الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

معجزة رمضان

unnamed
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

في بداية شهر رمضان التقيت أخاً عربياً مقيماً في أوروبا ظهر في كلامه اليأس من إمكانية تحسن حالة العرب والمسلمين في زماننا هذا الذي هيمنت فيه الحضارة الغربية على العالم، وأن العرب بحسب رأيه يحتاجون إلى مئات السنين حتى يستعيدوا مجدهم وعزهم.

اضافة اعلان

هذا النقاش ردني اليوم إلى النظر في الحالة الرمضانية التي كانت تعيشها الأمة قبل أيام ومعجزة القوى والطاقات الإيمانية التي منحنا الله إياها في هذا الشهر المبارك الفضيل، فهذا ابني الصغير ذو العشر سنوات أتم صيام الشهر مؤمناً محتسباً صابراً فرحاً وفخوراً بإنجازه، من الذي منحه هذه الطاقة الإيمانية الهائلة؟ إنه الله.

في أغلب أيام السنة يهجر أغلبنا كتاب الله والكثير منا لا يقرأه حتى يوم الجمعة، ولكن ما إن يحل علينا شهر رمضان حتى تجدنا نرابط في المساجد بعد الصلوات لنكمل ختمتين أو ثلاثاً وأكثر خلال الشهر الكريم، من الذي منحنا هذا الشوق والرغبة والإقبال على كتاب الله؟ إنه الله.

هل يُذكر أحدنا عدد المرات التي صلى بها الوتر خلال أيام السنة؟ ففي حين يصلي أغلبنا أكثر من ٢٠ ركعة يومياً خلال الشهر الفضيل تجدنا نعجز عن صلاة نصف هذا العدد طوال أيام السنة، من الذي وهبنا هذا الدافع للصلاة والتلذذ بالقيام والخشوع في ليالي رمضان المباركة؟ إنه الله.

في شهر الجود والإحسان يتسابق جيران المسجد على التبرع بالمال والوقت والنفس لإطعام الصائمين وإكرامهم بما لذ وطاب عن رضاً وطيب نفس، من الذي أمدهم بقوة السخاء والرغبة في العطاء التي تستمر معهم حتى يوم العيد؟ إنه الله.

إن رمضان ظاهرة سنوية فريدة ومعجزة إيمانية حية نعيشها كل عام فتزكو بها نفوسنا وتتحول قبلتها صوب الآخرة وتصير فيها أرواحنا نورانية منقادة للطاعة وكأنها ملائكة الرحمن.

رمضان هذا الشهر المعجز الفريد يرسل لنا نداءً كل عام: أنتم أيها المسلمون لا حول لكم ولا قوة بدون عون الله وأن قلوبكم بين إصبعين من أصابع الرحمن فهو وحده القادر أن يحول أمركم ويبدل حالكم بين عشية وضحاها: ”إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون”.

في أول رمضان وافاه المسلمون حدث يوم الفرقان ”غزوة بدر الكبرى“ حين كان المسلمون مستضعفين في الأرض يخافون أن يتخطفهم الناس - كما هي حالنا هذه الأيام - وبصبرهم وتقواهم كتب الله للمسلمين الغلبة والنصر، وجاءهم المدد الرباني من السماء فأنزل الله ملائكته المقربين يضربون أعناق أعداء الإسلام ويقطعون منهم كل بنان: ” فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم“، وهل تنسى الأمة في يوم الفرقان قول رسولنا الكريم: ”شاهت الوجوه“ وهو يرمي الأعداء بالحصى ”وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى“.

إن معية الله هي وحدها التي يحتاجها المسلمون اليوم لاستعادة مجدهم، وهذه لن تتأتى لهم إلا بفضائل مدرسة رمضان (الصبر والتقوى) كما قال تعالى: ”واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين“، ”واصبروا إن الله مع الصابرين“.

إن رمضان يزورنا كل عام فيجدد في قلوبنا الأمل والرجاء في موعود الرحمن لأمة الإسلام أن نصر الله قريب، فهل يحافظ المسلمون على مكتسباتهم الرمضانية ومعنوياتهم النفسية وقيمهم الإيمانية حتى يكتب لهم ربهم السيادة والريادة والقيادة للعالم أجمع في المستقبل القريب.

” وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط”.

أ.م.محمد أحمد عبيد

مستشار تربوي ومدرب جودة وتطوير ذات

@mohdobaid66

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook