الجمعة، 17 شوال 1445 ، 26 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

مدارسنا والدودة الشريطية

تنزيل
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
 

في إجازة نهاية الأسبوع استعدت بعض لياقتي التربوية واخترت تدريس أحد أبنائي تحضيراً لاختبار مادة العلوم بالمرحلة المتوسطة، وكانت المفاجأة عندما وقع نظري على صورة الدودة الشريطية، وهو الموضوع الذي أحدث لي رعباً منذ الصغر، إذ لا يزال منظرها عالقاً في مخيلتي منذ أن كنت طالباً بالمرحلة الابتدائية، حيث أذكر شرح أستاذ المادة لكيفية استدراج الدودة الشريطية وإخراجها من فاه المريض وسحب الطبيب لها بطولها الذي يبلغ ١٦ متراً دون أن تفقد أي جزء من قطعها المتسلسلة وإلا تكاثرت في بطن المريض من جديد بحسب وصف الأستاذ.

اضافة اعلان

والسؤال الذي يلح في خاطري منذ زمن بعيد هو ما الجدوى من تعليم صغارنا لحياة الديدان وجسم الصرصور وطريقة تنفس الجوفمعويات؟ فعملية التعلم ـ كما يقول جونماكسويل المدرب العالمي في تطوير الذات ـ الهدف منها التغيير كما أن غاية سعادة المدرس تكون عندما يسمع أثر عمله في إحداث تغيير ما على حياة أحد طلابه.

أليس الأولى بطالب العلوم في مدارسنا أن يتعلم مهارات الإسعافات الأولية ومبادئ التغذية وطرق المحافظة على رشاقة الجسم وأساسيات اللياقة البدنية وكيفية عمل جسم الإنسان والتعرف على أجهزته الحيوية وشرح مبسط للقياسات والاختبارات الطبية وأنواع الأدوية والملوثات البيئية والمخاطر الصحية من حولنا وقواعد السلامة وتكرار ذلك بالشرح والتطبيق في مراحل التعليم الثلاث.

إن الهدف الرئيسي لأي مؤسسة تربوية بالعالم هو إخراج المواطن الصالح واللائق بدنياً وفكرياً ونفسياً واجتماعياً، حيث كلما زادت درجة الوعي وحجم المعارف والمهارات لدى طالب المدرسة انعكس ذلك على جودة الحياة في المجتمع والمتمثلة في صحة الأفراد ونظافة المرافق وحسن التواصل والسلامة المرورية وكف الأذى واحترام الغير.

ومع احترامي وتقديري لجهود وزارات التعليم المتعاقبة في بلادنا فإن القصور والعجز في مناهجنا التعليمية هو نذير شؤم لمستقبلنا بين الأمم خصوصاً أننا نطمح لمقارعة المراكز العشرة الأول بين دول العالم المتحضر بحسب رؤية ٢٠٣٠.

أنها حقا لأمنية صادقة من قلب عاشق للتعليم ومحب لأهله أن تتم غربلة مناهجنا التعليمية تماماً مثل الغربلة التي حدثت مؤخراً في سوق العمل وذلك بمشاركة جميع أصحاب المصالح في العملية التعليمية من المديرين والمدرسين والطلاب وأولياء الأمور وأرباب العمل المستفيدين من مخرجاتنا التعليمية في سوق العمل، فإن الإصلاح الجذري لجميع مشاكل المجتمع يبدأ من تطوير مناهجنا المدرسية والتي بتحسينها نضمن مخرجات تربوية تمتاز بصفات الجسم السليم والفكر السوي والسلوك المنضبط المسؤول.

وختاماً فإنه أثناء إعدادي لهذا المقال تواصلت مع أحد طلابي المتميزين والذي يشغل حالياً منصباً مرموقاً بالجامعة وهو دكتور استشاري بأحد أشهر مستشفيات مملكتنا فسألته عن الدودة الشريطية وهل هي حقيقة أم أسطورة خيالية فطمأنني بأنها نادرة وأن وصف الأستاذ لها كان مبالغاً جداً فأصابني نوع من الارتياح إلا أنه عرض علي مازحا إمكانية إهدائي دودة من قسم الكائنات الدقيقة، مشكور على عرضك يا دكتور وأنا قبلت الهدية بشرط ألا تكون من فصيلة الجوفمعويات وسلامتكم.

ومن يجد الطريق إلى المعالي

فلا يذر المطي بلا سنام

ولم أر في عيوب الناس شيئاً

كنقص القادرين على التمام

أ.م.محمد أحمد عبيد

مستشار تربوي ومدرب جودة وتطوير ذات

@mohdobaid66

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook