الثلاثاء، 07 شوال 1445 ، 16 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الإيذاء النبيل

تنزيل
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

(الحزن النبيل) نعرفه فلطالما تأملنا معانيه الصادقة العذبة في قصائد الشاعرة السودانية المبدعة روضة الحاج، لكن (الإيذاء النبيل) هو نوع جديد ومفزع من النبل، جديد للحد الذي تتمنى أن يبقى جديداً للأبد، وأن لا يعرف بوجوده أحد!

اضافة اعلان

(إنه يستحق العقوبة) و(لقد أخطأت) و(أوقفوه) و(أفصلوها) و(اسجنوه) و(قاضوها) و(ذلك الـ...) و(تلك الـ.... )، والعديد من العبارات التي تشعر حينما تسمعها أنها تصدر من قاض قد أحاط بالأدلة وأدرك نوايا الشخص المذكور الذي جعله يجزم بماضيه الأسود، لكنك تتفاجأ حينما تعلم أن هذه الأحكام صدرت من مستخدمي شبكات اجتماعية أقصى ما يعرفه أحدهم عن الخطأ معلومة عابرة أو مقطعا تم اقتصاصه، ولكنه لا يجد غضاضة في أن ينضم لجيش من القضاة الافتراضيين الذين يكيلون الاتهامات ويصدرون الأحكام بغوغائية تحقق أهدافها أحياناً للأسف.

هذا التنمر المفزع الذي يجعل خطأ عابر عذرا كافيا للطعن في ديانة الشخص وعرضه وأخلاقه بل وأهليته العقلية أحياناً، يتذرع أصحابه بأنهم على صواب لأن (دافعهم نبيل) وبالتالي فإن هذا الإيذاء (نبيل) أيضاً، هم لا يجدون غضاضة في الجمع بين طهر النبل وسواد الإيذاء في جملة رغم أنهم مدركين أن اجتماع الأذى والنبل مثل اجتماع المشرق والمغرب، لا يحدث إلا على الورق أو في عوالم الخيال.

الأسوأ من ذلك أن تجد من يسوغ لهم من العقلاء والمفكرين الذين ارتهنوا لأهواء الجماهير ووضعوا الإنصاف جانبا، مما يجعلنا نقف أمام خلطة معقدة من غوغائية ومنتفعين من الأحداث الذين يحرصون على النفخ في النار لضمان استمرار اشتعالها لتحقيق مآربهم من شهرة أو زيادة متابعين أو مكانة جديدة لدى الراصدين، ولا يهم مصير الشخص الضحية الذي تهافتت الجماهير لجلده بسياط الأحكام والخسائر النفسية والمهنية التي قد تحيله لكائن مدمر تماماً.

إذا كانت المجتمعات الغربية التي تخضع لفوضى نسبية الأخلاق تعاني ذلك فلهم ما يبرر من هشاشة المرجعية لكن ماذا عن مجتمعاتنا التي تدين بالإسلام ولا يعدم أحدهم من أن يكون قد قرأ قوله صلى الله عليه وسلم: (بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ).

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook