الثلاثاء، 07 شوال 1445 ، 16 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

فتاة مانشستر

تنزيل
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

في صيف 2012 وبعد صلاة الجمعة بمنطقة مانشستر البريطانية استوقفتني عند بوابة المسجد فتاة مسلمة متحجبة فسألتني وهي خائفة ترتجف وتذرف الدموع بسبب ذنب ارتكبته البارحة بحسب قولها، فهوّنت عليها وأننا كلنا ذا ذنب، وأن الله يغفر الذنوب جميعاً على ما فات، لكن أكثر ما أكبرت في هذه الفتاة التي تقيم في بلاد غير إسلامية هو خوفها من الجليل ورهبتها من حساب الذي يعلم السر وأخفى، إنها جذوة الإيمان أيها السادة التي زرعناها في قلوب أبنائنا وبناتنا والتي يسعى أعداؤنا وأعوان الشيطان لإطفاء نورها وطمس آثارها ويأبى الله إلا أن يتم نوره.

اضافة اعلان

إن إسلامنا ليس مجرد مذهب موروث أو ثقافة مجتمع إنما هو عهد وميثاق مع الملك القدوس يوم خلق الله أبانا آدم عيه السلام ومسح على ظهره فسقط من ظهره كلّ نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا …) فهذه الشهادة منا بربوبيته سبحانه هي شهادة قديمة وعمرها من عمر الكون، فإسلامنا رسالة كونية فهو دين جميع رسل السماء (إن الدين عند الله الإسلام ) وأتباعه هم المسلمون على مرّ العصور (…وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ …) وقد شبّه رسولنا الكريم ذلك بقوله إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه إلا موضع لبنة فهو اللبنة وهو خاتم النبيين عليهم الصلاة والسلام .

لما كان ديننا بهذه المتانة والعظمة والأصالة التاريخية فإن الشيطان وحزبه وقفوا عاجزين أمامه حتى أعملوا فكرهم ومكروا مكرهم فاخترعوا لنا مسميات ومصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان وصاروا يضربون إسلامنا من ورائها (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ) ومن هذه المسميات والجدر: الوهابية والأصولية وداعش والقاعدة، يريدون بذلك تفريق وحدتنا وتشتيت كلمتنا وتمزيق صفّنا وإطفاء نور الإسلام من قلوب بناتنا وأولادنا المؤمنين الأخيار المتقين الأبرار.

ومن حيل الشيطان عند إشاعته للباطل قيامه بنشر الأكاذيب وتهويل صغائر الأمور وسفاسف الأحداث وإبراز الباطل وكأنه ظاهرة، ومن ذلك ما يسمّونه اليوم بظاهرة الإلحاد والردّة عن الدّين وهروب الفتيات والواقع يكذّب ذلك في الدّاخل والخارج والحال يشهد بعودة كثير من أهل الأهواء إلى طريق الهداية والاستقامة، والنّاظر إلى حال بناتنا وتحديداً في الأسواق والمطاعم والجامعات يلاحظ في المجمل تمسكهنّ بحجابهن والتزامهن بشرائع الإسلام فلا ننساق إلى دجل الأفّاكين وبهتان صحافتهم ولا ننشر رسائل مبثوثة حتى نميت الباطل في مهده ولا نشيع ذكره إن الباطل كان زهوقا .

وبحسب إحصائية مبسطة ليسأل كل واحد منا ما استطاع من حوله من الأصدقاء والأقارب والجيران والزملاء كم فتاة هربت عندكم ؟ أو كم فتى ارتدّ عن دينه ؟ جرّبوها اليوم وستندهشون من النتيجة الصارخة "صفر" فالحق أبلج والباطل لجلج , وبالمجمل حتى لو كانت النتيجة 10 حالات أو 100 أو حتى 1000 حالة في مجتمعنا فهي مقابل 20 مليوناً تعتبر صفراً بميزان الاحتمال والإحصاء وليست ظاهرة كما يزعمون.

إلى كل أب وأم الله الله في بناتنا وأولادنا وإياك إياك أن يوتى المجتمع من قِبلك فأنت الحارس الأول لولدك من انتكاس فطرته أو غوايته " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه "، يقول أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة المؤسس الدكتور عبدالله ناصح علوان، يرحمه الله، في كتابه المعروف ”تربية الأولاد في الإسلام“ وإني لمتفائل أن هذا الجيل إذا التزم الإسلام عقيدة وعملاً وأخذ بتعاليمه أحكاماً ومنهاجاً فإنه سيعيد سيرة الأولين في المجد والرفعة ويقيم في العالمين دولة تضاهي الأمم الكبرى في عزتها وكبريائها.

إن بناتنا هن عزّنا وشرفنا وتيجان رؤوسنا وأرى فيهن فخر بلادنا وشموخ ديننا بعفتهن وحيائهن ونور الإيمان الذي يسعى بين أيديهن.

إذا الإيمان ضاع فلا أمان *** ولا دنيا لمـــن لم يحيي دينا

أ.م.محمد أحمد عبيد

مستشار تربوي ومدرب جودة

@mohdobaid

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook