الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

قبس من القرآن ومن السنة (2)

2020-01-12
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تطرق الحديث في المقال السابق عن بشرية القرآن الكريم، انطلاقاً من قوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّهُمۡ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُۥ بَشَر لِّسَانُ ٱلَّذِي يُلۡحِدُونَ إِلَيۡهِ أَعۡجَمِيّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيّ مُّبِينٌ ١٠٣﴾[النحل:103] وتم بيان بعضاً مما يتعلق بهذه الشبهة، وهذا أوان تتمة ما يتعلق بهذه الشبهة. 9- لو كان القرآن من عند محمد ﷺ لجاء به كاملاً إلى الناس، ولم ينتظر ثلاثاً وعشرين سنة و هو ينزل منجماً. 10- إذا كان القرآن كلام بشر و الحديث كلام بشر، فلماذا تحدى العرب بالقرآن ولم يتحدهم بالحديث الشريف؟!، لأن القرآن معجز و لا يمسه تحريف، بخلاف السنة فقد طالها التحريف، فكان الحديث الصحيح و الضعيف و الموضوع، ذلك أن السنة ليست معجزاً. فإن قال قائل: القرآن اختلف عن السنة لأن محمداً ﷺ جاء به بعد انتظار و تمهل، وتحضير فأكسبه ذلك مزيداً من التهذيب والتحبير والتنميق، أما الحديث النبوي فعبر عنه دون تريث أو تفكير أو تمهل أو انتظار. والجواب خلاف ذلك: ففي القرآن سور و آيات جاءت مفاجأة بل أعظمه جاء مفاجأة من غير انتظار أو تريث, و جاء مهذباً سامياً  في لغته و إعجازه، و كذلك الحديث النبوي منه ما جاء بعد انتظار وتمهل و تريث، ومنه ما جاء على غير ذلك. ويبقى القرآن سواء ما جاء على مهل أو ما جاء مفاجأً يحمل خصائصه الفريدة في نمطه و أسلوبه و براعته و فصاحته و إعجازه. 11- لو كان القرآن من تأليف محمد ﷺ لنسبه إلى نفسه وأدعى الألوهية فضلاً عن النبوة،  فالكاذب لا يرضى إلا بأعلى شيء يوصله إليه كذبه، فادعاء الألوهية سيكسبه قداسة أعظم من النبوة. 12- لو كان القرآن تأليفه لما مكث قرابة الشهر من حادثة الإفك يعاني الألم النفسي و زوجه تعاني الألم الجسدي و النفسي و لأتى بما يبرئ زوجه سريعاً  ليقطع ألسن المتقولين. 13 – القرآن بشكله وعباراته وحروفه وما احتوى عليه من علوم وأسرار ومعارف وجمال بلاغي ودقة لغوية، أمور لا تدخل في المقدور البشري، فما بالك إذا كان من يُنسب إليه أنه ألفه، أمي لا يقرأ ولا يكتب، ولم يختلط بحضارات من سبقه ولم يبرح جزيرة العرب. 14- جاء في القرآن الكريم أخبار مستقبلية ستحدث فحدثت كما ذكر في القرآن كانتصار الروم على الفرس، و وعده بدخول مكة. ب - ) أما مسألة أن هناك من أعان محمداً ﷺ على تأليف القرآن و ذكروا من أبرزهم ورقة بن نوفل، ويستدلون أن ورقة حبب إلى محمد ﷺ العزلة و الاختلاء، و أن التعاليم الدينية انقطعت فترة بوفاة ورقة بن نوفل، مما يدل أنه كان يستعين به في تأليف هذه التعاليم. وجواب هذه الشبهة: 1 – أول لقاء تم بين محمد ﷺ و"ورقة"  كان بعد إعلامه بالنبوة من قِبَل الوحي، ولم يتكرر مثل هذا اللقاء مرة أخرى، بسبب موت ورقة، فكان اللقاء الأول و الأخير، فهل يعقل أن يؤلف كتاباً – القرآن – بإعانة ورقة من لقاء واحد لم يطل؟! 2 – الرسول ﷺ حُبب إليه الاختلاء والعزلة قبل أن يلتقي بورقة. 3 – لا يوجد مستند أو دليل  أن ورقة علم النبي ﷺ القرآن؟. 4 – كفار قريش لم يقولوا بأن النبي ﷺ تعلم القرآن من ورقة وهم ينتهزون أدنى فرصة للنيل من دين محمد ﷺ ورسالته. ولماذا لم يذكروا أن ثمة علاقة بين محمد ﷺ و ورقة بن نوفل. 5 – اللقاء الوحيد الذي تم بينهما، الذي سعى فيه خديجة رضي الله عنها ، وليس النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، و في هذا دلالة على عدم وجود أية صلة بينهما قبل هذا اللقاء.   عبدالعزيز السريهيد    اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook