الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أكاديمية لـ«تواصل»: حفلات تخرج بمؤسساتنا التعليمية «رقصٌ وأهداف غائبة»

743825463423
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - جدة:

قالت أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز، الدكتورة فوز بنت عبداللطيف كردي، إن "المناسبات السعيدة في مؤسساتنا التعليمية تكثر وتتنوع، فهذه حفلة للخريجات، وتلك للترحيب بالمستجدات، وهذه لتكريم الأوليات، وأخرى لتتويج المتميزات وهكذا". مؤكدة أن الاحتفال بهذه المناسبات يضفي على المجتمع التربوي أجواء إنسانية دفيئة، ناهيك عما يبثه من تحفيز وتشجيع.

اضافة اعلان

وأضافت "كردي" في تصريح لـ«تواصل»، أن الواقع المشاهد في هذه الحفلات يسفر عن وجود مشكلة كبيرة لا بد أن يتنادى أهل التربية والتعليم للنظر فيها، ومعالجتها، حتى لا نكون كمن يبني ويهدم، ويغزل وينقض في الوقت ذاته.

وأشارت إلى أنها ومن خلال حضورها لعدد من هذه الاحتفالات، هالها ما رأت فيها من الفقرات الاستعراضية الراقصة التي لاتليق بمكان العلم، ولا تمثّل التربية الحقة، التي يرمز إليها الحفل التكريمي, ناهيك عن أن الطالبات المؤدِّيات للفقرات لا بد وأنهن قد استنفدت جهودهن وأوقاتهن وأخرجن من الفصول والحصص من أجل التدرُّب على حركات استعراضية لا تنطلق من هدف، ولا توصل رسالة التربية إلى جموع الحاضرات من أمهات ومعلمات، "ولقد بلغ الأمر في هذا الجانب إلى درجة الاستعانة في بعض هذه الحفلات بالمتخصصات في الطرب، فتتحول مدارسنا إلى صخب ورقص لا يمتُّ إلى التعليم والتربية بصلة!".

ولفتت إلى أن حفلات التخرج تشهد انطلاق الأغاني، أو الأناشيد والموسيقى، أو الإيقاعات بحسب قناعة مشرفة النشاط في المدرسة، ويندمج بعض المعلمات والطالبات في رقص "وهزّ" ليس في صروح العلم، ولا في مقام تخريج طالبات العلم مكانه.

وتساءلت "كردي" قائلة: "ما علاقة الرقص والطرب والاستعراضات بتكريم المتفوقات أو المتميزات وتخريج الطالبات؟ وهل يجوز في ذمة العلم أن يُضيّع وقت الطالبات في مثل هذه التدريبات؟ وهل يصح في حق الأمانة أن تهدر أوقات المشرفات والمعلمات أو المديرات أو الوكيلات؟ أكلُّ هذه الكوكبة تجنَّد ويكرَّس وقتها لهدف إخراج حفل استعراضي راقص لا يليق بالتربية والتعليم؟ ومن أوجد هذا التلازم في مؤسسات التعليم والمدارس بين الاستعراض والرقص وحفلات التكريم والتَّميُّز والتخريج".

وتابعت: "أن هذا الواقع للأسف سيفضي بل قد أفضى بالفعل إلى ما هو أكبر منه، فأصبحنا نرى في هذه الحفلات ما يندى له الجبين من الملابس الفاضحة، والحركات البعيدة عن شيم الحياء، وسمت أهل العلم".

وقالت: إنه من المؤلم جداً أن تصبح هذه الحفلات هي نمط التكريم للتفوق والتميز والتخرج، بينما يُنتظر أن تستعرض في هذه الحفلات تجارب النجاح، أو مستقبل الخريجات، وتحفز همم الحضور بالكلمة الهادفة، والنشيد المعبر، والمشهد المؤثر الذي يكشف عن أهداف التربية ويليق بالصروح العلمية، ويدرب مهارات بناتنا الفتية.

وأوضحت: "في الغرب يكرم المتميز في حفل يحضره نخبة أهل العلم ليحفز على مشابهتهم، وتكون الجوائز اشتراك في مجلة، أو دعوة إلى ملتقى علمي، أو نشر لنتاج الطالب المتميز أو دورة لتطوير مهاراته، وعندنا وللأسف يكرّم المتميزات ويودع الخريجات بالرقص والتدريب على نزع الحياء، وإضاعة الوقت".

وتساءلت: "ألا يمكن أن نصبغ حفلاتنا في مؤسسات التعليم بلون جذاب تمتزج فيه الكلمة الهادفة بالمشهد التربوي، وتتعانق فيه الفكاهة والمرح مع الجد والمسؤولية، بتجربة غير قليلة في الإشراف والتنسيق لحفلات الترحيب والتوديع والتكريم والتخريج بكلية التربية للبنات بجدة؟"، وتابعت: "أقول نعم ممكن، وسيتعلم الحاضرات كيف يفرحن في أجواء التربية، وتحت مظلة الأهداف السامية".

وختمت: "أتطلع من طرح هذه التساؤلات إلى تناصح وتعاون من أجل أن تنطلق دورات للمشرفات على النشاط تؤهلهن للخروج بحفلات تشعر بسموِّ الهدف وقوَّته، وفي أجواء تحفز الهمم على الجدّ والمثابرة، وبإخراج يتطلب جهداً ووقتاًَ ومالاً أقل؟ لنكون مضرب المثل في تكريم العلم والمتعلمين والخريجين والمتميزين لكل العالم من حولنا؟ فقد منَّ الله على بلادنا وحباها نعمة عظمى وهي احتضان أرضها لأطهر البقاع، وحريّ بنـا ونحن نجاور المسجدين الشريفين أن نكون روَّاداً للمسلمين في كل أمورنا، ومن أجلِّها تربيتنا لأبنائنا وبناتنا".

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook