السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

المتغيرات في المملكة وتحدياتها

أحمد الشهري
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

‏إن المتابع للأوضاع الحالية الجارية في السعودية والتغييرات الجذرية التي تشهدها البلاد في هذا العهد الجديد كماً ونوعاً شكلت صدمة عالمية كبرى مما استفز الكثيرَ من الجهات المتربصة بالسعودية وجعل مضاجعهم تُقضّ بل وتنتفض نفضةً بعد نفضة في مواكبة تامة مع كل الخطى التي تتخذها الحكومة السعودية خطوةً بعد خطوة فتراهم يشنون الهجمة تلو الهجمة في محاولة للنيل من هذه التغييرات ومن قادتها وهنا تتكشف المفارقة العجيبة والنفاق الصارخ المتعلق بكل ما كانوا يشيرون إليه من ملاحظاتهم السلبية الطابع حول بعض الأوضاع المجتمعية السعودية التي كانوا يستغلونها ويُروجون لها فقط للنيل من السعودية ليس إلا وليس بحثاً صادقاً عن إيجاد حل مناسب لها كما كانوا يزعمون.

اضافة اعلان

لقد كنّا نجدهم يتهمون ويُصرّحون بأن السعودية كدولة ومجتمع متخلفة بل ورجعية أحياناً نتيجة وجود هذه الملاحظات المشار إليها سابقاً وحين بدأت هذه الأمور المجتمعية تتحسن وتتطور وتُعالج ويُتخذ بصدد بعض السلبيات إجراءات نوعية جادة بقناعة داخلية محضة وبإدراك تام من قادتها بضرورة القيام بهذه التغييرات انقلب السحر على الساحر وقامت قائمة هؤلاء المتربصين بالسعودية الجديدة (سعودية ٢٠٣٠) فبدؤوا في مهاجمة هذه التغييرات في محاولة منهم للعمل على تشويهها وتشويه روّادها سعياً منهم لوأدها ووقفها وإن كان الكثير منهم لا يصرح علانية بذلك ولكن أقوالهم وأفعالهم تُنَبِّأ بما تكنّه صدورهم وتفضحه إجراءاتهم وتصرفاتهم.

إن المستغرب حقيقةً هو اجتماع كل هذه الدول وإعلامها ضد دولة واحدة، وهو الأمر الذي يكاد أن يُعدّ سابقة في سياسات الدول وإعلامها دون أن تملك هذه الدول وإعلامها أية أدلة أو قرائن تعزز بها هجومها هذا وما يستشفه كل مطّلع أن هذا الهجوم ما هو إلا مجرد مناورة سياسية وإعلامية الهدف منها محاصرة المملكة والتضييق عليها وذلك لأن مصلحتها المشتركة تتطلب قيامها بمثل هذه الممارسات المتناقضة، الأمر الذي جعل ويجعل المملكة مضطرة لمجابهة هذه الحرب الضروس بكل ما أوتيت من قوة سعياً منها لمقاومة هذا التهديد الذي ترى فيه خطر يُهدد أمنها واستقرارها بل وحتى في أحيان كثيرة تراه يُهدد وجودها كدولة مستقلة ذات سيادة.

إن ما يُجمع عليه كافة السعوديين هي قناعتهم بأن السبب وراء كل ما تتعرض له بلادهم ليس زعم إنصاف هذا الطرف أو ذاك من مواطنيها وإنما هو نابع فقط من وجود أربعة أمور تنعم بها السعودية ويراد القضاء عليها أولها هو وجود موارد اقتصادية ضخمة في المملكة أسهمت في توفير حالة مادية ومعيشية رغدة سواءً لها كدولة أو حتى لشعبها وهذا ما لا يريده لها من هدفهم فقط تقويض أمنها وأمانها وثانيها هو رمزيّتها ومكانتها الدينية التي يجسدها وجود الحرمين الشريفين بين ظهرانيها، الأمر الذي يمنحها مكانة دينية توشك أن تكون عالمية وليست إسلامية فقط وهذا ما يحاولون زعزعته من خلال محاولتهم تدويل الحرمين إضافةً إلى أمر آخر مهم وهو الدور السياسي والعسكري الذي تلعبه السعودية الجديدة حالياً في المنطقة والعالم والذي هو دور لم تكن تسعى إليه السعودية وإنما فرضته عليها فرضاً حقائق الواقع الحالي ومقتضياته مما جعل الكثير يرفض هذا الدور ويحاول تحجيمه وإيقافه والأمر الأخير وهو محور هذا المقال والذي أعتبره أنا أهم الأربعة يتلخص في محاربة كل هذه التغييرات الجارية في السعودية ومحاربة النهج الجديد المُعتَمَد حالياً في السعودية سعياً لتشويه كل ما يتعلق به هادفين إلى تجييش الشعب ضد قيادته ولكن هيهات أن يحقق لهم هذا الشعب الكريم المتلاحم مع ولاة أمره مثل هذِهِ الغاية الدنيئة.

أخيراً أقول إن ما يجهله هؤلاء المتربصين بهذا البلد الشامخ أن التاريخ يشهد بأن بلاد الحرمين واجهت حروباً سابقة عديدة ودائماً من فضل الله كان النصر حليفها في جميع معاركها وهذه الحرب الحالية لن تكون استثناءً بأمر الله.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook