الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

صراع حضارات أم صراع قيم؟

عيد
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

مع الانفتاح الهائل مع الآخر والتوغل العميق في جميع ممارساته،  والتقاط ما لديه من عادات سلوكية وممارسات تتضاد مع قيم مجتمعنا المحافظ بشكل كبير انكشفت سَوءة بعض الأسر التي وصمت نفسها بالمحافظة قبل هذا الانفتاح الذي ابتغي منه تفهم الآخر وأخذ العادات الجميلة التي لديه وليس الارتماء في أحضان التمرد المتناهي دون الأخذ بعين الاعتبار لقيم وعادات وتقاليد المجتمع النبيلة.

اضافة اعلان

هذا الانفصام الأخلاقي الذي عانى منه بعض شبابنا وفتياتنا جعل بوصلتهم تتجه دوماً للآخر دون وضع ضوابط قيمية تجعلهم يميزون بين الخطأ والصواب.

هذا التحدي الهائل يضيف عبئاً إضافياً على الأسرة السعودية يتطلب منها مواكبة هذه التحديات بالشكل الذي يكفل حماية أسوار الأسرة وهذا لا يعني الانغلاق والانكفاء، بل أن تتطور أساليبنا التربوية مع معطيات العصر وأن نتحدث بلغة يفهمها أبناؤنا وأن لا نعيب الكثير من السلوكيات الحضارية والتي هي من صور الحداثة بل من المهم أن نبرز الوجه الحضاري للمجتمع وأننا مجتمع ديناميكي يتواءم مع كل جديد بما لا يتعارض مع قيمنا الجميلة.

الكثير من أبنائنا وبناتنا يرون أن الحداثة تتطلب زياً محدداً وعادات حركية وسلوكية معينة بعيدة كل البعد عن العقلانية والاتزان النفسي والعاطفي.

الأسرة في منحنى خطر جداً مع هذا الكم الضخم من التبادل المعرفي وعالمية الحدث والسلوك ولذلك نجد معاناة الأمهات والآباء المنغلقين على أنفسهم ممن فضلوا أن يقضوا يومهم في التذمر والسب والانهزامية دون أن يتفهموا طبيعة العصر ومواكبة مفردات الحياة الجديدة بالكثير من التفهم وقولبة ما نستطيع بما يحقق البعد التربوي والأخلاقي المطلوب.

بلا شك إن هناك جهات تتلذذ أن ترى مظاهر الانحلال الأخلاقي والتمرد على قيم المجتمع بمظاهر أقل ما يقال عنها قطعان من الذئاب البشرية تنهش في خاصرة الأمة العربية المسلمة.

ولكن لا بد أن نراهن على تماسك المجتمع وامتصاصه لهذه الهزات المجتمعية وما يرتد عنها من هزات ارتدادية في القيم والسلوك لأن المجتمع السعودي الفتي لديه القدرة على تجاوز أي مرحلة سيئة.

ومع هذا الانفتاح برزت فئات من المجتمع لديها الكثير من عقد الماضي وترفض أي تطور جميل وتهرول في ميدان الفضيلة بمعناها الضيق الذي لديها وترفض الكثير من الممارسات المباحة بداعي حماية الفضيلة، وهؤلاء سيكون عليهم أن يقوموا بإعادة الكثير من أفكارهم السلبية القائمة على سوء الظن وبدلاً من ذلك أتمنى منهم اقتراح البرامج والمبادرات التي تمتص بعضاً من السلوكيات السيئة التي لدى البعض مع أهمية أن نعلم أننا لسنا مجتمعاً ملائكياً ولسنا معصومين من الخطأ ولسنا أيضاً بمعزل عن العالم بل لا بد أن نكون مجتمع يقود العالم وهذا من أهداف رؤية2030 التي أعطت الكثير من الاهتمام للشباب من الجنسين وتشجيعهم نحو الانطلاق لأفق الإبداع والتجرد من بعض العادات المجتمعية التي أُلبست رداء الدين والدين براء منها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مستشار أسري ومدرب معتمد

[email protected]

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook