السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

غزوات ذات المطاعم!

تنزيل (1)
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

يقول أحد الشعراء وأظنه شاعر "دبدوب" محاكياً قصيدة أبي البقاء الرندي التي ترثي ما آلت إليه أوضاع المسلمين في الأندلس:

اضافة اعلان

لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ نُقصانُ فَـلا يُـغَرَّ بِـطيبِ العَيشِ إِنسانُ

هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ

يقول الشاعر - ولا أعرف اسمه – مصوراً حالنا مع المطاعم والأكل!

لكل أكل إذا ما تم نقصانُ فلا يطيب العشا من دون "قرصان"

إن "الطبيخ" له في البطن منزلة مثل الجريش عليه "الكرش" مليان

إذا جلسنا بدا للصحن قرقعة وللملاعق أصوات وألحان

وللسكاكين عند الأكل سطوتها قد خاف من بطشها موز ورمان

يا ليت شعري بقِدر لا مثيل له من الدجاج ومثل القدر أفنان

اضرب بخمس ولا تأكل بملعقة إن الملاعق للنعماء نكران!

لما قرأت هذه الأبيات قفز إلى ذهني حالنا في التزاحم على المطاعم.. ما سبب التزاحم، وما السر في وقوف الإنسان لقرابة الساعة في طابور من أجل الظفر بوجبة؟! وهل غزوات ذات المطاعم بسبب جودة طعامها، أم لشهرتها، أم لأسباب أجهلها؟

ورغم الأخبار التي يتناقلها الركبان عن فساد المطاعم.. ورغم تحذيرات المختصين من أكلها... ومع ذلك فغزوات الناس لهذه المطاعم لم تنقطع.. بل يدل الواقع أنها في ازدياد، وكلما أغلق مطعم قام مطعم!!

ثمة أسئلة سأطرحها وأترك الإجابة لكم..

* لماذا نناقض أنفسنا.. نتحدث في المجالس عن خطر المطاعم ثم بعد ساعات نتشاور فيما بيننا.. إلى أي المطاعم نتجه؟؟

* لماذا تكلفنا مطابخنا المنزلية الآلاف ونتفنن في تصميمها.. ولا نطبخ فيها؟

* عدد المطاعم المتزايد.. ألا يدل هذا على تكاثر زوارها؟؟

* لماذا يفضل بعضهم المطاعم على أكل المنزل؟

* ألم نقتنع بعد بالمقارنة بين أكل البيت والمطاعم من حيث (الصحة، النظافة، الطعم، التكلفة، العادات الاجتماعية..)؟

* لماذا تعددت أسماء وأشكال وتصنيفات المطاعم وجنسياتها أيضاً فنجد المطعم الهندي والصيني والتركي.. ونجد بعضها للوجبات السريعة وأخرى للأكلات الشعبية أو للساندوتشات والعصيرات.. وهناك مطاعم بأسماء أجنبية أو بأسماء خداعة؟!

هناك إحصائية تشير إلى أن نسبة السمنة في مجتمعنا تصل إلى ٤٠٪، وتزيد لدى طلاب المدارس بسبب إهمال التغذية الصحية.. والمطاعم أحد مسبباتها، ولأن بعض الناس لا يأخذون قراراتهم بعقولهم بل ببطونهم!

عموماً.. لا أعمم هناك أفراد وأسر مهتمة وحريصة على الغذاء الصحي، وتقليل ارتياد المطاعم.. ولا أقول لك: "لا تأكل هنا، وكل هناك".. كُل حيثما وكيفما وأينما شئت.. تظل الشراء من المطاعم ثقافة.. لكن لنتأكد أن صحتنا أهم!

* قفلة..

يقول المصطفى – عليه الصلاة والسلام-: ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه".. هذا الحديث لا يدعوك إلى الحرمان وتجويع نفسك، بل إلى تجربة مختلفة لتذوق الطعام والشعور بالاكتفاء قبل التخمة.

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________

  • كاتب إعلامي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: [email protected]

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook