِ مناسكهم، وامتدادًا لجهود وزارةِ الحج والعُمرة في تبني التقنيات الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة حجاج بيت الله الحرام.

وأوضح وكيل وزارة الحج والعمرة لخدمات الحجاج والمعتمرين الدكتور عمرو المداح أن المملكة دأبت على خدمة ضيوف الرحمن في موسم الحج، وتضع الحاج وراحته فوق كل شيء، وهو ما نشهده في متابعة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- ومن هنا جاء إطلاق بطاقة شعائر الذكية لاستكمال منظومة الحج التقنية، والتي تأتي ضمن حزمة من التخطيط والتطوير المستمر من أجل الحاج، ومن أجل تحسين الخدمات في رحلة الحج، وإثراء تجربة الحاج.

وأضاف أن بطاقة شعائر ومن خلال تطبيقها تتيح للحاج معرفة نقاط التجمع، وأوقات المغادرة من وإلى سكنه في المشاعر المقدسة، كما تمكن الحاج من اختيار وجباته اليومية، إضافةً إلى استقبال تنبيهات مركز التحكم. وأكد الدكتور عمرو أن تقييم الحاج لرحلة الحج إحدى الإضافات المميزة في التطبيق الذكي، ويمكن لكل حاج عند انتهاء أي مرحلة يمر بها من تقييم الخدمات المقدمة إليه من خلال الاستبيان المرفق في التطبيق، مِن أجل التحسينِ المُستمر ورفعِ مُستوى الرضا عن الخدمات التقنية المُبتكرة والحلول الرقمية التي تسخّرها وزارة الحج للارتقاء بمنظومة خدماتها لضيوف الرحمن وصولاً إلى حج آمنٍ وصحي.

وأفاد أن كل بطاقة تحمل ترميزًا لونيًا واحدًا من أربعة ألوان هي: أخضر، أحمر، أصفر، أزرق؛ يربطُ حامل البطاقةِ بالنطاقِ المكاني الذي يقيمُ فيه بالمشاعر المقدسة، ويُستفادُ منها في الدخولِ من خلالِ البوابات الذكية، لدى مداخِل المُخيّمات في المشاعرِ، كما يُمَكّنُه من تسجيل معلومات الحاج الصحيةِ واستعراضِ جداول التفويج ومعرفةِ برنامج الحج الخاص به.

روبوتات لمساعدة الحجاج

كما تم توفير ربوتات لمساعدة الحجاج ولمراقبة ومتابعة الالتزام بالتدابير الاحترازية والوقائية، إضافة إلى تطبيق خدمة إسوار الحج الذكي “نسك” بالتعاون مع سدايا ووزارة الحج والعمرة، للتمكين من متابعة صحة الحاج رقمياً.

وفيما يتعلق بالجهود الصحية فقد بذلت وزارة الصحة جهودا كبيرة للحفاظ على صحة وسلامة وراحة الحجيج في ظل جائحة كورونا، حيث سخرت جميع إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية نحو تحقيق ذلك، كما أن الأداء العالي الذي قدمته الجهات الحكومية والأهلية المشاركة في موسم حج هذا العام يترجم العمل الاحترافي الدقيق والتطور الكبير الذي تحقق في هذا العهد الميمون وفق رؤية المملكة 2030 الطموحة.

كما أن النجاحات المتتالية التي تسجلها المملكة إنما هي ثمرة لتوجيهات حكيمة ومتابعة مستمرة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – اللذين يقفان خلف كل إنجاز ويتطلعان دومًا لتحقيق مزيد من الرُقيّ والتطور، خصوصًا في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.

وهذا النجاح لحج هذا العام يؤكد أن المملكة قادرة على إدارة الحج والعمرة في ظل جائحة كورونا وتعمل على تحديث الخطط في كل موسم والاستفادة من المكتسبات. كما أن الكوادر البشرية السعودية كان لها الفضل بعد الله في إدارة وتنظيم أداء هذه الشعيرة العظيمة، والارتقاء بخدمة ضيوف الرحمن، وتوفير كل الإمكانات المادية والبشرية؛ التي تسهل للحجاج والمعتمرين أداء شعائرهم بسهولة ويسر، من خلال الخبرات في تنظيم المواسم السابقة؛ وهو ما أتى بثماره بحمد الله وتوفيقه بأن كانت المملكة نموذجًا متميزًا في إدارة وتنظيم مواسم الحج بكفاءة عالية.

يذكر أن وزارة الحج والعمرة حصلت على جائزة مكة للتميز في مجال التميز في خدمات الحج والعمرة، نظير جهودها التي قدمتها أثناء جائحة فيروس كورونا، وما قدمته من استحداث للأنظمة التقنية المبتكرة، التي تطور وتسهل خدمة ضيوف الرحمن، ومنها “مشروع بطاقة الحج الذكية” الذي يدشن في حج 1442هـ.