الأربعاء، 15 شوال 1445 ، 24 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

قبس من القرآن ومن السنة (1)

تنزيل
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

قال تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِين} [النحل:103]

اضافة اعلان

هذه دعوى قديمة تلقفها الملاحدة وغيرهم عن الكفار الأقدمين، وهي بشرية القرآن الكريم . قال ابن كثير – رحمه الله -: "في هذه الآية يخبر تعالى عن المشركين ما كانوا يقولونه من الكذب والافتراء والبهت : أن محمداً ﷺ إنما يعلمه هذا الذي يتلوه علينا من القرآن بشر، ويشرون إلى رجل أعجمي كان بين أظهرهم غلام لبعض بطون قريش، وكان بياعاً يبيع عند الصفا، وربما كان رسول الله ﷺ يجلس إليه ويكلمه بعض الشيء، وذاك كان أعجمي اللسان لا يعرف العربية أو أنه كان يعرف الشيء اليسير بقدر ما يرد على جواب الخطاب فيما لا بد منه، فرد الله عليهم: كيف يتعلم من جاء بهذا القرآن في فصاحته وبلاغته ومعانيه التامة الشاملة التي هي أكمل من معاني كل كتاب نزل على نبي أُرسل، كيف يتعلم من رجل أعجمي ؟!،لا يقول هذا من لديه أدنى مسكة من العقل " أ .هـ.

بشرية القرآن هي الدعوى القديمة والتي يجددها أهل الزيغ والضلال، فالقرآن الكريم عندهم نصوص اختلقها محمد ﷺ وألفها مستفيداً من رجل أعجمي، أو من كتب الأمم التي سبقته وليس من قبل إله، أو من ورقة بن نوفل.

وكذلك الأحاديث النبوية ما هي إلا نصوص قالها محمد أو نقلها ممن سبقه من الأمم الغابرة، أو من نصوص اليهود والنصارى.

والمراد من هذا الافتراء والكذب عدة أمور منها:

1 – إسقاط هيبة وقداسة النصوص الشرعية.

2 – التشكيك في صحة النصوص الشرعية.

3 – التشكيك في دين الإسلام كله.

4 – الدخول من خلال هذا إلى إنكار وجود الله بالنسبة للملاحدة

ولدحض هذه الفرية العظيمة يقال:

مسألة أن النبي ﷺ اخترع القرآن الكريم أو أخذه من بشر آخرين وأنه نسبه إلى الله.

نقول:

1 – لماذا انفرد محمد ﷺ بهذه الميزة وهي اختراع القرآن؟ فهل عجزت النساء أن يلدن مثله ؟ فما يستطيعه آحاد البشر يستطيعه مجموع البشر بالضرورة, فلماذا لم يقوموا بذلك إذاً ؟!

2 – محمد ﷺ جاء بالقرآن والحديث النبوي، ولكننا نجد فرقاً واضحاً بين أسلوب القرآن الكريم وأسلوب الحديث النبوي، فلو كان القرآن من اختراعه لكان على نسق الأحاديث أو العكس، ولكان من العسير التفريق بين الأسلوبين ونظمهما .ثم لماذا لم يدَّعِ محمد ﷺ أن أحاديثه آيات وأنها قرآن ؟!.

3 – اعترف قومه بصدقه في حديثه قبل النبوة وشهدوا بأمانته، ولما أصبح نبياً عادوه ولمزوه في كل شيء إلا أمانته، فهل يكون أميناً مع الناس كاذباً مع الله عز وجل فيدعي شيئاً لم يقله الله ؟!.

4 – الذي يدعي النبوة وهو كاذب ماذا يريد من وراء هذه الدعوى غير المال والجاه، وقريش قد عرضت عليه عروضاً مغرية من مال ونساء وملك لكنه رفض كل ذلك.

5 – القرآن معجز من وجوه عدة ولم يُسْبَق إليها لا في كتاب ولا من بشر، فمن أين جاء به محمد ﷺ.

6 – لو كان القرآن كلام بشر أو اخترعه محمد ﷺ لوجدته حافلاً بذكره وذكر اسمه في مواطن كثيرة، أو تمجيد نسبه، أو ذكر والديه . كل هذا لم يأتِ، بل لم يذكر اسمه صراحة في القرآن إلا أربع مرات فقط.

7 – جاءت آيات فيها عتاب له ﷺ، فهل سيعاتب نفسه ؟!

8 – لم يُلزم ﷺ أتباعَه بشيء من اجتهاداته الشخصية في أمور دنيوية لا خبرة له فيها، كتأبير النخل مثلاً، وكثيراً ما كان يستشير أتباعه حتى في أمور الجهاد.

..وللحديث بقية.

عبدالعزيز السريهيد

[email protected]

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook