الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

في رثائه للأمير بندر بن عبدالعزيز.. السديس: مَدين له بالأبوة

EAlTGldXUAEhTgN
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - فريق التحرير:

رثى إمام وخطيب المسجد الحرام الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس؛ الأمير بندر بن عبدالعزيز آل سعود، ودعا الله تعالى، أن يلحقه بعباده الأخيار، وأن يسبغ ‏عليه الرحمة والغفران, ويمطر على قبره شآبيب العفو والرضوان.

اضافة اعلان

‏وجاء في رثاء "السديس" للأمير بندر: لقد عُرف عن الأمير بندر بن عبدالعزيز، السجل الحافل من جلائل الأعمال ونبل الخصال وكريم الشمائل والفعال, ‏واشتهر بالصلاح, ‏والترقي في مراقي الفلاح, ‏وعلو المراتب والنجاح، وكان ‏-رحمه الله- مضرب المثل في التواضع مع الآخرين, والتبسط للزائرين, وحب العلماء ‏والصالحين, وأعمال البر والخير أجمعين، ولِمَ لا وهو سليل مدرسة الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وقد عُرف عنه -رحمه الله- ‏زهده في المناصب, بلّغه الله أعلى المراتب.

وأضاف: كان لي شرف التعرُّف عليه في رحاب الحرم الشريف؛ حيث كان يحرص على المجاورة والصلاة والصيام والاعتكاف فيه, وكان يسكن في عمارة متواضعة في المروة, ويصلي جميع الصلوات في الحرم, ويفتح بابه للفقراء والمساكين, والعلماء والمحبين, ويخصّص وقتاً لزيارة الدعاة والعلماء, ‏ويعمر وقته بالذكر والتلاوة.

وأردف إمام وخطيب المسجد الحرام: لقد شُرفت بزيارته كثيراً؛ وكان يرغب أن يعطّر مجلسه بالتلاوة, والقراءة من كتب العلم ‏والتاريخ والأدب, وبلغ من حبه للعلماء أنه كان يزورهم في بيوتهم, خاصة في عيد الفطر المبارك, وشرّفني في منزلي في العزيزية, ‏ومنزل الوالد -رحمه الله- في العوالي, ثم منزلي في العوالي أيضاً بصحبة أبنائه الكرام, ليقدم درساً ‏تربوياً لهم في حب العلماء والأئمة, وكان له فضلٌ عليّ بالتشجيع الأبوي ‏لي, وكان يبدي إعجابه ‏بالتلاوة والأدعية والخطب، مما كان له عظيم الأثر في نفسي ونفوس زملائي.

‏وتابع: كان -رحمه الله- يتعهد الأئمة بالسؤال والاهتمام؛ وأذكر أنه من لطفه وأريحيته، أن مرّت عليّ نوبة زكام ‏في آخر رمضان، فلما زارني يوم العيد، قال لي: سلامات, ودعا لي فقلت له ملاطفاً: الله يُحسن الخاتمة فردّ عليّ مبتسماً: لا تقل هذا, بل أنت شباب, والله يمد في عمرك حتى تكون إماماً للحرم ‏حتى تموت.

‏وقال "السديس": لهذا أنا مدين له بالأبوة والحنوة, ‏فهو حقاً والد الجميع, ‏رمز التحفيز والتشجيع, ‏لا تكاد تسمع في مجلسه نَبْوة أو تَطَّلع منه على هفوة, ‏وكان في آخر حياته رمزاً للمؤمن الصابر المحتسب, فعلى الرغم مما ألمّ به من عوارض صحية ‏إلا أنه صبر وصابر ورابط واحتسب, جعل الله ما ألمّ به ‏رفعة في درجاته ومضاعفة في حسناته.

‏وأضاف، مما يُحسن التذكير به لأبنائه ‏وأحبائه إصدار المؤلفات في تسجيل مواقفه, وإنشاء مؤسسة خيرية باسمه, ليكون ذلك امتداداً لعطائه, وذخراً له بعد وفاته, وكذلك تسجيل الأطروحات ‏العلمية عن جهوده في خدمة دينه ووطنه.

واختتم رثاءه قائلاً: إننا بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره لنرفع أحر التعازي, ‏وأصدق المواساة إلى مقام ولاة أمرنا خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية- وولي عهده الأمين, وابن الفقيد الأمير فيصل بن بندر، وإخوانه وأخواته الفضليات والأسرة الكريمة, ‏وأبناء هذه البلاد خاصة وأمة الإسلام عامة, سائلين الله بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلى أن يلهم الجميع ‏الاحتساب والصبر, وأن يعظّم لهم المثوبة والأجر, وألا يُري الجميع مكروهاً ‏في عزيز لديهم, ‏كما نسأله -سبحانه- ‏بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى، ‏أن يرحم فقيدنا ويجزيه خير الجزاء, ‏كفاء ما أبدى ولقاء ما أسدى وجزاء ما قدّم وأعطى, ‏وأن يجمعنا به في عليين‏ مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.. إنه خير مسؤول وأكرم مأمول.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook