الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

بأي ذنب استهدفت الزلفي؟

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

عندما يأتي الحديث عن الوطن، تفيض النفس بمشاعر تعجز الكلمات عن تصويرها، أو أن تحيط العبارات بمكنونها، فتنثر بين السطور عبارات الحب والعشق للوطن وأهله.

اضافة اعلان

فوطننا يا سادة يستحق منا الكثير، فعلى ترابه نشأنا، ومن عذب ماءه ارتوينا، وفي محاضن تعليمه نهلنا. قدم لنا الكثير ولا يزال، وامتد عطاؤه لمختلف البلدان، وفي شتى الأقطار. محبته ديدن النفوس السليمة، والعقول الراشدة المستقيمة، لا يشك في ذلك إلا من أصيب بلوثة في عقله، أو خلل في فكره، وعميت بصيرته عن إدراك مناقب وطنه، فأصبح - بكل أسف - خنجراً في خاصرته، ومعول هدم في طريق تقدمه ونهضته.

إن الحديث عن بلاد الحرمين، ومهد الرسالة، ليس كالحديث عن أي بلد آخر، بلد عم خيره وانتشر في الآفاق نواله، شعاره ودستوره مستمد من الكتاب والسُّنة، وأصوات المآذن تصدع بالحق في أرجائه، الناس فيه آمنون، يؤدون عباداتهم براحة واطمئنان، قادته بصماتهم في الخير واضحة، والحرمان الشريفان شاهدان على الخدمات الجليلة التي تقدم لقاصديهما، والتوسعات الجبارة المتواصلة وفق أدق المعايير وأفضل المقاييس.

ولقد عانت السعودية ولا تزال تعاني من ويلات الإرهاب، من شرذمة شذت عن الحق، ومرقت من الجماعة، وزين لها الشيطان عملها، فصور لها الحق باطلاً والباطل حقاً. ولعل آخرها الحادث الأليم الذي استهدف مقراً أمنياً في محافظة الزلفي. ولولا توفيق الله ثم يقظة رجال الأمن لوقع جراء ذلك إزهاق للأنفس البريئة. وهذه الجريمة النكراء، والفعلة الشنيعة الرعناء بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لا يفعلها إلا من غيب عقله، وتلبس بالأفكار المنحرفة والمتطرفة، وامتلأ قلبه حقداً وحسداً على البلد وأهله.

فكيف يُقدِم على هذا العمل الآثم مَن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويستهدف رجال الأمن الذين يسهرون على أمن واستقرار بلاد الحرمين الشريفين. فأي رادع لهؤلاء القتلة من دين أو خلق أو مروة. فاللهم إنا نسألك السلامة والعافية.

إنه الإرهاب يا سادة، لا يفرق بين دين أو جنس، يُهلك الحرث والنسل وكل ما يقف في طريقه. فكم من أنفس أزهقت، وأموال أهدرت، وتنمية عطلت، والتاريخ مليء بالشواهد على هذه الفئة التي لا تراعي حرمة للدم الحرام حتى لخيرة البشرية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذه الأحداث تحتم علينا الوقوف صفاً واحداً خلف قيادتنا، في وجه هذه الفئة المارقة، وهذا بفضل الله هو ديدن أبناء هذا الوطن والمقيمين على أرضه. وأن نحصن أبناءنا ضد الملوثات الفكرية، ولا نترك لهم الباب على مصراعيه في عالم الفضاء المفتوح، والأجهزة والألعاب الإلكترونية. ونبتعد عنهم ثم لا نفيق إلا وقد تشبعت عقولهم بالأفكار الهدامة، فظهر ذلك على سلوكهم. كما أن علينا التسلح بسلاح العلم فغالب من يسلكون هذا المسلك هم من قليلي الخبرة يغلب عليهم الجهل.

يسرني جميل تواصلكم  @m2025a

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook