الثلاثاء، 09 رمضان 1445 ، 19 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

المشي وإنقاص الوزن.. تغيير السلوك والتفكير

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
  لدي اعتقاد بأن المشي من بين الرياضات التي تفوق الرياضات الأخرى في التخلص من الوزن الزائد كونه "يعالج" الشخصية وطريقة التفكير. ويحسن علاقة الإنسان بنفسه وبالآخرين. وهذا ما لا يتوفر بنفس القدر في "أنظمة إنقاص الوزن" ولا في الكثير من الرياضات. وقد طلبت من مجموعة من الأصدقاء ممن نجحوا في إنقاص الوزن وتعزيز الصحة الشخصية بالتركيز على المشي، طلبت منهم أن يصفوا التغييرات التي حصلت لهم في جوانب السلوك والقدرات الفكرية. وفِيما يلي 15 اقتباساً لخصتها من خبراتهم: "في مشوار التخلص من السمنة بالمشي اكتشفت جسدي، وأصبحت أفهم جسدي صحةً ومرضاً. ومرة قال الدكتور صالح الأنصاري، المشي تمرين للأحشاء. وفعلاً أنا إذا أتعبني القولون أعرف مشكلتي وأشعر بجسدي يدعوني للحركة فأتجه للمشي، ومع شيء من شرب الماء أرجع للبيت وقد خفت أعراض القولون بنسبة 90% بحمد الله". "حمدت الله كثيراً أنني لم أوافق على "المخاطرة بجسدي" بإجراء إحدى جراحات السمنة. فإنقاص الوزن بالمشي ببطء، وتكرار المشي والتفكير في قدرة جسمي على التعافي من السمنة وأخطار الأمراض المزمنة، وتأملي في إتقان وإبداع الخالق، وأن الله منحني العقل لأحمي هذا الجسد، أصبحت أعتقد أن جراحات السمنة قرار جريء ويجب أن يكون آخر الحلول وبعد كل التجارب الجادة، وأن إجراءها لا يتوافق مع حبنا المطلوب لأجسامنا". "قبل أن أتخلص من السمنة بالمشي، كان بيني وبين جسدي شيء من التحدي والعداوة ومطالبتي له بتحمل ما ينتج عن استمتاعي بكثرة الجلوس والأكل كما ونوعا وفِي أي وقت. فقد أصبحت أفهم حدوده وطاقته، وأحسن التعامل معه، وسهل علي الاهتمام بالغذاء نوعاً وكماً وتوقيتاً. وذلك مما جعل فقد الوزن الزائد مجرد مسألة وقت". "مع تكرار المشي أصبحت أخلو بنفسي وأفكر وأتأمل أكثر مما أتحدث. فقبل المشي كان حديثي في المجالس كثيراً، وكنت أُلقي الكلمات بلا تفكير عميق، وكنت كثير المزاح. وبعد ممارسة المشي في صمت وخلوة، تعودت على الصمت والناس يتكلمون، فأراقب ما يقع فيه الناس وأتأمل فيما يقولون أكثر مما أتحدث. وهو ما لم يكن يحدث قبل المشي". "لاحظت في رحلة التخلص من السمنة بالمشي أن الجهد والوقت الطويل الذي أقضية في المشي، وما لاحظته من انتظام الشهية جعلني أغير علاقتي بالأكل. كما زهدت في الوجبات "النظامية" الثلاث التي كنت التزم بها يومياً وكأنها فروض عبادة. وكان يطاردني هروبي من الجوع فأهرب إلى إضافة "وجبات خفيفة" بل "ثقيلة السعرات" من حلا ومشروبات مليئة بالسعرات. فبعد الانتظام في المشي اقتصرت على وجبتين؛ إفطار مبكّر ومنوع وغداء خفيف، ووجبة عشاء غير ملزمة وأحياناً غاية في الخفة لإسكات الجوع بذكاء. كما نشأت بيني وبين السكر المضاف خصومة بائنة". "من التصورات التي تغيرت مع حب المشي أن أصبحت الأماكن البعيدة قريبة عندي. فأنا أسكن على بعد 500 متر من مضمار عمره حوالي 20 سنة ولم أكن أذهب إليه إلا بالسيارة للجلوس في حديقته. فقد اكتشفت أن الأماكن التي كانت تبدو لي سابقاً بعيدة ما هي إلا مئات الأمتار أقطعها مشيا في دقائق. وكنت أسكن على بعد 6 كلم من مكان عمل مسائي، ولم فكر يوماً في مشي هذه المسافة. وحالياً أصبحت أكرر الذهاب إليها مشياً مرة واحدة وبشكل شبه يومي، وأحدد الوقت وعلى حسب الجو في الصيف والشتاء". "في طريقي للتخلص من السمنة بالمشي، أعدت النظر في علاقتي بالسيارة واعتمادي عليها، بعد أن كنت أستخدمها كما يستخدم ذوو الاحتياجات الخاصة الكرسي المتحرك. وأصبح المشي أول ما يخطر على بالي لأي مشوار قبل أن أستخدم السيارة. ولم يعد البحث عن موقف قريب يشغل بالي. بل أصبحت أتعمد إيقافها في مكان آمن أو مظلل لأستمتع بالمزيد من الخطوات. وينطبق ذلك على الزهد في استخدام المصاعد، بل أصبحت أستمتع بمنافسة مستخدميها لأصل إلى الأدوار العليا قبلهم". "بعد أن تخلصت من السمنة بالمشي، أصبحت أستمتع بالدور الذي كنت أكرهه في الرحلات، وهو التسوق والتحضير والتحميل والتنزيل. فقد كان ما يجذبني للرحلات هو الجلوس وتبادل الأحاديث والأكل، وأصبحت أستمتع بكل فعاليات الرحلة، وأضيف إليها مشوار مشي في الطبيعة وأصبحت الرحلة بكل نشاطاتها ممتعة". "أما (مشروع العمرة) الذي كان المشي فيه ثقيلاً على نفسي، وكنت أحياناً أستخدم عربة تنقلني في الطواف والسعي بسبب السمنة. ولقد أصبحت هذه العبادة خفيفة وخبرة سعيدة، أتعمد أحياناً استخدام الأروقة العليا من الحرم لأمشي مسافة أطول في جو أكثر خشوعاً، وأستمتع أحياناً بقدرتي على دفع عربة قريب مريض أو معاق في كل مناسك العمرة، ولله الحمد على الصحة والعافية". "في مشوار التخلص من السمنة بالمشي، أصبح المشي في حياتي بمثابة موعد لتناول "جرعتي" من التفكير المنطقي والتأمل وتقليب الأفكار ذات الجودة العالية. وبمرور الزمن أصبح لدي رصيد من الأفكار والقناعات الإيجابية. وكثيراً ما أراجع نقاشات دارت حول قناعاتي تلك، فتتقافز أمامي الشواهد والأدلة التي تقوي هذه القناعات. وهذا مما طور قدرتي أيضاً على التفكير المتأمل وحل المشكلات" "مما لاحظته الشعور بالتحكم العالي في المشاعر وردود الأفعال. ولعل انتظام الحصول على جرعات من "هرمونات السعادة" أثناء المشي هو ما منحني هذا التغيير، فقبل المشي لم أكن أتحمل المثيرات من مشاهد وكلمات أو تعبيرات الآخرين مثل ما أصبحت أتحملها بعد الانتظام في المشي". "أنا ممن تخلص من السمنة بالمشي من خلال مجموعات المشي، ومشي المسافات الطويلة ورحلات المشي في الطبيعة مع مجموعات. ولقد كونت في هذه الأجواء صداقات من نوع مميز تتسم بالبساطة والتواصل وكثرة المرح. كما أكسبني المشي صداقات أثرت كثيراً في حياتي الاجتماعية، بل لقد وجدتني أقدر على التخلص من أصدقاء السوء، فأصبحت أفضل المشي في وحدة على أصدقاء السوء". "مع التخلص من السمنة بالمشي تحسنت قدرات اللغة والتعبير بعد الانتظام فيه. ولم أدرك العلاقة بين المشي وتحسن القدرات اللغوية إلا بعد أن قرأت مقالاً ترجمه د. صالح الأنصاري عن هذا الموضوع، أورد دلائل علمية على التغيرات التي تحدث في (الجهاز الحوفي) في الدماغ بتأثير المشي. وفعلاً، قبل الانتظام في المشي لم أكن أستطيع ترتيب عبارات منسقة أعبر فيها عما أريد، وأكرر العبارات وأعيد المحاولة لوصف ما أريد. وبعد المشي أصبحت أرتجل كلمات محددة وقصيرة ومعبرة أسجلها أمام الكاميرا من المرة الأولى". "لقد منحني المشي القدرة على التحكم في وزني وفِي السلوكيات الأخرى والقدرة على اكتساب عادات صحية، وأخرى غير متعلقة بالصحة. ولعل إصراري على الانتظام في المشي في مختلف الظروف (رغم صعوبته على الكثيرين) هو الذي طور قدرتي على النجاح في اكتساب عادات أخرى". "في المشي تتقافز أهم أفكاري وأكثر مشكلاتي إلحاحاً، وتحضر بمجرد البدء في المشي. وأظن ذلك ما يصعب من تناسي أهم مشكلاتي وجعلها حاضرة بانتظام. وذلك مما زاد لديّ الشعور بالمسؤولية في حلها. ويتضح عكس ذلك في حياة أصحاب الأوزان الزائدة المفرطين والمسوفين والغافلين الذين تستمر السمنة والكثير من مشكلاتهم دون تقدم يذكر". وختاماً…. فأما أنا فلا أملك إلا أن أؤيد دور المشي من بين الرياضات بانتظام في حدوث كل ما عبر عنه هؤلاء الأصدقاء، وعن تغيير التفكير والسلوك في مشوار التخلص من السمنة، سواء مما اطلعت عليه وكتبته من مقالات وكتب، أو من تجربتي الطويلة مع المشي التي تمتد إلى حوالي 30 عاماً. ودمتم سالمين د. صالح بن سعد الأنصاري @SalihAlansari المشرف العام على مركز تعزيز الصحة @SaudiHPCاضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook